Saturday 10th January,200411426العددالسبت 18 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

بالتحليل المايكربولوجي في التخصصي: بالتحليل المايكربولوجي في التخصصي:
اكتشاف المادة الغامضة في الكحل الشعبي
مواد العطارة تتعرض بالتخزين للتلوث بالحشرات المجففة

* جدة - عبدالرحمن ادريس:
لا تخضع محلات العطارة المعروفة بالتجارة في المواد العشبية لأي اهتمام بمدد صلاحية بضاعتها وهي المعروفة بالتجفيف ومقاومتها للزمن لفترات طويلة.المختصون من خلال دراسات وبحوث علمية يؤكدون فقدان فاعلية كثير من هذه المواد بمرور عام وأكثر على التخزين اضافة الى ان عرضها مكشوفة في هذه المحلات يجعلها عرضة للاحتلاط بالحشرات التي تموت وسطها وتجف فتصبح جزءاً من خليطها المكدس..ويعتقد بعض الباحثين في هذا المجال بأن الموروث الشعبي مستمر في استخدام مواد العطارة في علاج العوارض الصحية ولكن الفعالية تكون متدنية نتيجة ظروف أفقدتها العناية المطلوبة.
وتتوقع دراسة مستفيضة في هذا الجانب الخروج بنتائج من شأنها تصحيح مسار الاتجار في مواد العطارة والتعريف بفاعلية الأعشاب في اطار الأدوية والعلاجات البديلة الصالحة لكل زمان على ان تطرح التفاصيل المعلوماتية لهذه المواد بشكل علمي يأخذ بالمتعارف عليه في التجارب ومستنداً الى موروث الاستخدام التاريخي القديم للاستفادة من عنصر الاقناع بجدوى فاعليتها.
ويتوقع عودة كبيرة بالاقبال عليها خاصة إذا نجح التطبيق لمحصلة التوصيات ومقترحاتها في تقنين الاتجار في هذا المجال وإبعاده عن الظروف الحالية التي تؤدي للتلوث نتيجة طرق تقليدية غير مناسبة في الحفظ والتخزين.
ولا تقتصر مبيعات المواد العشبية على محلات العطارة فهنالك بسطات معروفة في عدد من المدن والأسواق الشعبية تمثل فيها نساء كبيرات في السن واجهة الاستمرار للتراثيات التجارية القديمة وتعمد البائعات الى توفير أنواع كثيرة متعارف الاقبال عليها للاستخدام في اغراض مختلفة بما في ذلك «الكحل» وغيره من المواد التي تخضع في هذا الاعداد بالتجهيز البدائي خلطا وطحناً وتعليباً.
العطارون قالوا إن طبيعة أماكن الاستيراد وكونها مواد مجففة أيضا تقبل التداول لسنوات بنفس الجودة أما النظافة فهذا يعتمد على الزيوت بتنقيتها وغسلها قبل الاستعمال وهو المتبع ومتعارف عليه منذ القدم.
من جانب آخر أجريت دراسة علمية على أنواع الكحل الذي يعتقد بأنه طبيعي وفائدته بوجود مادة «الإثمد» واشرفت على متابعة الدراسة الدكتورة سلوى الهزاع استشارية ورئيسة قسم طب وجراحة العيون بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض وكان أخذ العينات من الأسواق الشعبية ومحلات العطارة من مختلف المناطق وانتهت الى عدم وجود «الاثمد» واحتواء الكحل على نسبة عالية جداً من الرصاص وضرره البالغ على العيون وفي الاستعمالات الأخرى.
وأثناء التحاليل ظهرت عناصر غريبة ومجهولة من بين «150» مادة مما استدعى اعادة التحاليل في مختبر «المايكروبيولوجي» البكتيريا.
الاكتشاف كما قالت الدكتورة سلوى الهزاع في تصريح ل«الجزيرة» هو مكونات هذه المادة التي كانت عبارة عن أرجل حشرات ولابد أن النساء في الاعداد التقليدي بطحن الكحل غابت عنهن هذه الحشرات ويأتي استعمال الخليط من هذا الكحل في العيون ويجب ان نتوقع قدراً أكبر من المضاعفات الضارة بطبيعة الحال اضافة الى عدم وجود «الإثمد» وأضرار كبيرة من الرصاص.وقالت الدكتورة الهزاع: إن التوعية في هذه الناحية تتطلب أسلوب الاستمرار من أجل الوقاية وسلامة وصحة العيون والصحة بشكل عام.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved