في مثل هذا اليوم من عام 1989 وسعياً لتقليص حدة التوتر الناشبة عن الحرب الباردة وكذلك لإنهاء الحرب الوحشية بأنجولا بدأت القوات الكوبية في الإنسحاب من الأراضي الأنجولية. جاءت عملية الانسحاب كجزء من جهود دبلوماسية كبيرةلإنهاء الأزمة الأنجولية.
جدير بالذكر أن تلك الأزمة قد امتدت في وقت ما ليتورط فيها كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي والبرتغال وجنوب إفريقيا قبل حصول أنجولا على استقلالها في عام 1975 تصارعت العديد من الجماعات على الحكم في المنطقة التي كانت مستعمرة برتغالية في السابق.
كانت أول هذه الجماعات هي الجبهة الوطنية لتحرير أنجولا (فنلا) التي كانت تتلقى دعمها من الولايات المتحدة الأمريكية أما الجماعة الثانية فهي الحركة الشعبية لتحريرأنجولا (مبلا) التي يدعمها كل من الاتحاد السوفييتي وكوبا.
كما كانت هناك جماعة ثالثة وهي جماعة الاتحاد الوطني لاستقلال أنجولا التام (يونيتا) وكانت تتلقى الدعم من جنوب إفريقيا والصين.وبالفعل ساعدت بعض القوات من جنوب إفريقيا جماعة (يونيتا) في عام 1975 أما جماعة (مبلا) فقد تلقت دعماً كبيراً من كوبا التي قامت بإرسال آلاف الجنود إلى أنجولا لإجبار القوات الجنوب أفريقية على الانسحاب.
وفي عام 1981 استجمعت جنوب إفريقيا قواتها وقامت بغزو أنجولا مجدداً وزادت من دعمها لحركة يونيتا ولم تكتف جماعة يونيتا بمساعدات جنوب إفريقيا ولجأت إلى الولايات المتحدة التي أرسلت بدورها مساعدات عسكرية لقوات يونيتا وطالبت الجنود الكوبيين بمغادرة أنجولا.
ومع تصعيد القتال، أرسل كاسترو قوات إضافية قوامها 15 ألف جندي إلى المنطقة.
اشتدت المعارك الدامية بين الجماعات الأنجولية وحلفائها خلال عامي 1987 و 1988ولم تجد الولايات المتحدة حلاً لهذا المأزق سوى إبرام اتفاقية تنص على خروج القوات الأجنبية من أنجولا.
وقع هذه الاتفاقية كل من أنجولا وكوبا وجنوب افريقيا.
|