Saturday 10th January,200411426العددالسبت 18 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

رحمك الله يا طلال رحمك الله يا طلال
خالد بن سليمان العطا الله/ محافظة الزلفي

كل الصحف توشحت بالحزن، أخذت ترثي ذاك الشهم الجواد، كان الحزن عنوانها، وكانت أعماله الصالحة عزاءها، ثارت ثائرة القرائح، فاختلط الرثاء بالمدائح، تلك وردة قد ذبلت، وتلك قلوب لفراقه قد وجلت، اختلف الناس في ميولهم، ولكن بموته اتفقت دموعهم، فهذه أعظم فاجعة، ولكن رحمة الله واسعة.
سمعتهم يتحدثون، وشاهدتهم يبكون، الحزن قد خيَّم عليهم، والدمع أغرق عيونهم، بحزن عميق تحدثوا، وبإظهار مشاعرهم صدقوا، لم يأتوا بجديد، بل هو الشيء الأكيد، اتبعوا السنَّة، بذكر محاسنه الجمة، تقيدوا بهدي الرسول صلى الله عليه وسلم في السنَّة حيث يقول: (اذكروا محاسن موتاكم)، أجزلوا فيه أعذب الشعر، وسطروا أروع ما قيل في النثر، تبعه المئات عندما شيَّعوه، ودعا له الآلاف عندما ودعوه، كان للصغير أباً حنوناً، وكان للكبير أخاً عطوفاً، كان همه العناية باليتامى، وكان يرعى الأمهات الثكالى، لن تضيع أعمالك يا طلال، سيكتبها ذو الجلال، ستقودك إلى الجنة، بإذن ذي الفضل والمنة، فالأجر دائما مضاعف، عند الله وهو المتعارف.
رحمك الله يا أبا نواف رحمة واسعة فهؤلاء هم شهداء الله كما قال الرسول الكريم: (أنتم شهداء الله في أرضه)، شهدوا له بالخير، شهدوا له بكل خصلة يجب أن يتحلى بها المؤمن الصادق، عندما جاء خبر مقتله كان كالصاعقة التي هزت أركاني، لم أكن أعرفه شخصيا، بل كنت من متابعيه، كنت معجبا بما تسطره أنامله، معجبا بما ترسمه مخيلته، كان كالبحر في اتساع أفقه، كالبدر في توهجه، كالأم الحنون في عطفه وحنانه، جمع صفات قلما تجتمع في شخص واحد، كان عدة أشخاص في شخصية واحدة، تتجلَّى في شخص الشهيد الشاعر طلال العبدالعزيز الرشيد.حقاً اني أغبطه على كثرة محبيه فقد كان الحزن كبييرا والخطب جسيما لم يقتصر على بلادنا، بل عمَّ العرب كافة من المشرق الى المغرب ومن الشمال إلى بلاد يعرب، وما تلك الأصداء الواسعة إلا دليل صادق على شعبيته الجارفة وحب الناس له، فقد فقد الأعلام رمزاً، وفقد اليتامى أبا، وفقد الفقراء منفقا متصدقا.
إليك يا نواف هذه الكلمات، دعها في أذنيك كالحلقات، يكفيك فخراً انك ابن رشيد، وأن أباك مات شهيداً، بل يكفيك فخراً ان طلالا أبوك، فدعنا على دروب الخير نراك، فالقدوة الصالحة تتجلَّى في طلال، فالحمل عليك ثقيل، فكن كأبيك في عمل الخير، وعلى دروب التقى واصل المسير، دعنا نشاهد طلالا فيك، ودعنا بأخلاقك العالية نحييك، كنت عند موت أبيك صامداً، وكنت في أحلك المواقف قويا، تجلى فيك الصبر والثبات، آمنت بقدر هو آت، عزاك الأمير والشيخ والشاعر، فالكل اتفق على صدق المشاعر.
ختاماً نرجو له العفو من الله، وأن يجعل الجنة مثواه، وأن يعظم لأهله الأجر، ويرزقهم السلوان والصبر، إنه سميع مجيب، وهو على ما نقول حسيب، فلنجعل في الأخير من حديثنا، الدعاء الصادق لفقيدنا.. (رحمك الله يا طلال رحمة واسعة).


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved