Saturday 10th January,200411426العددالسبت 18 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

«العقوق» ظاهرة تقلق المجتمع «العقوق» ظاهرة تقلق المجتمع

تناول الأخ: علي الحسين قضية مهمة بتفصيل رائع بعنوان (معاملة العاقين، للزوجة حقوق وللوالدين عقوق) وأعجبني ماحلل من أسباب للعقوق الذي أصبح ظاهرة تقلق المجتمع، فذكر قصص العقوق يثير قي النفس الألم والحزن، وهذا يحتم علينا أن نبحث باهتمام عن أسباب هذه الظاهرة، ونبحث عن الحلول ويجب ألا نقف مكتوفي الأيدي حيال هذه الظاهرة، ولا نكتفي بذرف الدموع على من لديه أبناء عاقين يجب أن نبحث ونعطي نتائج عملية تفيد الوالدين والأبناء، فهذا واجبنا أمام الله وأمام مجتمعنا يجب ألا يكون موقفنا من هذه الظاهرة البكاء والرثاء والتألم ورواية مواقف العقوق في المجالس قائلين سمعتم ماحصل لجارنا من ابنه...
سمعتم تلك القصة من الشريط الفلاني ومسكين هذا الأب ومسكينة هذه الأم، لا.. لا يجب أن نقف موقف المغتاب المهذار بل يجب أن نكون ناصحين وموجهين ومرشدين، فالدين النصيحة، وتجب على جميع المسلمين، بودي أن أبحث في أهم سبب، وهوعدم تربية الأبناء التربية الإسلاميةالجيدة، فمنذ الصغر يجب أن يعود الطفل على طاعة ربه، فكيف نطلب منهم طاعتنا ولا نطلب منهم طاعة خالقهم، لأن من يطيع ربه سيطيع والديه بالتأكيد، فقد قرنت طاعة الله بطاعة الوالدين في قوله سبحانه {وّاعًبٍدٍوا اللَّهّ وّلا تٍشًرٌكٍوا بٌهٌ شّيًئْا وّبٌالًوّالٌدّيًنٌ إحًسّانْا} فإذا كنت أيها الوالد تريد أن يطيعك ابنك فابدأ أولا بتعليمه طاعة خالقه، وكيف يكون ذلك؟؟ بتعليمه ذكر ربه في سن صغيرة جدا، أي عندما يستطيع النطق، بالبدء بالتسمية بسم الله والحمد الله ثم السور القصار، هذا يجعل حب الله يتغلغل في نفوسهم، كما أن هذا حماية لهم من كل شر، فالأطفال قد تكثر إصابتهم بالعين لعدم ذكر ربهم، وكثير من الأمهات بات يشتكي من كثرة أمراض أبنا ئهن التي تتوالى، وفي جعل الطفل يذكر ربه بنفسه وقاية أكبرله، فالله سبحانه هوالحافظ الواقي، وعندما يبلغ الطفل السابعة يجب أمره بالصلاة، وعدم التهاون في ذلك، فكثير من الآباء يوقظون أبناءهم للذهاب للمدرسة ولا يوقظونهم للصلاة، هل الدراسة أهم من الصلاة؟؟ والبعض يتحجج بأن ابنه مازال صغيرا وقدراته صغيرة، إذا كان كذلك، فكيف يستطيع حمل الحقيبة الثقيلة وحل الواجبات وحضور الحصص المتوالية ولا يستطيع أداء ركعات قليلة، والبعض قد يتحجج ويقول تعرفون الأطفال يحبون اللعب واللهو ولا أستطيع أن أجبره، كيف استطعت إذن أن تجبره في الصباح على الذهاب للمدرسة؟؟ يجب أن تزرع في ابنك منذ صغره الخوف من خالقه، فأنت مثلا لكي تحث ابنك على الاستيقاظ مبكرا للمدرسة تخوفه من المدير والوكيل، فلماذا لاتخوفه من ربه لكي يؤدي صلاته،أنت نفسك تسرع بتوصيل ابنك للمدرسة لكيلا يتأخر، فإذا كثر تأخيره قد تتصل عليك المدرسة أو تستدعيك للحضور، وتسألك وأنت تخاف من الوقوف أمام المدير لكي يسألك، لكن ألا تخاف من الوقوف أمام رب العالمين يسألك عن تقصيرك في تربية ابنك على الدين والصلاة.
قال تعالى {وّقٌفٍوهٍمً إنَّهٍم مَّسًئٍولٍونّ}، وقال صلى الله عليه وسلم «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» واستعمل معهم طريقة الترغيب فأنت دائما تقول لابنك إذا نجحت سأشتري لك هدايا وأعطيك ماتحب، فلماذا لا تستخدم هذه الطريقة نفسها تقول سأعطيك وأشتري لك إن أنت أديت صلاتك في وقتها أوإن حفظت شيئا من القرآن، وعندما يصل الطفل للعاشرة، ولم تنفع معه طرق الترغيب والملاينة فاعمل بما يقوله نبيك المصطفى صلى الله عليه وسلم فاضربه ضربا بسيطا غير مبرح بدون قسوة ولكنني واثقة أنك لن تحتاج إلى ضربه إن بدأت بأمره بأداء الصلاة منذ السابعة فثلاث سنين كفيلة بتعويده على الصلاة.
*ر15ر* نّزَّاعّةْ لٌَلشَّوّى" **ر16ر* تّدًعٍو مّنً أّدًبّرّ وّتّوّلَّى"} لماذا لا نقيهم من عذاب النار قال تعالى {يّا أّيٍَهّا الّذٌينّ آمّنٍوا قٍوا أّنفٍسّكٍمً وّأّهًلٌيكٍمً نّارْا وّقٍودٍهّا النَّاسٍ وّالًحٌجّارّةٍ عّلّيًهّا مّلائٌكّةِ غٌلاظِ شٌدادِ لاَّ يّعًصٍونّ اللَّهّ مّا أّمّرّهٍمً وّيّفًعّلٍونّ مّا يٍؤًمّرٍونّ} إذا لم نعود أبناءنا على طاعة خالقهم فلا يحق لنا أن نتساءل بعد ذلك لماذا لا يطيعونا، فطاعة الوالدين من طاعة الله سبحانه.

سارة العبد الله


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved