في بداية حياتي الدراسية عندما كنت طالبا في المرحلة الابتدائية وبالذات في الصف الرابع الابتدائي تذكرت ذلك الموقف الجميل لأحد الأستاذة العرب وهو من سوريا الشقيقة الذي يدرسنا مادة اللغة العربية وهو أشبه ما يكون في طريقة تدريسه أن يطبق المنهج التكاملي في تدريسها، ففي بداية العام الدراسي وفي مادة الإنشاء على وجه التحديد طلب من الطلاب المساهمة في إقامة مكتبة داخل الفصل كل على قدر استطاعته أن يأتي بأي قصة وأي كتاب مهما كانت مادته العلمية وقد استجاب الطلاب لذلك حيث انه حدد يوم حصة الإنشاء في الأسبوع القادم موعداً لاستقبال ما يجود به الطلاب من قصص ومجلات وكتب وخلاف ذلك وقد أعد بالتنسيق مع إدارة المدرسة دولاباً من الحديد لحفظ الكتب، حيث تم تنظيم المطبوعات التي قام بإحضارها الطلاب داخله بعد ان تم تدوين أسمائها ببيان معد لذلك وقد اتخذ من حصة الإنشاء مادة مشوِّقة تنصب في الحديث عن الكتب وضرورة القراءة والاستفادة من مكتبة الفصل، وأذكر يوماً من الأيام طلب من الطلاب ان يختار كل واحد أي كتاب يتناسب مع ميوله وقد اخترت بطريقة عشوائية ثلاثة من الكتب وفي الأسبوع القادم وفي حصة مادة الإنشاء وجَّه الأستاذ بعض الأسئلة إلى بعض الطلاب وطلب منهم أن يعطوه انطباعا عن الكتب التي قرؤوها وذلك بأن يتحدث كل واحد على انفراد وعندما أتى الي الدور ترددت في التقدم أمام الطلاب وشعر بأنني لم أقرأ ما استعرته من مكتبة الفصل فأذن لي بالجلوس وعند انتهاء الحصة طلب مني مرافقته إلى غرفة المدرسين ووجَّه إلي بعض النصائح بضرورة التفاعل مع الجو الدراسي وقال لي أن الكتب التي اخترتها ليست كتباً منهجية وهي قصص يفترض ان تستوعبها بشكل جيد فوعدته مستقبلاً أن أعطيها حقها من الاهتمام وفعلا كانت نقطة تحوَّل في حياتي في حب القراءة والحرص على اقتناء الكتب واليوم عندما أطالب بتكوين مكتبة داخل الفصل أتذكر الفوائد التي أثرت في وفي زملائي في ذلك الوقت والتي اشرت فيها إلى السناريو الذي اتبعه معها استاذ مادة اللغة العربية وقد أثبتت الكثير من الدراسات ان التلاميذ في الصفوف التي بها مكتبة صفية يقرؤون بنسبة 50% فمن هنا لا بد من المسؤولين عن التعليم داخل المدرسة من إدارة ومدرسين أن يستشعروا أهمية مكتبة الفصل في حياة الاطفال فلهذا اقترح النقاط التالية:
1- أن يكون في كل زاوية من الفصول الدراسية دولاباً مخصصا لمكتبة الفصل.
2 - أن يتم تزويد مكتبة الفصل بكتب مختارة من إدارة المكتبات المدرسية يراعى فيها ما يلي:
أ - أن تكون أغلفة الكتب والمجلات جذابة معززة ببعض الصور والرسومات.
ب - أن نتدرج مع المراحل العمرية للطلاب.
ج - أن يتم تجديد هذه المطبوعات بين وقت وآخر.
3 - تكليف مدرس مادة اللغة العربية بالإشراف على المكتبة وتوجيهه بضرورة الاستفادة من حصة مادة الإنشاء لتبصير الطلاب بأهمية القراءة والطلب منهم قراءة بعض الكتب ومن ثمَّ مناقشتهم فيها مع الأخذ في الاعتبار حرية الاختيار في الكتب التي يرغبون قراءتها.
والله الموفق.
|