كان صديق البلد، والوالد والولد (رجل العلم والحلم والإصلاح).. جاء إلى (منطقة عسير) من أختها (القصيم - البكيرية) منذ نصف قرن ونيف وتنقل في قضائها في سرواتها وتهائمها حتى استقر في عاصمتها (أبها) واندمج في أهلها صهراً ونسباً.. وكان ميالاً إلى إصلاح ذات البين.. وحل المشكلات بالحسنى والمودة.. رفيقاً في تعامله مع الخصوم وذوي الحاجات.. يكرم الضيف، ويتواصل مع الجار، ويزور المسافر، ويعود المريض، ويتفقد الفقير.
وكان كل أمره خيراً.. وسطيا في تصرفاته.. يعتمر في رمضان ويحج كل عام.. ربى أبناءه الكثر على أخلاقه.. وأسهم في المناشط الاجتماعية خارج نطاق عمله.. وفتح مجلساً للدرس والمذاكرة..
ومنذ تأسيس (النادي الأدبي) كان متابعاً لمناشطه حريصاً على اقتناء إصداراته.. ألف واحداً منها..
وفي عمله كان ميدانياً في معالجة القضايا العامة.. كنزاعات الأراضي وخلافها، يمشي في الجبال والأودية إذا لم تتوافر وسائل المواصلات. ارتبط اسمه بجمعية البر.. وجماعة (تحفيظ القرآن) منذ قيامهما.. يتميز بقوة الذاكرة حتى آخر لحظة.. زرته فيها وهو يعاني من المرض وعوامل الشيخوخة.. كان دقيق الملاحظة.. صريح المعلومة.. والحديث يعرض عنه ويطول.. ولكن أنا وكل محبيه لا نملك في وداعه إلا أن ندعو له بالرحمة والمغفرة والرضوان وأن يجمعنا الله به في دار كرامته..
{انا لله وانا اليه راجعون}.
|