Saturday 10th January,200411426العددالسبت 18 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مستعجل مستعجل
هيئة المفاجآت:
كيف ينسى المؤسسون في مرحلة التأسيس؟!
عبد الرحمن بن سعد السماري

كلنا صفَّقنا وحيينا قيام جمعية الصحفيين أو هيئة الصحفيين.. وكلنا ثقة في الهيئة التأسيسية.. المشكَّلة من رؤساء تحرير الصحف والمجلات المحلية.. والتي صنعت الهيئة وأوجدتها من العدم.. وصاغتها وقدمتها للناخبين وقالت لهم.. هذه هيئتكم جاهزة.. فانتخبوا ما تريدون.
** لقد قدَّمت الهيئة التأسيسية.. هيئة متكاملة.. بنظام وأموال ودفاتر ومسؤوليات واضحة.. ولوائح وطريق واضح.. ولم يعد أمام مجلس الإدارة المنتخب.. إلا أن يثبت نفسه.. وأنه في مستوى التحدي المنوط به.. وأن يضع الهيئة في مكانها الصحيح.. وأن يشق الطريق أمامها ويتصرف ويعمل بطريقة إن لم تكن مثل سابقها فهي أقوى وأقوى..
** غير أن موعد الانتخابات تأجل لسبب شرحته هيئة التأسيس.. وهو لا شك.. سبب مقنع للغاية.. وسبب وجيه جداً.. إذ لو استقر الأمر على مجموعة ال«16» أو ال«14» بعد الانسحابات الأخيرة.. لأسندت الهيئة إلى مجموعة لا تستطيع أن تقدم لها أي شيء على الإطلاق.. إلا إذا تقدم لها أي شيء على الإطلاق.. إلا إذا استثنينا ثلاثة أوأربعة منهم أو خمسة على الأكثر.. أما البقية.. مع تقديري لزملائي الذين أكن لهم كل احترام.. فلن يستطيعوا أن يعملوا للهيئة أي شيء في لحظة ولادتها وهي في أمس الحاجة الآن.. إلى من يرعاها ويثبت وجودها.. ويجعلها تولد قوية متماسكة تشق طريقها بكل ثقة.. وفي مرحلة من أخطر مراحلها.. وهي مرحلة الولادة..
** ولهذا.. فإن تأجيل الاقتراع.. كان موفقاً للغاية... وكم كنا نتمنى.. لو أجَّل لفترة أطول = على الأقل.. ستة أشهر أو سنة = إذ ليس المهم.. هو أن ننتخب ونرى مجلس إدارة منتخباً الآن «فهذا سيحصل عاجلاً أم آجلاً بإذن الله.. ونظام الهيئة يكفل ذلك ولا خوف منه» لكن المهم.. أن تسعى الهيئة التأسيسية إلى المزيد من العمل والإنجاز والعطاء لهذه الهيئة.. حتى تصبح شيئاً.. خصوصاً.. وأن الهيئة التأسيسية.. تمثل المؤسسات الصحفية كلها مجتمعة.. وكلكم.. تعلمون قدرة المؤسسات الصحفية إذا أرادت أن تعمل وتعطي.. وإذا ما أدركنا.. أن أعضاء الهيئة التأسيسية.. هم رؤساء التحرير مجتمعون.. فإننا.. نجزم أنهم اليوم.. قادرون على عطاء أكثر وأكثر.
** إن بوسعهم.. وقد جمعوا لها.. مليوناً ونصف المليون .. أن يجمعوا لها عشرة ملايين.. وبوسعهم.. أن يوجدوا لها.. أرضاً ومقرات..
** وبوسعهم.. أن يصنعوا لها منجزات لن يستطيع مجلس الإدارة المنتخب أن يعمله.. والهيئة اليوم.. أحوج ما تكون إلى أساسات وإلى رأس مال يكفل لها الاستمرار بقوة.. إذ كيف تستطيع هيئة «مفلسة» مثلاً.. أن تصمد وتوكل مهام أو تدافع عن صحفي أو رئيس تحرير.. أو تجادل جهة أو تسافر للخارج وتدافع عن صحفي أُوقِف هناك.. أو أي آخر يتطلب تدخلها بقوة وفاعلية وحضور جيد؟
** هي لن تستطيع عمل ذلك أو مثله.. ما لم تولد قوية.. وهذا.. لن يتم في هذه المرحلة.. إلا من خلال رؤساء التحرير الحاليين.. فيما لو استمرت هيئة التأسيس لمدة سنة أو سنتين في عهدتهم.. حتى يقوى عود الهيئة.. وحتى تصبح شيئاً يستحق الذكر.. وحتي يصبح لها.. موقع ومقر.. وحتى يصبح لها حضور وعلاقات لدى الجهات.. وحتى ترى النور بشكل قوي وفاعل.
** أما أن تُسند إلى مجموعة ال«14» «مترززاً» أو «مَدْزُوزاً» أو إلى أشخاص «لا جاه ولا مال» فهذا إشهار إفلاس.. وإعلان مولد فتى »مَطْحُول» أو ميت.. مات في مهده.. وعليهم أن يشيعوه مساء يوم الانتخابات..!!
** لعلكم استعرضتم مجموعة المرشحين ال«14» = فَحَل = و«وجيه» و«أجْوِدي».
** نعم.. فيهم أربعة يعول عليهم.. لكن البقية.. ماذا بوسعهم أن يعملوا للهيئة غير منحها أسماءهم كأعضاء في مجلس الإدارة وكأنها جمعية لجمع التبرعات أو شراكة «في مطعم» أو في ورشة لسمكرة السيارات؟!
** ماذا بوسعهم.. أن يعطوا أو يبذلوا غير الأماني؟!
** ثم إن انسحاب رؤساء التحرير من الترشحيات.. وهو وإن كان خطوة جريئة.. نقدرها لهم.. وإيثاراً للآخرين.. يستحق التقدير.. فهو إجراء خاطئ.. لأن من حق رئيس التحرير أن يترشح.. مثله.. مثل أي شخص آخر.. فهو في النهاية صحفي متفرغ لهذه المهنة.. والهيئة.. داره ومقره.. ومرجعيته..
** إن مشكلة رؤساء التحرير اليوم.. أنهم متخوفون مذعورون من تلك الأقلام التي هاجمتهم.. وأرادوا أن يثبتوا للآخرين صدقيتهم.. وهي ليس محل شك ولكن كانت الضحية.. هي الهيئة.. التي ستموت يوم الولادة.
** اقرأوا أسماء المرشحين لانتخابات مجلس الإدارة.. وعندها.. ستحكمون بموتها بدون أدنى جدال.. إنها ليست فشيلة فحسب.. بل «قَطْعَةْ وجه» لنا كصحفيين.
** أقول لرؤساء التحرير «أعضاء الهيئة التأسيسية» لا تلتفتوا لهذه الأقلام.. فهي تنطلق من نظرة قاصرة.. ونظرة سطحية.. ليس فيها أدنى بعد أو عمق.. وهدفهم فقط.. هو الوصول إلى مجلس الإدارة فقط من أجل الترزز والوجاهة .. وليس هدفهم بدون شك.. مصلحة هذه الجمعية الوليدة.. والتي هي حلم كل صحفي.
** إنني أجزم.. أن الأقلام التي هاجمت الهيئة التأسيسية.. كانت تنطلق من نظرة عقيمة دافعها.. الاستعجال ويظنون أن المسألة.. جمعية جاهزة.. وينسون أن هذه الجمعية.. بلا ميزانية.. ويجب أن تعتمد على نفسها.. وليس لها إعانات أو مداخل.
** اتركوها في بداياتها للمؤسسات الصحفية.. ولرؤساء التحرير والمديرين العموميين.. ودعوهم حتى يكونوها ويؤسسوها.. وحتى يقوى عودها.. وبعد ذلك.. يستلمونها جاهزة.
** كما أنني أقترح.. ومن حقي أن أقترح كعضو.. بل ومن حقي أن أمد لساني عشرة أمتار.. لأقترح.. أن تكون هناك معايير لعضو مجلس الإدارة وليس من المعقول = وبالذات في البدايات = أن يكون الباب مفتوحاً حتى للمبتدئين في الصحافة وللمعقبين ومندوبي الإعلانات..!!
** كلنا ثقة.. في هذه الهيئة الوليدة.. وكلنا ثقة في الهيئة التأسيسية.. ونحن نشكرها على كل ما تحقق.. وننتظر منها.. دوراً أكبر.. ولا نرضى بانسحابها في هذا الوقت بالذات.. فالهيئة في أمسّ الحاجة لهم ولوجودهم.. ومازلنا في مرحلة التأسيس.. وهذا.. دور الهيئة التأسيسية والمؤسسين الأوائل.. فكيف ينسحبون بهذه السرعة؟ وكيف يتخلون عن هيئتهم؟ وكيف يتركونها هكذا معلقة؟.
** كيف تتركونها للمترززين والمفلسين؟
** كيف تتركونها.. لأناس لا يهشون ولا ينشون.. ولايَعرفون.. ولا يُعرفون؟
** أخيراً.. أقول لأعضاء الهيئة التأسيسية ولرؤساء التحرير.. وكلهم.. أو «بعضهم» يفهمون ماذا أعني.. أقول «مهيب هِيْ.. مهيب هِيْ» والسلام.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved