إن المتابع للمسار التربوي في أكثر الدول العربية تنبأ منذ وقت طويل لسلبيات البث الفضائي المباشر وكانت المؤشرات لذلك الثورة التكنولوجية والتقنية التي كانت تتهيأ عبر الأقمار الصناعية للقيام بذلك وقد تفاعل لمواجهة هذه السلبيات الكثير من المنظمات التي تعني بالتربية والتعليم ويأتي في مقدمتها مكتب التربية العربي لدول الخليج الذي تضم الكثير من الندوات التي استقطبت نخبة من رجال التربية والتعليم والإعلام ومن هذه الندوات: ماذا يريد التربويون من الإعلاميين التي عقدت خلال عام 1402هـ الرياض- المملكة العربية السعودية والاجتماع المشترك بين الإعلاميين والتربويين (1409هـ - الرياض) وقائع ندوة دور التربية في مواجهة الآثار السلبية المتوقعة للبث التلفزيوني الأجنبي المباشر (1415هـ - الرياض).
وقد صدر عن هذه الندوات الكثير من التوصيات والرؤى التي لو أخذت بعين الاعتبار لقللت الكثير من السلبيات التي أحدثها الإعلام اليوم. ولكن للأسف لم تكن هناك آلية للتعامل معها على الوجه المطلوب باعتبار أنها تنبأت بهذه السلبيات بوقت مبكر. واليوم أصبح معظم الإعلام يعيش تحت هذه المؤثرات وخصوصاً في عصر العولمة التي تملك أجندة مؤثرة وموجهة بالطريقة التي تريدها لأنها تملك كل المقومات التي تحقق أهدافها. ونحن عندما نطالب الإعلام اليوم ولاسيما الفضائي فإننا نأمل منه أن يستشعر رسالته تجاه أمته في حدود استطاعته وما تتيحه إمكانياته ولعل بعض التجارب الإعلامية الفضائية التي تبث اليوم برامجها في ظل خصوصية رسمت لها طريقة تكاد تكون مختلفة عن الفضائيات الأخرى ويأتي في مقدمة ذلك قناة المجد الفضائية التي أوجدت نقلة نوعية في الإعلام الفضائي واستطاعت أن تقنع الكثير من الأسر الذين لديهم حساسية في الاستفادة من ما يبث فضائياً وبهذه الطريقة سدت فراغاً لا بأس به يواجه الكثير من الأسر التي تعيش تحت التأثير الإعلامي وسلبياته وفوق ذلك الضغوط الأسرية وخاصة من الأبناء الذين يتعطشون إلى مشاهدة ما يبث فضائياً باعتبارهم يحتكون بأقرانهم وأصدقائهم وأقاربهم الذين لم يأخذوا أباؤهم موقفاً إيجابياً من الفضائيات وسلبياتها. فمن هنا تم التصادم مع إشباع حاجاتهم وتطلعاتهم لأنهم شريحة من هذا المجتمع مهما حاولنا إقناعهم لن نستطيع إلا من خلال وسائل بديلة. وقناة المجد وهي تؤدي هذه الرسالة في عامها الأول لن نقول أنها حازت على رضا كل المشاهدين لها لأن الإعلام صناعة لها مواصفاتها والأساليب التي تستطيع التفتن بها ويأتي في مقدمة ذلك الموارد المالية التي هي زادها وعامل مهم في تطورها ولو تمعنا في بعض الفضائيات العربية الأخرى والتي تملك إمكانيات هائلة تفوق قناة المجد في مواردها قلصت الكثير من المتخصصين العاملين فيها وأعلنت حالة التقشف بها كل ذلك لأسباب مالية خارجة عن إرادتها فكيف بقناة المجد التي تبناها المحسنون والمتطوعون الذين التزموا بأهداف هذه القناة الفضائية ورسالتها تجاه هذه الأمة رافضين كل أسباب الدعاية المالية التي تخالف منهجها ممايتطلب من رجال الأعمال والمحسنين الآخرين بالإضافة إلى الحريصين على مشاهدة هذه القناة أن يدعموها بشتى الوسائل المالية والاشتراك بها حتى تستمر في أدائها وتقديم هذه التجربة إلى الأمة وهي في تطور وتقدم لتحقق السعادة لأبنائها.
|