Saturday 10th January,200411426العددالسبت 18 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

لأول مرة في تاريخ الصحافة المحلية والعربية لأول مرة في تاريخ الصحافة المحلية والعربية
صحافيات سعوديات ينجحن بضغوطهن لتأجيل الانتخابات لصالح ترشيح أنفسهن لمجلس إدارة هيئة الصحافيين

* الرياض - الجزيرة:
نجحت أقطاب معارضة من الصحافيات والصحافيين السعوديين، في ثني اللجنة التأسيسية لأول هيئة للصحافيين السعوديين تتأسس في البلاد عن قرارها بانطلاق انتخابات مجلس إدارة الهيئة يوم الخميس الماضي وبعد تشاورات جرت بين أعضاء اللجنة التأسيسية للهيئة وجميعهم رؤساء تحرير حاليون وسابقون، أصدرت اللجنة بياناً أعلنت فيه تأجيل الانتخابات إلى السادس من مطلع الشهر الهجري «المحرم»، أي بعد سبعة أسابيع، إضافة إلى إعادة فتح باب الترشيح للأعضاء لخمسة وعشرين يوما من الآن، فيما برز إصرار من الصحافيات السعوديات بترشيح أنفسهن للانتخابات.
ويأتي هذا التطور السريع إثر مطالبات شديدة برزت في الوسط الصحافي السعودي بإرجاء الترشيح وإعطاء المترشحين فرص عرض طروحاتهم وتصوراتهم، مع تحديد دقيق لشروط وقواعد الترشيح، وتشكيل لجان مراقبة للانتخابات. كما احتج بعض الصحافيين على احتكار أعضاء اللجنة التأسيسية لبيانات وطرق الوصول إلى الناخبين وحرمان الآخرين من الاطلاع عليها، وهو انتهاك لشرط المساواة بين الأطراف المختلفة.
واعترفت اللجنة التأسيسية للهيئة ضمنا في بيانها بما ذهب إليه صحافيات وصحافيون بأن «طريقة التصويت المطروحة كانت غير واضحة»، مقرة بضرورة تمديد الوقت لإعطاء فرصة لمزيد من الترشيحات لعضوية مجلس إدارة الهيئة». ومن أهم ما أبرزه البيان، دعوى عدد كبير من الصحافيات السعوديات بعدم وضوح الأمر بالنسبة لهن ومطالبتهن بتأجيل موعد الانتخابات وإعطائهن الوقت لترشيح أنفسهن.
وكان ستة من كبار رؤساء تحرير الصحف السعودية قد فاجأوا الوسط الصحافي أمس بسحب ترشحهم لمجلس إدارة هيئة الصحافيين قبل أقل من يومين من الموعد الذي كان مقررا لانطلاق أول عملية انتخاب تعلن ولادة أول تكتل نقابي للصحافيين السعوديين، وذلك على الرغم من أن المنسحبين كانوا يحظون بفرص عالية للفوز، إما لكونهم أسماء معروفة ومؤثرة في الميدان الإعلامي، أو على الأقل، بحكم مواقعهم الوظيفية التي تضمن لهم ولاء وتصويت موظفيهم.
وكان هاشم عبده هاشم رئيس هيئة تحرير صحيفة «عكاظ» أول المنسحبين، ثم لحقه الآخرون، وهم رئيس تحرير «الرياض» تركي السديري ورئيس تحرير «الجزيرة» خالد المالك (الثلاثة أقدم رؤساء التحرير في السعودية) ورئيس تحرير «اليمامة» عبدالله الجحلان، ورئيس تحرير «اليوم» محمد الوعيل ورئيس تحرير «البلاد» علي الحسون.
وتفاعلت أوساط الصحافيين مع هذه الانسحابات التي كانت بمثابة حركة تصحيحية تتفادى المخاوف المنطقية نتيجة احتمالات هيمنة هذه الأسماء على مجلس الجمعية، خصوصاً أن بعض المرشحين دفعوا الرسوم عن جميع العاملين وسجلوا أعضاء ناخبين في الجمعية، وهي خطوة تعيد إلى الأذهان ما قام به عبدالرحمن الجريسي في تجديد اشتراكات جميع المسجلين في الغرفة التجارية في الرياض مقابل الحصول على أصواتهم، وهو ما حقق له الفوز حينها.
وكانت الترشيحات الأولية تصب، أساساً في صالح رؤساء التحرير. كما راهنت أصوات قليلة، على فوز ما يمكن تسميتهم بالصحافيين المستقلين، مثل قينان الغامدي وأسامة السباعي وحاسن البنيان، والشباب مثل فهد آل عقران وقصي بدران، إلا أن هذا الاحتمال كان ضئيلاً، بسبب عدد المرشحين البالغ، قبل الانسحابات،23 مرشحاً، ومحدودية عدد الناخبين البالغ 530، بينهم نحو 27 امرأة.
واستمزجت «إيلاف» آراء صحافيين من مختلف القطاعات، الذين رأوا أن فرص المستقلين والشباب عالية، استناداً إلى أن من حق كل ناخب اختيار تسعة مرشحين، ما يجعلهم يحظون بأصوات أكثر لكونهم العامل المشترك بين الجميع.
وكان قرار إنشاء الهيئة أعلن في نهاية الشهر الثاني من العام الجاري، وقررت الوزارة اختيار تركي السديري رئيساً للجنة التأسيسية التي تشكلت لاحقاً.
اللافت أن المادة الأولى تنص على أن «يقوم العاملون في المجالات الصحفية بتشكيل لجنة تأسيسية مؤلفة من عشرة أشخاص على الأقل». وهو ما لم يتحقق عملياً، إذ تم اختيار هؤلاء الأعضاء وتسميتهم دون علم الوسط الصحافي. إضافة إلى ذلك يتخوف الصحافيون من استمرار هيمنة وزارة الإعلام التي تفرض إشرافها بسطوة النظام «للوزارة الاعتراض على التوصيات التي في الجمعية العمومية في حال وجود مخالفات نظامية أو وفقاً لمقتضيات السياسة الإعلامية». والفقرة الأخيرة تفتح الباب واسعاً أمام ممثل الوزارة لرفض ما يشاء بحجة منافاته للسياسة الإعلامية.
يبقى أن الصحافيين السعوديين أصبحوا، للمرة الأولى، في بؤرة الحدث، والمولد للخبر، بعد أن كانت مهنتهم تجعلهم ناقلين له وملاحقين لتفاصيله.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved