يقولون أبعد شيء الأمل وأقرب شيء الأجل، ولا يوجد شاب سعودي لا يتمنى امتلاك أرض سكنية.. ولكن؟ هذا شيء بعيد المنال لمعظم شبابنا!
الواقع «المتوسط» للشباب السعودي لا يستوجب ضرب الحسابات أو بناء تخمينات، فهو شاب أنهى الدراسة الجامعية وحصل على وظيفة شبه مرضية في مؤسسة حكومية أو أهلية وهاجسه شراء سيارة وحقق ذلك بالتقسيط «المريح» وبدأ البحث عن بنت الحلال ووجدها وقدم مهرها وذهبها وأنهى كافة تكاليف الزواج بالمعونات والصدقات والديون، ثم استقر وحرمه المصون تحت سقف شقة أو دور أو حتى «نصف» دور وبدأ بتسديد التزاماته المادية، وبعد ان رزقه الله بمولود ثم مواليد ازداد حمله وتكاليف معيشته وبدأ دون رغبته وإرادته بإثقال كاهله بالديون، ولأنه لا ييأس فهو «يطنش» كل المطالب، فهمه ان يعيش أبناؤه ويجدوا ما يأكلون ويلبسون، وعندما يقترب من الخمسين «يهوجس» بأبنائه وبديونه فيبدأ الضغط والسكري ثم الجلطات كفانا الله وإياكم جميع الأمراض وبعد سنين معدودة يأخذ الله أمانته ويتحمل أبناؤه هم الديون وتعود القصة من حيث بدأت.
وبعد ان نترحم عليه، نقول بصوت خافت: رحل وما امتلك منزلاً وأرضاً، وكأن ذلك برغبته!
هذا المسكين رحمه الله عاش في زمن يرفض فيه صاحب أرض سكنية في جنوب غرب الرياض بيع متر أرضه ب1000 ريال.. تصوروا وقيسوا ذلك على بقية الأحياء في العاصمة ومدننا الأخرى.
كل ما نتمناه جميعاً هو تفعيل توفير المنح السكنية للمواطنين دون «شفاعة» وواسطة، ورغم ان هذه المنح تجاوزت حدود المدن فلا بأس فالحاجة مازالت وستبقى قائمة، ولا نغفل بوادر ظهرت من القطاع الخاص لتوفير سكن مناسب للمواطنين وخاصة الشباب ومن ذلك شركة التمويل العقاري التي يجب دعمها من المؤسسات الحكومية المعنية وغير المهتمة بتوفير أرض مناسبة لسكن المواطن فالدعم لا يقدم إلا من صندوق التنمية العقاري العاجز عن مد الدعم اللازم، أيضاً عدد من تجار العقار مطالبون ولوجه الخالق بالقبول بالربح المعقول.. فلا شيء سيدوم غير وجه الله.
والله المستعان
|