Sunday 11th January,200411427العددالأحد 19 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

محاولات يائسة بائسة محاولات يائسة بائسة
د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي

إن عملية إنتاجية فاعلة يلزمها العنصر الإنساني ممثلاً بالعمل والتنظيم، فهو الوسيلة الأساسية في التنمية كما هو الهدف النهائي منها، وحتى يتحقق ذلك كان لابد من الاهتمام بهذا العنصر كماً وكيفاً، وذلك من أجل التوصل إلى بنية من العلاقات القائمة على التعاون والمشاركة والمساهمة في بناء الاقتصاد الوطني لهذا المجتمع، مع تقديم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة من خلال غرس روح التضحية والايثار، وما يؤديه ذلك من تحقيق مساهمة كبرى من قبل الفرد في سبيل تحقيق الأهداف الاجتماعية.
فالتنمية في الإسلام تعتبر الإنسان محورها الأساسي، وان المتابع عن كثب لطبيعة العملية التنموية في المملكة يلحظ انها ولا شك تسير في هذا الاتجاه بخطى ثابتة ومتقدمة، الأمر الذي أثار حفيظة بعض أعداء الوطن فغرسوا سهامهم المسمومة في خاصرته بغية ترهيبه وثني أبنائه عن التطلع إلى مستقبله الزاهر، ثم وبحجة الإصلاح عمدوا إلى قتل المستأمنين وترويع الآمنين. ونحمد الله عز وجل ان أبناء وطننا يواجهون ذلك بتمام الثقة بالله، وبالاستنارة بتعاليم الشرع المطهر، ثم بالثقة الراسخة في أساس بناء الوطن المتين المنطلق دوماً نحو مستقبل أفضل بروحٍ متوثبٍ نحو المجد.
ومما لا شك فيه ان التعامل مع هذه الظاهرة الهدامة يتطلب منا مزيداً من الوعي لأخطارها المحدقة، كما المزيد من قنوات الحوار البناء، ذلك ان الردع الطبيعي لجريمة ما يكمن في مستوى ما يتمتع به المجتمع من وعي لجميع الظروف المحيطة.
وكلنا يدرك اننا نواجه فكراً مغالياً، منحرفاً عن جادة الصواب، موغلاً في ذلك، وان ادراكنا ووعينا لهذه الحقيقة سوف يدفع كلاً منا ليدرأ الخطر ما استطاع قلباً ولساناً ويداً عن الوطن الحبيب، وهو مقتنع تماماً بأن ما ترمي إليه مثل هذه الأعمال المشينة ليس ترهيب الآمنين وحسب، بل العمل على تهديم المشروع الطامح للبلاد، والمتوخي تحقيق أعلى معدلات النمو الاقتصادي، وأسمى درجات الرُقي الإنساني علماً وعملاً، وبهذا الوعي المتقدم سيبقى بمشيئة الله بلد الحرمين حصناً منيعاً للإسلام والمسلمين ولن تثنيه تلك المحاولات اليائسة البائسة، معتمداً على الله ثمَّ على تمام تماسك أبنائه بنهج قيادتهم الحكيمة.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved