تقرير مجلس الأمن القومي الإسرائيلي:
الأزمة الاقتصادية - الاجتماعية هي الخطر على إسرائيل وليس الصراع مع الفلسطينيين

* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
اعتبر مجلس الأمن القومي الإسرائيلي في تقرير؛ أعده الجنرال (عوزي ديان) وتم رفعه مؤخرا لرئيس الوزراء الإسرائيلي، أريئيل شارون أن الأوضاع الاقتصادية المتردية وتعمق الشروخات الاجتماعية؛ وازدياد عدد الفقراء والمتضررين من السياسة الاقتصادية - الاجتماعية الحالية هي الخطر الحقيقي على اسرائيل حاليا، وليس الصراع مع الفلسطينيين..
وتحت عنوان القضية الأكثر إشكالاً بالنسبة لنا، ليست القضية الفلسطينية وإنما الأزمة الاقتصادية هي التي تمزق مجتمعنا، أصدر المجلس تقريره مبينا أن اسرائيل تستثمر ميزانيات كبيرة في الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، الذي سيطر على غالبية مجالات الحياة، بدلاً من توجيه هذه الأموال لحل المشكلة الحقيقية وهي، التهديد الاجتماعي - الاقتصادي..
وأكد التقرير أن الصراع مع الفلسطينيين لن ينتهي قريبًا، لذا يتعين الخروج بمبادرة سياسية وبناء الجدار الفاصل؛ الذي يجب أن يستمر تشييده وفق اعتبارات الخطر الديموغرافي والمصلحة الأمنية لدولة اسرائيل..
ويحذر التقرير الذي نشرته إذاعة الجيش الإسرائيلي المعروفة باسم (غالي تساهل) من استنزاف الطاقات في محاربة الخطر الفلسطيني في المناطق دون ايلاء الاهتمام اللازم للخطر الأمني الاجتماعي الداخلي المتربص بإسرائيل والذي بات يشكل حاليا، خطرا اكثر من الفلسطينيين في ضوء التدهور الاقتصادي واتساع رقعة الفجوات الاجتماعية وحدة الفروقات الطبقية..
ويقترح معدو التقرير الإسرائيلي على الحكومة الاسرائيلية التقدم بمبادرة للخدمة الوطنية الإلزامية لجميع مواطني الدولة بما في ذلك المواطنين العرب؛ إضافة إلى اعتماد سياسة تخفف من حدة التميز اللاحق ب «الوسط العربي»..
وينبه التقرير الذي رصدته الجزيرة إلى ضرورة اعتماد سياسات اقتصادية -اجتماعية لدعم الفئات الضعيفة والفقراء وتخصيص ميزانيات لقطاعات التربية والتعليم والثقافة؛ وكافة القطاعات الأخرى..
وعلى صعيد متصل بالأطفال والفتيان في المجتمع اليهودي يستدل من نتائج الإحصاء السنوي الذي نشره المجلس القومي لسلامة الأولاد في اسرائيل: أن حالات الفقر بين الأولاد الإسرائيليين تزداد تفاقما، خاصة في الوسط العربي، حيث تصل نسبة الأولاد الفقراء إلى (54%)..
وعلى صعيد متصل بالوضع الاجتماعي في اسرائيل: أشارت دراسة علمية إسرائيلية إلى أن نحو (30 ألف) إسرائيلي يتعاطون الهيروين، وعدد مضاعف (نحو 60 ألف شخص) مدمنون على النقطة المريرة ويعرفون كمدمني كحول.. ومما جاء في نتائج الدراسة: أن نحو (20 %) من المدمنين هم نساء..
ويستدل من الإحصائيات الاسرائيلية: أن عدد الأولاد اليهود الذين تعرضوا إلى التنكيل في عام 2002، وصل إلى (36 ألف)..
كما يسجل الإحصاء الإسرائيلي ارتفاع نسبة العنف العائلي ضد الأولاد اليهود؛ ويستدل من المعطيات أن عدد الملفات التي تم فتحها في العام 2002 ضد بالغين مارسوا العنف ضد أولاد في عائلاتهم، ازداد بنسبة اكثر من (100%)..
وحسب ما قالته المصادر الاسرائيلية كان شارون امتنع عن طرح تقرير مجلس الأمن القومي الذي أعده الجنرال (عوزي ديان)؛ حول الأوضاع الأمنية على الحكومة لمناقشته؛ خشية من ردود أفعال غاضبة من الجمهور الإسرائيلي ومن المعارضة اليسارية في اسرائيل..