Saturday 10th January,200411426العددالسبت 18 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الخادمات الهاربات.. وبعض المسكوت عنه (2-3) الخادمات الهاربات.. وبعض المسكوت عنه (2-3)
مشرفة اجتماعية: الاتكالية والكسل لدى النساء جعلانا أسرى الخادمة!

تحقيق : عبدالرحمن إدريس
** هروب الخادمات.. مسلسل المائة حلقة والاختلاف مع الطريقة المكسيكية في هذا «التمطيط» هو الأحداث الدرامية فلا هي بالرومانسية والحبكة القصصية أو النهايات السعيدة.
مسلسل هروب الخادمات المختلف هنا هو جنسية الممثلين والكومبارس وغالبا من آسيا أي السحنة المعروفة بالتشابه الكبير.
** نطرح الموضوع للمناقشة في «الجزء الثاني» محاولة أخرى لمعرفة الملابسات والأسباب مع استمرار تشغيل الهاربات ولجوء الكثيرين للسوق السوداء للخادمات الاندونيسيات ومن الحبشة وارتريا وكالعملة النادرة في هذه السوق هناك فلبينيات هاربات أيضا..
** محاور الحلقة الأولى ارتكزت إلى فكرة إنشاء شركات تتولى التأجير للعمالة المنزلية ولقيت تأييداً محدوداً وكذلك التسهيلات التي تقدمها سفارات بعض الدول لهذه العمالة حيث تتوفر ظروف البقاء والبحث عن بيوت جديدة للعمل بشكل مخالف لنظام الإقامة الرسمية.
** تناولنا في طرح المشكلة جوانبها السلبية بدءاً بالمخالفة والتستر في تشغيل عمالة غير نظامية إلى جانب المؤثرات النفسية في التربية معرفة بمستوى التخلف الحضاري لعمالة النظافة المنزلية والجهل الذي يؤدي إلى أضرار صحية واحتمالية الجريمة من السرقات وغيرها..
** العمالة الاندونيسية في نظام الاستقدام ومن خلال المكاتب المرخصة: أصبح لديها ظروف مختلفة مؤخراً وعبر بلد المصدر تقررت التكاليف بنسبة باهظة تتحملها مكاتبنا المحلية جراء التأمين والفحص الطبي المسبق والعلاج خلال مدة العقد «سنتان» وما يقال عن التدريب لهذه العمالة للقيام بمهامها حسب طبيعة العمل: خادمة منزلية، ممرضة، مربية، خياطة، متخصصة تجميل ويضاف للتكاليف مبالغ أخرى كرسوم للمحاماة وتصديق العقد..
كل ذلك يعني بان تكلفة استقدام العمالة الاندونيسية ارتفعت بنسبة 100%.
** وقد نكون أقرب إلى البدائل أو الحلول وفقاً إلى ما يطرح في هذه المناقشات الجادة التي أردناها بالشفافية: مواجهة لظاهرة مجتمعية لا مجال معها للتعامل بالطريقة النعامية وذلك من شأنه أن يفضي إلى توعية بالجوانب السلبية والانعكاسات التي نلمس أضرارها بشكل واضح.
معاناة المعلمات مع الخادمة ؟!
** «منيرة عاطف زهيري» مشرفة اجتماعية تقول:
يمكن إدراج مسألة الخادمة باعتبارها من الكماليات وبالتالي فان الحكم بضرورتها كاحتياج أساسي في البيوت لا يستند إلى الواقع بشكل قاطع فهي اتكالية وكسل تعودت عليه نساؤنا حتى وصل الأمر إلى ما نحن عليه في الاعتقاد بانه لا غنى بأي حال.. أيضا فان المرأة بطبعها تميل إلى البذخ ومع الخادمة يكون ذلك تظاهراً وتقليداً فهي تمارس غريزة حب السيطرة والخادمة تستجيب بحكم وظيفتها وينعكس هذا على السيدات بإشباع ذلك الغرور الغرائزي إذا جاز التعبير عنه بهذا الوصف..
قلت: إننا ننظر إلى المرأة الموظفة وغيابها عن المنزل.. وقد يكون ذلك ادعاء هذه الضرورة والقبول به.. للإجابة فأنتم تتحدثون عن الظاهرة وقد وصلت بالكثيرين إلى مخالفة النظام والقبول بعاملات منزليات من السوق السوداء وهذا يعني شكلاً من الاضطرار في ظاهره ولكن الحقيقة توضح تعوّد وجود الخادمة واسأل عن بيت هربت منه الخادمة لماذا لم تحافظ عليها ربّة البيت ؟!
ولنفترض ان الموظفة تحتاجها عندما تذهب للعمل فهل يعني ذلك ان تعتمد عليها في الطبخ والقيام بكل احتياجات الأسرة والأبناء بقية اليوم ؟!
دعني أضيف لك واحدة من تبعات هذه الاتكالية فلم يعد من المبالغات ان نصف النساء في مجتمعنا بدينات ومترهلات الأجسام والنظريات العلمية أو الدراسات في هذا المجال تقول بان وظائف المرأة في البيت والقيام بالعمل هي رياضة تؤدي إلى الرشاقة والأهم الصحة وتجنب أمراض السمنة.
وتضيف بأن هناك دراسة علمية أجرتها الباحثة الدكتورة نورة عبدالله العدوان الأستاذة المتخصصة في تربية جامعة الملك سعود، وتوصلت إلى ان احتياج المرأة للعمل لدينا كجانب اقتصادي محدود في نسبة حوالي 20% و15% لإثبات الذات وطبقت الدراسة على شريحة من المعلمات وهي توضيح بان المرأة أولى ببيتها وهو عملها الأساس خاصة وان الدراسة أفادت بان 80% من المعلمات لديهن معاناة نفسية واضطرابات وقلق وتوتر وهذا ينعكس على الأسرة والتربية وقد يرتبط بإيكال المهام إلى الخادمة حيث ان عدم التوازن النفسي للموظفة يؤثر على انتاجيتها من جهة وعلى التربية والاهتمام بالمنزل بالضرورة.
وما دامت النتائج بهذه الصورة فمن باب أولى ان تتفرغ المرأة لوظيفتها التربوية والمنزلية وهذا متاح في مجتمعنا بحمد الله لأن عمل المرأة مطلوب في حدود معينة ومشاركتها لا تمثل منطقياً أيّة ضرورة بان تخوض كل النساء تجربة العمل وقد تشبع احتياجاتها بوظيفتها النظرية كأم وزوجة وربّة بيت لأننا نحتاجها اليوم في هذه المهمة أكثر مما نحتاجها في مجالات وصلت حد التخمة والتشبّع والبطالة المقنعة في قطاعات عمل مؤسّساتية كثيرة يقل فيها الإنتاج وتكون فيه عالة على الوظيفة بالإضافة إلى تبعات أخرى..
وجودها للتظاهر وتجاهل المخاطر
** «علي أ.ع» رجل أعمال.. كان له تأكيد آخر في نفس الاتجاه في عدم وجود أهمية كبرى للخادمة في كل بيت.. والإشارة هنا إلى ضرورة إعادة النظر في المهام التي تقوم بها فمن جانب التربية ظهرت الآثار السلبية بشكل واضح في سلوكيات الأبناء.. والتنبيه إلى هذه النقطة يعني ضرورة معاكسة بمعالجة الموقف والحد من هذه المؤثرات السلبية في كل الأحوال فقد لا يلتفت الآباء والأمهات بشكل جاد إلى التحولات ومتغيرات السلوك على المدى القريب، ولكنها مشكلة كالمرض المزمن الذي يبقى طويلاً ويصعب التخلص منه وخاصة عندما يكون مع الصغار والأطفال والمراهقين..
والحقيقة ان ما يتعلق بالخادمة أصبح يأخذ عدداً من الاتجاهات الخاطئة في وجودها بمنازلنا وهنا مكمن الخطر والاحتياج لها في بعض الحالات قائم دون شك ولكنه يتعدى المدى إلى أن تصبح فرداً وعضواً في كيان الأسرة باستثناء أنها تقوم بخدمة الآخرين.
* ويتحدث عن مروره بعدة مشكلات بسبب الخادمة فيقول:
تزوجت منذ خمس سنوات وكان من شروط عقد النكاح وجود خادمة فاستقدمتها وصادف كونها حسناء جميلة.. وكزوج في شقّة صغيرة كنت كالضيف في هذا البيت فالخادمة كثيرة الحركة وتدخل غرفة النوم.. أما الزوجة فلم تعر ذلك أي اهتمام وكانت تذهب إلى عملها معلمة وفترات عملي أحياناً مسائية فتقوم الخادمة بقضاء احتياجاتي من إعداد الإفطار وغيره.. وبكل صراحة كانت تحاول إغرائي بملابسها غير المحتشمة إلى آخر ما يمكن تصوره من المكائد.. ثم دخل الشك بيننا وانفصلت عن زوجتي الأولى بسبب الخادمة وتكرّرت التجربة مع الزوجة الثانية التي أنجبت ثلاثة أطفال فأصبحنا «6» أفراد لأنها أيضا اشترطت الخادمة ورعاية الصغار مسؤولية الخادمة للأسف ولم أنجح حتى الآن في إقناع الزوجة والأم بضرورة قيامها بمسؤولياتها التربوية فهي تكتفي دائماً بالقول ان هذا حال كل الناس!!
يستمر في حديثه فيقول بانه استقدام خادمة للضرورة عندما جاء الابن الأول وبعد شهرين فقط هربت فكان الاحتياج لأخرى ونظراً للتكاليف الباهظة في الاستقدام كان المجال بمعاونة صديقة للزوجة في إحضار خادمة هاربة من كفلائها وكانت لها أسباب بدت مبرّرة للهرب حيث الاعتداء عليها من الكفيل.
ولا يعني هذا القبول بالأمر الواقع كما يقول فهناك مجال جديد بالاستقدام لخادمة سريلانكية أو بنجلاديشية لأن الأجور أقل «400» ريال وكثيرون يفكّرون في ذلك لأن هذه الجنسية أقل في مشكلات الهروب وليس كما يحدث مع الأندونيسيات.
البدائل بهذا الاقتراح
النسبة العالية في الوظائف النسائية هي في مجال التربية والتعليم وقد تصل إلى 80% بما يعني مئات الألوف من المعلمات وإداريات المدارس وموظفات التربية والتعليم وذلك أوجد الاحتياج للخادمات للتواجد مع الأطفال فترة غياب الموظفة أو الطالبة الأم..
ومع مشكلات الخادمات: هروب وتربية سيئة واستقدام عشوائي والاضطرار إلى تشغيل عاملات النظافة تحت ضغط هذا الاحتياج وهي ظاهرة مدينة جدة..
مع مشكلات كهذه ومؤثراتها على الموظفة كان الحديث يقترب بنا إلى رسم خارطة الحلول الممكنة في طمس معالم ذلك المبرر الذي يدعى ضرورة الخادمة فترة غياب الأم في عملها..
وهذه المشاركة في مناقشة موضوعنا كانت من خلال الحوار مع الأستاذة الدكتورة سامية محمد عوض بن لادن مديرة الإشراف التربوي بجدة فقالت بان ما يحدث من قلق واضطرابات نفسية وتوتر للمرأة العاملة يحتاج إلى دراسات كثيرة، وأعتقد بان المتغير الاجتماعي لدينا بوظائف المرأة فرض أنماطاً كثيرة في حياتنا ومن ذلك وجود الخادمة التي أصبحت كالضرورة وفي أول الأساسيات بالنسبة للموظفة وتجاوزت مهامها المنزلية الحدود المطلوبة إلى إعداد الوجبات ورعاية الأولاد وهو نوع من الاتكالية للأسف..
وأقول للأسف لأن واجب الأمهات والمسؤولية الأولى وأكثر أهمية من أي أعمال أخرى كما تعتقد في إنتاجها الوظيفي مثلا : هو دورها في التربية والإشراف على أطفالها.. وهذا يعني ضرورة التوصل إلى قناعات فكرية وأداءات علمية من شأنها التوازن في الأدوار بان تعطي الأم رعاية الأبناء اهتمامها وتركيزها المناسب.. ومن الطبيعي أن ينعكس ذلك على نفسيتها بالاطمئنان إلى ما تقوم به نحوهم ثم دورها الوظيفي الذي تتوفر له فرص انتاجيتها الأفضل..
ولا شك بان هنالك أسباباً أخرى في عمل المرأة وقد تؤدي إلى مشكلاتها مع الاضطراب والتوتر ولربما في مقدمتها العلاقة بالمدير والمرؤوسين وكذلك الجهل بالأنظمة وقوانين العمل وعدم المعرفة بما للموظف وما عليه.. وأحياناً تجد العاملة «أو الموظف عموماً» نفسها لا تقوم بمهام معينة فيحدث الارتباك فالدافع هنا ليس لأنها ترفض القيام بهذا العمل ولكن لأنها لا تعرف تحديداً ما هو مطلوب منها..
* دكتورة سامية وأنت في هذه الإشارة إلى مشكلات قائمة.. ومعرفة بعدد كبير لوظائف المرأة في التربية والتعليم فيأخذنا السؤال إلى ما يتعلق بالخادمة كجانب يعني السلبيات التربوية فما هي الحلول؟
الحقيقة أن المشكلات في عمل المرأة ذات أبعاد كثيرة وأوضحت بعضا منها، وتأتي الاتكالية الموجودة على الخادمة من ضمنها، وأعتقد ان هناك الكثير من الحلول الممكنة والمناسبة حسب ظروف الموظفة وان كنت متفقة مع الآراء التي ترفض قيام عاملة النظافة المنزلية أو المربية والخادمة بالإشراف على شؤون الأطفال وفي هذا الجانب فان التوعية من وجهة نظري لا تنفذ إلى العقول بالمستوى المطلوب فالتساهل في هذه الأمور لا يعطي اهتماماً كافياً وبالتالي فان صياغة مشروعات التوعية في هذه المجالات يحتاج إلى طرق حديثة تصل إلى الأهداف المطلوبة..
أيضا هناك تجارب عملية قد تعني الحلول والبدائل وكانت تجربتنا في الكلية بالرياض مثالاً على ذلك حيث تغلبنا على مشكلة الاحتياج إلى الخادمة للأمهات من طالبات وموظفات وذلك بوجود حضانة ورياض أطفال داخل مبنى الكلية تستقبل الصغار من عمر 15 يوماً والى ما قبل الابتدائي.
وكان الحل العملي بإيجابية انعكست على الجميع ولا شك بان الموظفة في هذه الحالة تشعر بإحساس مطمئن إلى درجة كبيرة إلى جانب إمكانية ممارسة دور الأمومة كاملاً من رضاعة طبعية وزيارة تفقدية واستطعنا بذلك توفير الأجواء المناسبة لمنسوبات الكلية فكانت الإنتاجية مضاعفة واستطاعت الكثيرات التفرغ للدراسة والبحوث بعيدا عن القلق.
ولا أنسى ان هنالك الكثيرات من طالبات الدراسات العليا كن على وشك الانسحاب والتفرغ اختيارياً لتربية أولادهن وعندما أُنشئت الحضانة والروضة كان الوضع مختلفا بشكل نهائي.
كما أعتقد بانه لو استطعنا توفير هذه الخدمة في مواقع عمل المرأة: إذاً لتغلبنا على مشكلات كثيرة وليس التأثير السلبي سلوكياً في تربية الأطفال فقط فالأمر هنا ينعكس على تفرغ الموظفة لعملها وتركيزها فيه ومتى ما كان الاطمئنان بوجود الأبناء في أيدٍ متخصصة ورعاية مؤهلة فانه يزيد من عطائها وإنتاجيتها ومن الطبيعي ان يؤخذ ذلك في الاعتبار لكون الاستقرار النفسي للموظفة يرتبط بالإيجابيات بالضرورة.
أما في جدة فهذه الأمنية ضمن خطط ومشروعات قادمة إن شاء الله لتكون الحضانة والروضة ملحقة بالكليات لتوفير المناخ المناسب الذي يأتي بالآثار الإيجابية على العملية التربوية والتعليمية وسوف يكون التعميم بإذن الله مفيداً في مواقع عمل المرأة بشكل عام وهي خطوات ناجحة.
شركات تأجير الخادمات
** «الجزيرة» تفاعلت مع مدى الاحتياج للخادمات في الظاهرة التي تتكرر بالهروب وأسبابه والكيفية التي تحتاجها للحل وكان للفكرة التي نوقشت أبعادها في الحلقة الأولى من هذا الموضوع بإنشاء شركات أو مكاتب لتأجير العمالة المنزلية: ردود أفعال إيجابية باستثناء من يفترض المغالاة في الأسعار.. بالإضافة إلى الظروف المختلفة في جدة حيث مواسم العمرة والحج والتخلف بعد الانتهاء من أداء الشعائر بحثاً عن عمل وبالرغم من نجاح إجراءات الجوازات في الحد من ارتفاع هذه الأعداد إلا أنها موجودة وتتكرر، كما ان التجاوب لتحسين أوضاع المتخلفين أصبح من المشكلات المتراكمة.
** وفي نفس الاتجاه بدأ التفعيل للفكرة بإنشاء شركة استقدام تتولى توفير هذه العمالة وما زالت المناقشات حولها مستمرة في أكثر من اتجاه.
وفي رؤية أصحاب مكاتب الاستقدام رفض تام لإنشاء شركة موحدة فهي تضر بمصالحهم أولاً ثم انها تضع المواطن أمام الخيار الواحد حيث يقول بعض أصحاب هذه المكاتب بان لديهم عملاء دائمين وتتم معالجة مشكلاتهم بالاستبدال واستقدام العمالة وفقاً للشروط المطلوبة من قبلهم والاحتكار بشركة واحدة لا تتوفر له فرض النجاح بالشكل المطلوب الذي يناسب أوضاع المجتمع.
** «أحمد قاسم موسى» موظف بمكتب استقدام قال بان فتح المجال للاستقدام من بنجلاديش لا يعني الحل السريع لمشكلاتنا مع الاستقدام من أندونيسيا لأن العمالة المطلوبة التي تعوّد عليها الناس لفترات طويلة هي المرغوبة والتجربة مع السريلانكيات سوف تكون متشابهة وفي الأمثلة في مدينة جدة بالذات ان الرغبة في التعاقد كانت تتجه بشكل أكبر إلى الحبشيات والارتريات ولكن بالتعاقد الداخلي قبل عدة سنوات وبأجور مرتفعة، فكان هذا سبب زيادة الإقبال على الاستقدام من اندونيسيات بدءاً مع فترة الطفرة حيث أصبح الكثيرون يبحثون عن الرفاهية بمختلف أشكالها ومن ذلك الخدم وأيضا دخل السائق والطباخ في القائمة..
والحالة الاقتصادية بعد ذلك تغيرت وكنا ضحية ذلك في هذا الاستثمار الذي تناقص الاحتياج إليه بإضافة وجود منافسين من سماسرة تشغيل العمالة الاندونيسية الهاربة والمتخلفة أو غيرها.. ونخشى إذا أنشئت شركة وحيدة للاستقدام ان تغلق هذه المكاتب.
** «عطية سالم» موظف بمكتب استقدام يقول: حقيقة فإن هروب الخادمات ظاهرة خطيرة أصبحت تتزايد في السنوات القريبة الماضية وتضررنا بسبب ذلك، كما أنا لا تقتصر على مدينة جدة فقط، ولك ان تعلم بان العمالة المستقدمة أصبحت ذات دراية بأوضاع السوق لدينا فهناك اتفاقات مع أطراف معينة محلياً وتصل العمالة إلى المعلومات اللازمة عبر السماسرة المنافسين لمكاتب استقدام العمالة.
أما بالنسبة لاختيارنا لنوعية العمالة فهذا غير ممكن وشروطنا كانت في السابق ملزمة للجهات الخارجية ولكننا نتعامل وفقاً لقاعدة العرض والطلب إذ ليس هناك من يطلب خادمة مؤهلة للتربية أو بتعليم مناسب وهذا يحتاج إلى إعادة نظم في الموضوع حتى لا تحضر الخادمة وهي جاهلة بكل شيء وكما يحدث تتعلم لدى العوائل التي تقوم بتشغيلها.
أسباب أخرى للهرب
** «حسنية موحمدين»: عاملة منزل موجودة في جدة منذ سنتين وقدمت للعمرة حتى وجدت طريقها بسهولة للعمل..
في المرة الأولى وعن طريق سمسار من أقاربها اشتغلت لدى أسرة لديها سبعة أبناء ذكور.. تقول انها عانت الكثير من سوء المعاملة وأم العيال لا تكترث لشكواها فتقول لها دائماً عليك بالصبر فأنت متخلفة وتأخذين ألف ريال شهرياً.. حسب قولها انها تتعرض للضرب من كبار الأبناء بالرغم من تلبية طلباتهم الصعبة وانها تسهر على خدمتهم وتصبح على المهام الأخرى من نظافة وطبخ.. وبعد مرور أربعة أشهر توقف دفع مخصصها الشهري فضاعت جهودها هدراً ولم تكن تستطيع الشكوى بعد تهديدها بالإبلاغ للجهات المختصة.
** «خديجة».. خادمة أخرى أندونيسية تقول بأنها هربت من بيت مكفولها الذي كان يستغل غياب زوجته ويسهر مع أصدقائه مع محاولة الاعتداء عليها جسدياً فاضطرت للهرب..
تعترف بانها كانت السبب في ذلك لأنها اعتادت الظهور بشكل عادي أمام هذا الزوج والدخول على أصدقائه وهي بملابس البيت فالبنطلون والتي شيرت كما كانت تعتقد عادي ولم تتوقع إثارة الآخرين..
في المنزل الجديد مشكلتها اختلفت مع أفراد الأسرة فالأم لا ترحم وتطالبها بالعمل طيلة النهار والليل والضيوف في الإجازة لا ينقطعون ويسهرون حتى الصباح والنتيجة الإجهاد والمرض فهربت مرة أخرى وتخضع لفترة راحة في منزل أقاربها انتظاراً لفرصة أفضل.
** «حليمة» خادمة اندونيسية تقول: يتّهموننا بالهرب للحصول على مبلغ أكبر وهو حق لنا كما نفهم حيث نتعرض للخوف وننتظر القبض علينا وترحيلنا في أي وقت ولكن الأسباب الأخرى للهرب هي عدم احترام إنسانيتنا فقد عملت في أكثر من بيت وكنت أتعرض للإهانات والضرب من اللواتي عملت لديهن كلما أخطأت ومهما كان الخطأ صغيراً وقد جئت جاهلة بالطبخ في البداية واحترقت الطبخة في المرة الأولى فتلقيت عقاباً بالحرمان من الأكل في ذلك اليوم..
نعم كما تقول هي مشكلة عدم المعرفة بطبيعة العمل وما هو مطلوب كالطبخ مثلا ولكنه ليس ذنبي عندما استقدمت كخادمة نظافة فقط..


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved