نشرت لي جريدة الجزيرة في عددها 11392 مقالاً بدأته بالحديث عن المرور غير ان التلوث الصادر عن عوادم السيارات ومن جهات أخرى استأثر بالحديث كله وفي هذه المقالة استكمل ما أردت التنويه اليه حول المخالفات المرورية فالملاحظ بأن خطط المرور وبخاصة ما يسمى بالتوعية اعتقادي أنها لم تؤد الفائدة الكاملة التي استهدفتها خلال السنوات الماضية سوى نسبة قليلة لا يمكن الركون اليها كمبرر لاستمرار الخطط نفسها دون أن يرافقها حزم وجدية كاملة في تطبيق الجزاءات على المخالفين حتى تتوافق الكوابح مع ما يقرره النظام من تقيد بالاشارات وحقوق الآخرين في العبور بأمان وايضا السرعات التي تقود الى الموت فأكثر حوادث الطرق ناتج عن تهور بعض السائقين فالشباب لا يهمه أو يشغل تفكيره غير الوصول الى منزله أو مكان عمله ونزهته خلال فترة وجيزة أما أن يفكر في مخاطر اندفاعه بتجاوز المسموح به من السرعة فهذا ما يغيب عنه ما لم يكن هناك مراقبة جادة وجزاء يوقف مثل هذه الممارسات لينصاع إلى ما ينبغي من استخدام عاقل مع المركبة والطريق وجموع المستخدمين لتلك الطرق السريع منها وغير السريع والتي تشهد الكثير من الحوادث وما تفرزه من كوارث والنتيجة فقد الأسر لابن في مقتبل العمر وترمّل نساء ويتم اطفال وما تكبده هذه المآسي من نفقات باهظة وجهود كبيرة لمعالجة المصابين فأبواب المستشفيات لاتهدأ من كثرة نعوش المصابين والموتى وتسأل عن السبب فيقال حادث مروري نحن لا نحمّل القيادة وحدها كل الحوادث فهناك أشخاص غير مبالين بوسائل السلامة فلا السيارة يعمل لها صيانة لسنتين وأكثر وربما لم يتم فحصها وإن وجد ملصق على الزجاج الأمامي فهو قديم ولا يخبر عن حالة السيارة ولا يسأل المالك عن مخالفات من هذا النوع وهناك سيارة تتجاوز كل السيارات بنفس الاتجاه وتكون عجلاتها متآكلة هذه الحالات الفاقدة لوسائل السلامة كثيرة وخطرها واضح وأهلها لن يعطوها اهتماماً طالما لم توقف ولن يدخل في روعهم أن هناك محاسبة أو ان الحالة تشكل خطرا واستهتاراً بأرواح الآخرين.
إننا بحاجة الى اجراء يأخذ في الحسبان ويشعر المخالفين أنهم محل متابعة وليس توعية فقط ولا ننسى أن الطرق تمتلىء بالخرد التي لا يرغب أصحابها اصلاح ما تلف من اجزائها لتبقى بتلفياتها دون سمكرة أودهان وهؤلاء في حالة كون الحق لهم يحصلون على تعويضات تبلغ قيمة السيارة التي ربما لا يزيد مبلغها على بضعة آلاف وإن كان الخطأ منهم تأتي الأعذار وعدم القدرة على الدفع لتحصل في الأخير على ورقة إصلاح والأصوات من حولك تردد عبارة أحمد الله أنك نجوت بنفسك وذلك لتهون وتوطن مشاعرك على بلع الخسارة دون ان يكون لك يد فيما حدث. إننا نرجو أن تكون الاجراءات المرورية اكثر قرباً من واقع الناس والذي بدونه سنبقى نراوح لسنوات قادمة في مشاكلنا المرورية دون حلول حاسمة.
|