تعتبر البلاد العربية من أكثر بلاد العالم عراقة ولذا فإن آثارها الرائعة كانت نهبا للوافدين عليها ينقلونها إلى متاحفهم ولقد شاهدنا ذلك في متاحف لندن واللوفر في باريس ومتحف الدولة في برلين وفي متاحف نيويورك وهولندا وغيرها من المتاحف وان التراث العربي والإسلامي لغني جداً ولكنه موزع ومشتت ويحتاج إلى جهد علمي واسع وترتيبه باسلوب يسهل على الباحث والدارس الحصول على المعلومات المطلوبة في سهولة ويسر.
إن وجود المصادر سيريح القارئ ويخدم الباحث ويوفر الوقت للدارس ويساعده على الوصول إلى ما يريد وخدمة الموضوعات العلمية وفق مناهج علمية متنوعة في الأدوات والأساليب ومتفقة في الغايات والأهداف ولكن المهم هو ايجاد الفئات المتخصصة في علم المصادر والآثار ومن لهم إلمام وخبرة ومعرفة في هذا الميدان، وهم قلة ضئيلة في العالم العربي، إذ يجب أن يكونوا مثقفين ثقافة واسعة وعلى اتصال دائم ومتابعة مستمرة لما يستجد في هذا الميدان إلى جانب مساعدة القارئ والباحث فيما قد يطلبه منهم واجابته على الاستفسارات والأسئلة المتصلة بمختلف المعارف والمجموعات الأثرية.. إن روائع القطع الأثرية العربية الاسلامية المنقولة إلى الغرب تملأ المتاحف العالمية وتعود إلى عهود مختلفة أموية وعباسية وفاطمية ومملوكية وهناك مخطوطات عربية شاهدتها في مكتبة الأسكوريال بمدريد والمكتبة الوطنية في باريس وغيرها.
ومن هذا المفهوم تتبين أهمية المصادر المخصصة للبحث والمعرفة بالتراث كالموسوعات والمراجع والمعاجم وما يسمى بأمهات الكتب وغيرها من الأطالس والمنشورات الدورية. وفي بعض البلدان المتقدمة أُسست مكتبات خاصة بالمصادر وكتب التراث هدفها تجميع المصادر وتوفير المواد العلمية ووضعت لها الشروط واللوائح والأماكن الخاصة وعدم الإعارة وبلادنا اليوم تزخر بعدد غير قليل من المكتبات سواء منها ما كان تابعاً لجامعاتنا الفتية أو لوزارة المعارف أو الحرم المكي والمدني ومكتبة الملك فهدالوطنية ومكتبة الملك عبدالعزيز وغيرها أو الأفراد.
إن علاقة الباحث بمصادر المعلومات من مكتبات ومراكز علمية أمر ضروري لكي تزداد مساحة البحث العلمي ويتضاعف نشاطه ومهما كان حجمها وقلة عدد الكتب بها فإنه ينبغي ايجاد وتوفير كتب مصادر التراث وتنسيقها وترتيبها بطريقة ميسرة ووضعها في مكان مستقل ومساعدة القارى والباحث وارشاده إلى ما يريد بسرعة والاجابة على استفساراته وأسئلته في بحثه على الوجه الصحيح وإثراء دراساته وتشجيع الباحثين لتحقيق المزيد من الدراسات وإثراء الجوانب العلمية والعمل على استرداد التراث من مكتبات ومتاحف العالم وذلك من خلال التعاون بين المكتبات ودور الآثار والسعي المُلح نحو ذلك.
|