** منحتنا هيئة الصحفيين خلال اليومين الماضيين «أكشن» جميلاً في حياتنا المهنية.
فالانسحابات.. والتأجيل.. وتمديد المهلة لمزيد من الترشيحات والعضوية..
والآراء المتباينة ووجهات النظر المختلفة..
حركت الراكد.. وجعلتنا أكثر احساساً بأهمية هذه الهيئة.. وعلى الرغم من أن الكثيرين بشروا بفشل الهيئة وذلك لكون رؤساء التحرير الذهبيين قد استأثروا بمقاعد الترشيح ومن ثم ضمان تشكيل مجلس الإدارة منهم وحدهم.. والتخوف من كون ذلك سيسقط أسهم الهيئة في بورصة النجاح الذي يعتمد على الاستقلالية والقدرة على انصاف كل الصحفيين بشتى مراكزهم وانتماءاتهم.
إلا أنني لا أجد أن موقفهم الجماعي في الانسحاب كان مفيداً في مجمله.. ولم تكن استجابتهم الجماعية للآراء المطروحة في محلها.. فالمرحلة كانت تتطلب ثباتهم وتجاوزهم الأصوات المطروحة؛ لأن المصلحة دائماً تعلو ولا يعلى عليها.. فالتأسيس له ظروفه الخاصة وكان يمكن أن يكون للهيئة دورة مرحلية.. تعاد بعدها العضوية والترشيحات بصيغة أخرى..
لأن التأسيس يحتاج كثيراً إلى الأسماء الذهبية الفاعلة والمؤثرة من خلال توليها أهم الصحف السعودية.
وأتمنى أن يعيد رؤساء التحرير نظرهم في الانسحاب أو على الأقل يعود بعضهم.. سعياً لدعم الهيئة والافادة من وجودهم وعلاقاتهم وخبراتهم.. واتفاق الكثيرين على قدرتهم على التأثير في القرار من كافة جوانبه .. وهو ما تحتاج إليه الهيئة في بداية تأسيسها.
وعلى الرغم من أن انسحابهم أشعر المنتمين للعمل الصحفي بأجواء انتخابات حقيقية ورهبة المرشحين من المحك النهائي.. ورغبتهم أيضاً في افساح الطريق لأجيال جديدة وأسماء جديدة.
لكن الذين استندوا إلى عدم وجاهة وجود رؤساء التحرير في مجلس إدارة الهيئة كون المحاباة والتصويت سيفرضان فرضاً على الأعضاء المنتمين لكل صحيفة..
أو حتى فكرة أن إنصاف الصحفيين لن تحدث لأن رئيس التحرير المتعسف في الجريدة هو الذي يفترض أن يبحث مشكلة الصحفي الواقع عليه التعسف.
أعتقد أنه كان من الأولى تجاوز مثل هذه الأفكار على أهميتها، لكن الأكثر أهمية هو تأسيس هيئة الصحفيين على يد أسماء قادرة على صناعة تاريخ له أرضيته الثابتة والقادرة على الاستمرار.
** ويفترض في مرحلة التأسيس أن نفكر بالثبات والتطوير والمستوى الاعتيادي للهيئة.. ثم نتدارس بعد ذلك الاشكالات الأقل أهمية.
** تجربة هيئة الصحفيين .. نفترض أن نتعاضد على نجاحها.. وهي فرصة جميلة للتدرب على تقبل الرأي والشجاعة في الثبات على المبدأ ومنح الآخر حقه كاملاً في التعبير عن رأيه وتحمل المآزق التي يمكن أن تحدث في سبيل ذلك.
** أعتقد ان تجربة الانتخابات فرصة متميزة لكي يعرف كل طرف ان صناعة تاريخه وحجم فاعليته هما النقطتان الفاصلتان في مسألة نجاحه أو فشله.
** وشكراً لهيئة الصحفيين مرة أخرى على ما منحتنا إياه من مشاعر متميزة خلال الأيام السابقة ونحن بانتظار المزيد..!!
فاكس 4530922 |