فقد تابعنا باهتمام بالغ فعاليات اللقاء الوطني للحوار الفكري الذي نظمه مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني وما نتج عنه من توصيات قدمت لسمو ولي العهد كما رأينا وسمعنا خلال استقبال سموه للمشاركين في هذا الحوار وما تخلل ذلك الاستقبال من كلمات مزجت كلها بحب العقيدة والوطن وتقديم مصلحتهما على كل اختلاف قد يطرأ على وحدة الصف أو يؤثر عليه.
وقد اختصر سموه وفقه الله مداخلات المشاركين وآراءهم في كلمات سبق وأن أكد عليها في لقاءات سابقة وعززها بالتأييد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وفقه الله، حينما قال سمو ولي العهد إن هناك أربعة أمور لا مساومة عليها يجب أن تكون منهجنا في طريق البناء والوحدة وهي:
أولاً: التمسك بالعقيدة الإسلامية والثبات عليها وعدم المساومة عليها.
ثانياً: التمسك بالولاء والإخلاص لهذا الوطن وعدم المساومة عليه.
ثالثاً: التمسك بالصبر سواء على فعل الخيرات وبناء الإنجازات أو الصبر على تحمل الأزمات وأعباء المسؤوليات.
رابعاً: العمل الجاد والدؤوب لخدمة ديننا ووطننا بما يحقق رفعة وعلو شأن هذا الوطن وشعبه وبما ينعكس إيجاباً على نمو وتقدم أمتنا العربية والإسلامية، دون الالتفات إلى نعيق المرجفين أو تخذيل الحاسدين.
كما أن انعكاسات ما تمخض عنه هذا اللقاء الوطني من توصيات وكلمات تعد إيجابية ومهمة من وجهة نظري مهما كان هناك من تمايز نسبي في الآراء لا يعدو أن يكون نتيجة طبيعية من نتائج فتح هذا الحوار المباشر وشيء طبيعي لا بد من حدوثه عندما تتصور أن هناك أطيافاً متنوعة في شرائح المجتمع السعودي كانت قبل الحوار متوجسة ريبة وخوفا من بعضها البعض، إلا أن هذا الحوار كان بمثابة التشخيص المبدئي لحالة «التوجس والتخوف السلبي» الكامنة في جذور تلك الأطياف، ومن ثم فالعلاج هو اللقاء والتمازج في لحمة الوطن التي لن يتردد أحد في السعي نحو إصلاحه وبنائه وهو يعلم تمام العلم أن هناك ثوابت هي بمثابة الأركان لهذه الدولة لن يتم المساس بها كما أعلن بذلك ولاة الأمر سلفاً، إن إضاءة الأنوار في الطريق المظلم والموحش في الصحراء أكثر فائدة من الخوف من رؤية الهوام والوحوش.
أخيراً أختم بهذه الآية الكريمة التي يجب أن يخاطب بها كل امرئ مسلم نفسه قال تعالى: {وّقٍلٌ اعًمّلٍوا فّسّيّرّى اللَّهٍ عّمّلّكٍمً وّرّسٍولٍهٍ وّالًمٍؤًمٌنٍونّ}.
انتهى،،،
ص.ب: 171 الرمز البريدي 11913 |