«بام».. مدينة طينَّية البيوت
ترقد فوق فوهة
مسكونة بالموت
أطفالها.. رجالها
نساؤها.. شيوخها
يهرلون.. يلهثون
في سباق القوت
***
«بام» مدينة حزينة
ليست تنام
أحالَهَا. الزلزالَ. خلسةً
إلى ركام
إلى دماء ثرة..
إلى دمار..
إلى أرقام وسط خانة الأيتام
***
استيقظت من نومها
ذات صباح
على أنين مُثقل
وحشرجات.. وجراح
على بيوت أصبحتْ
مقابراً.. تضح بالنواح
إلى مدينة مهجورة
تسكنها الأشباح
***
«بام»
مدينة الأحزان. والألم.
لهول ما لقيتِ أنتِ
أُخرسَ اللسان
أُجفلَ القلم
ألست أنت قصةً
عنوانها العدم؟!
***
«بام»
خمسون ألفا، أو يزيد
ودَّعوا الحياه
خمسون ألفاً. أو يزيد
جراحهم مفتوحة الشفاه
ومن تبقّى
بين يُتم صارخ.. وآه.
***
«بام»
هكذا تدور دورة الزمنْ
من حفروا قبور غيرهم
لفَّهمُ كفنْ
من أعجبوا ببأس عمرهم
هدهم وهنْ
تساءلي.. تأملي..
حياتنا لمنْ؟!
***
«بام»
ليست «إيران». وحدها اشتكى
فكلنا من أجلها
من أجل أهلها بكى
إلى الإله المشتكى
***
نبكي كبيراً تائها..
في وحشة من ظله
نبكي صغيراً ضائعا
في وحدةٍ عن أهله
وطفلةً مرعوبة..
وخائفاً من ذله
***
«بام»
ما أقسى خطباً لا يرحم
يُبكي.. يُوجعُ
يُفجعُ.. يَصرعُ
لا يرحم..
وهو بما يُبكي يعلم!
***
«بام»
عُمرك عُمران
مضى عمر بلا عُمر
افتحي عينيكِ لعمر ثان
يومض فيه الفجر
يورق فيه الزهر
لا يخشى غائلة الدهر
***
«بام»..
أنتِ القدمِ وأنتِ الهَامْ
أنتِ الطينَ. وأنت الحقلْ
حتى لو ضامِك زلزال
أنتِ الأبقى.. أنتِ العقل
أنتِ الأهل يا «بام»
(*) الرياض ص.ب 231185
الرمز 11321فاكس 2053338 |