Sunday 11th January,200411427العددالأحد 19 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أضواء أضواء
الهجرة المضادة
جاسر عبدالعزيز الجاسر

ما كانت تصوره المنشورات الدعائية وأفلام الفيديو الترويجية، لتشجيع اليهود على الهجرة الى «أرض الميعاد» فلسطين المغتصبة، انكشفت حقيقته وظهرت عارية لا تستطيع كل الادعاءات حجبها والتغطية عليها، فبعد وصول «قطعان اليهود» الى فلسطين المحتلة وجدوا أمامهم بنادق المقاومة الفلسطينية وحاصرتهم من كل صوب العمليات الفدائية، وبدلاً من ان ينعموا ببلاد آمنة كما كانوا في بلدانهم الأصلية، أصبحوا يتلفتون ذات اليمين وذات اليسار، وتفز قلوبهم خوفاً من سماع أي صوت عالٍ وتوجساً من أي انفجار أو قنبلة.
وبدلاً من تحقيق حلم الثراء والعيش الهنيء حوصروا بالحرمان بعد تدهور الاقتصاد الاسرائيلي، وهذا ما جعل العديد من هؤلاء يحزم حقائبه ويعود لبلاده الأصلية حيث يستدل من تقرير صحفي نشرته صحيفة «معاريف» الاسرائيلية يوم الخميس الماضي أن ما يقرب من «000 ،50 - خمسون ألفاً» من المهاجرين الروس لم يتمكنوا لأسباب أمنية واقتصادية من مواصلة الحياة في اسرائيل وعادوا أدراجهم الى بلادهم الأصلية في جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق..
ويشير التقرير الاسرائيلي: إلى أن نسبة الراغبين بالعودة الى وطنهم الأصلي من بين المهاجرين الروس في تزايد ملحوظ بسبب الأوضاع الاقتصادية والأمنية المتردية في اسرائيل، مقابل الانتعاش الاقتصادي و«الاستقرار الاجتماعي» اللذين تشهدهما روسيا الآن..
وحسب التقرير الاسرائيلي الذي طالعته «الجزيرة» تقلصت معدلات الهجرة الروسية الى اسرائيل في الأعوام الخمسة الأخيرة بمقدار «75%»؛ ولم تزد على 213 ألف مهاجر» على النحو التالي: في عام 1999 - 67 ألفاً؛ وفي عام 2000: 52 ألفاً؛ أما في عام 2001 فبلغ المعدل: 3 ،35 ألفاً؛ في حين أنه بلغ في عام 2002: 5 ،18 ألفاً؛ وأما في عام 2003 فكان: 5 ،12 ألفاً..
هذا ونشرت وزارة الخارجية الاسرائيلية مؤخراً تقريراً جاء فيه: هناك أكثر من «650 ألف» إسرائيلي لا يعيشون في اسرائيل في السنوات الثلاث الأخيرة «عمر انتفاضة الأقصى» مما يشكل كارثة قومية وهزيمة سكانية مُنيت بها الدولة العبرية.
وكشف تقرير اسرائيلي النقاب عن فضيحة طالت أبناء زعماء الحركة الصهيونية أنفسهم.. فبعد أقل من ثلاثين عاماً على وصف وزير الحكومة الاسرائيلية الأسبق اسحاق رابين المهاجرين اليهود من اسرائيل بأنهم ضعفاء ومتخلفون، اعترف نجله «يوفال رابين» بأنه يفضل العيش في أمريكا على اسرائيل نتيجة لتسارع الأحداث المفجعة في أرض الميعاد.
وتؤكد التقارير الاسرائيلية على ان أبناء «الصفوة» في اسرائيل أعلنوا براءتهم من الحركة الصهيونية حيث إن «يوفال رابين وأخته داليا» التي وصلت بعد اغتيال أبيها الى منصب نائب وزير الدفاع عرضا بيع شقة والدهما «الذي قُتل على يد متطرفين يهود بسبب مواقفه الايجابية تجاه السلام» للمزاد العلني بمبلغ يزيد على مليوني دولار.
ويؤكد تقرير اسرائيلي على أن الأجهزة الرسمية والاعلامية في اسرائيل لا تضع كوابح وضوابط لوقف شلال النازحين من أرض الميعاد، وتنظر تلك الأجهزة بتخاذل الى تسابق شريحة واسعة من النخبة الاسرائيليين الذين يتدافعون نحو المال والاستقرار خارج أرض اسرائيل.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved