Saturday 10th January,200411426العددالسبت 18 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مشفى ميداني وجسر جوي من المساعدات وطائرة إخلاء سعودية هناك مشفى ميداني وجسر جوي من المساعدات وطائرة إخلاء سعودية هناك
« الجزيرة » في «بام» الإيرانية ترصد بالصورة والكلمة التفاصيل والآثار
د.السويلم: شاركنا إخوتنا الإيرانيين محنتهم.. وسعينا للتخفيف من آثار الكارثة

  * بام- إيران- أحمد القرني:
ترك الجسر الجوي من المساعدات الإنسانية نحو الإخوة متضرري الزلازل في إيران، والمستشفى الميداني المخصص لهذا الغرض في منطقة بام الإيرانية، أصداء واسعة لدى الأشقاء الإيرانيين الذين اعتبروها وقفة إسلامية اعتادت المملكة على المبادرة بها.
واعتبروا أن ما قدمته المملكة من مساعدات أحد العوامل التي أسهمت في التخفيف من آثار هذه الكارثة.
ولإلقاء الأضواء على مستجدات الأحداث هناك، رافقت «الجزيرة» يوم أمس وفداً سعودياً رفيعاً غادر إلى إيران ورأسه معالي الدكتور عبدالرحمن السويلم رئيس جمعية الهلال الأحمر السعودي ووكيل وزارة الصحة المساعد للطب العلاجي الدكتور عبدالله بن إبراهيم الشريف ومساعد مدير إدارة الإغاثة الأستاذ عبدالله الغامدي.
وقد استقبل الوفد السعودي لدى وصوله مدينة بام القائم بالأعمال السعودي بسفارة خادم الحرمين الشريفين بجمهورية إيران الإسلامية أ/ محمد الكنعان ورئيس البعثة الطبية السعودية د. موفق البيوك ومدير المستشفى الميداني د/ سالم المالك، والأمين العام لجمعية الهلال الأحمرالإيراني/ مفيد عباس سهرائي ود أكبري نائب وزير الصحة الإيراني ومصطفى محقق مدير الشؤون الدولية بالهلال الأحمر الإيراني، هذا وقد رحبوا بالوفد السعودي وتحدث الأمين العام لجمعية الهلال الأحمر الإيراني مؤكداً عمق التعاون والعلاقة بين الشعبين والحكومتين. ووصفها بأنها ممتازة جداً وقال أرجو أن يكون هناك تعاون ثنائي بين الجمعيتين بعد هذه الكارثة في مجالات أخرى إن شاء الله، وهذه الكارثة كما تعلمون من أكبر الزلازل في إيران وقد قتل في هذا الزلزال أكثر من (30) ألف شخص، وقد دمرت جميع المنازل في موقع الزلزال بمدينة بام كما دمرت المعالم السياحية الكبرى في هذه المدينة التي تتجاوز مئات السنين التي تسمى (بعرق بام) الذي دمر كاملاً .
وشكر نائب وزير الصحة الإيراني مساعدات المملكة العربية السعودية وحمَّل معالي د. السويلم شكر حكومة وشعب إيران لحكومة وشعب المملكة، وقدم اعتذاره إن وجد قصور في ضيافة الوفد السعودي لتدمير مدينة بام. وأكد أن لقاء وحضور الوفد السعودي لهذه المدينة المنكوبة يساعد إن شاء الله في إعادة بناء هذه المدينة بعدها.
وتحدث معالي رئيس جمعية الهلال الأحمر السعودي د. عبدالرحمن السويلم معبراً عن سعادته بمشاركة الإخوة الإيرانيين التفكير والخطوة الأولى نحو بناء هذه المدينة بعد خرابها ودمارها بالزلزال وقال: أنتم تعرفون أن هذا الزلزال قد أبان لكم ما يكنه لكم شعب المملكة العربية السعودية وحكومتها من صدق المشاعر نحو إخواننا في هذه المنطقة، وما قدمته حكومة المملكة من المساعدات التي قدمت لشعبكم هي جزء من المساهمات الدولية التي أسهمت في التخفيف من معاناة المواطنين في بلدكم هي رمز ومثال لحسن النوايا والتوجهات والرغبة في التخفيف من معاناة المسلمين عندما تحل بهم كارثة. وأضاف: وقد سبق لنا في كثير من دول العالم عندما تكون هناك كارثة تتحرك المملكة العربية السعودية حكومة وشعبا لمساعدة إخوانهم من منكوبين، وأنتم لكم حقوق الإخوة في الإسلام والجيرة. وعندما تتحرك الدول الإسلامية والعالمية في الوقوف مع المحتاجين المتضررين باعتبارها تفعيلا للإنسانية التي يتمتع بها المجتمع الإنساني.
وأكد د. السويلم بأن دول المجلس كانت من أوائل الدول في المبادرة سواء في الإغاثة أو تقديم المساعدة، أو حتى الاجتماع الدولي الطارئ الذي عقد واتفق على إعمار المنطقة، حيث قدمت دول المجلس أربعمائة مليون دولار هذه مبادرة تحفز الآخرين للتحرك نحو مساعدة مجتمع إيران. وأشار د. السويلم أن العلاقات المستقبلية في التعاون المثمر مابين المجتمع السعودي والخليجي والإيراني وكذلك ما بين جمعيتنا وجميعتكم، عقب ذلك تواصلت الوفود الدولية بالوصول لمطار بام الإيراني (المدينة المنكوبة) حيث وصل ممثل هيئة الأمم المتحدة وممثلو المنظمات الدولية للهلال الأحمر والصليب الأحمر بمرافقة مساعد وزير الخارجية للشؤون البرلمانية والقانونية د. هادي الذي تحدث ل «الجزيرة» وقدم خلالها شكر حكومة وشعب إيران لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد والنائب الثاني على ما بذلوه من جهود للمنكوبين في هذا الزلزال. مشيراً إلى ان المبادرات السعودية في إقامة مستشفى متنقل وطائرة الإخلاء الطبي التي نقلت الكثير من المرضى من كرمان إلى طهران حققت الشيء الكثير ونشكر الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بمبادرته لدعوة وزراء الاقتصاد والمالية لمجلس التعاون، وتخصيص (400) مليون دولار لبناء هذه المدينة، وله منا الشكر الجزيل.. بعد ذلك انتقلت جميع الوفود الدولية في جولة شملت العديد من شوارع مدينة «بام» المدمرة ثم توجهوا إلى مقر جمعية الهلال الأحمر الإيراني حيث استقبلهم رئيس الجمعية وكبار المسؤولين فيها، وأوضح للوفود الدولية حجم الكارثة التي أصابت مدينة بام المنكوبة، وقدم شكره للدول المساهمة بدعمها للإغاثة، ثم توجه الجميع إلى مستودع المساعدات الدولية ومستودع آخر احتوى على شبه مستشفى مؤقت تتم فيه معالجة المرضى.. ثم قاموا بزيارة للقلعة الأثرية «عرق بام» التي دمرت وعمر هذه القلعة أكثر من مائتي سنة التي تقع شرق المستشفى السعودي الميداني المؤقت في مدينة «بام».. ثم توجهت جميع هذه الوفود إلى مقر المؤتمر الإعلامي.. الذي بدأ الحديث به حاكم كرمان شكر فيه الجميع على حضورهم وقدر مساهماتهم التي قدمت لشعب إيران بمدينة بام لرفع معاناة المصابين كما شكر الجيش الإيراني في مساهماته. وتمنى حاكم كرمان من الجميع في إعادة بناء المدينة.. بعدها تحدث ممثل منظمة الأمم المتحدة مشيراً إلى آلية إعادة البناء وتأمين العلاج وتأمين المدارس وإعادة بناء الأماكن الأثرية المهدمة وتقدير الاحتياج الفعلي للمساعدات.. بعدها تحدث رئيس اتحاد جمعية الهلال الأحمر والصليب الأحمر الدولي عن حجم الكارثة، وقدر الاحتياج لستة أشهر قادمة مبلغ (42) مليون دولار للخدمات الصحية وسلامة المياه والشرب وصحة البيئة العامة. بعدها شكر رئيس جمعية الهلال الأحمر الإيراني المساعدات لإنقاذ البشر المصابين حيث تواجد (181) فرقة من معظم دول العالم التي ساعدت كثيراً في إنقاذ ومساعدة المنكوبين ثم تحدث مساعد وزير الخارجية للشؤون الدولية د. خوشورو شاكراً تفاعل جميع الدول مع ما أصاب مدينة بام بجمهورية إيران الإسلامية، وما قدمت من مساعدات ساهمت في تخفيف معاناة المصابين من جراء الزلزال، وفي الوقت نفسه حث الجميع على تقديم المزيد من الدعم لبناء هذه المدينة.. بعد ذلك توجه الوفد السعودي لزيارة المستشفى السعودي المتنقل بمدينة بام حيث كان في استقبالهم مدير المستشفى د. سالم المالك والفريق الطبي السعودي حيث رحب د. المالك برئيس جمعية الهلال الأحمر السعودي د.السويلم ووكيل وزارة الصحة المساعد للطب العلاجي د. عبدالله الشريف والوفد المرافق، ثم استعرض د. المالك محتويات المستشفى السعودي الميداني الذي اشتمل على غرفة عمليات وغرفة إنعاش وغرفة أشعة، وغرفة مختبر، وعيادات خارجية وغرف تنويم للمرضى مجهزة بأحدث التجهيزات الطبية التي ساهمت بقدر كبير في الرفع من معاناة إخواننا الشعب الإيراني المسلم الشقيق بالإضافة إلى طائرة الإخلاء الطبي التي هي أول عمل قام به الفريق الطبي السعودي بإسعاف المصابين التي احتوت على عشرة أطباء ومسعفين وفنيين وعدد (25) سريرا لنقل المصابين من كرمان إلى طهران مشهد ونقل أكثر من (200) مريض فيها مشيرا إلى أن الجهود الطبية السعودية لقيت من المسؤولين في إيران استحسانا بالغا بعدها انتقلنا من المستشفى الطائر إلى المستشفى الأرضي الميداني برئاسة رئيس البعثة السعودية د. موفق الذي اتفق مع المسؤولين الإيرانيين بتحديد موقع المستشفى، وهو عبارة عن مدرسة ثانوية وزع على مراحل.. منها المستشفى وسكن العاملين وبدأ المستشفى بعمله في استقبال المرضى المصابين الإيرانيين بمعدل (200) حالة في اليوم الأول وبدأت في الارتفاع حتى أصبح المستشفى يستقبل في اليوم أكثر من (600) مريض ومصاب وفي ختام حديثه شكر د. المالك الوفد السعودي على هذه الزيارة التفقدية آملاً بأن يكون الفريق الطبي السعودي قد حقق تطلعات حكومة خادم الحرمين الشريفين فيما يقدمونه من أعمال إغاثية للشعب الإيراني. بعدها ألقى د. السويلم كلمة بهذه المناسبة رحب فيها بجميع الحضور ونقل لهم تحيات وتقدير حكومة خادم الحرمين الشريفين وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وسمو وزير الداخلية ووزير الصحة د. حمد المانع وجميع المسؤولين.
وقال د. السويلم في هذا الإطار الحقيقة هي انه ليس من رأى كمن سمع وليس من رأى على الواقع كمن شاهد على التلفزيون المصيبة التي حلت بهذا البلد، والتأثر الذي تأثر به المجتمع. وبيَّن د. السويلم بأن الموقف الإنساني الذي جاء من حكومتنا الرشيدة جاء في وقته، وكان موقفاً إنسانيا رائعا مقدراً من المجتمع الدولي ومن دولة إيران والمسؤولين فيها والمجتمع فيها. الحقيقة ليس بمستغرب من التنظيم الذي شاهدته والأعمال التي تقومون بها من شبابنا السعودي لأنهم رجال يبنون ويعطون ويساهمون في الداخل والخارج.
وفي ختام حديثه قدم د. السويلم شكره لجميع العاملين ولجهودهم الجيدة في تعاملهم مع إخوانهم المتضررين في بام الإيرانية.
ومن جهة أخرى أكد د. سالم المالك ل «الجزيرة» بأن المستشفى السعودي الميداني الذي يعد من أكبر المستشفيات الميدانية الموجودة في ايران يقوم بجميع واجباته ومهامه الطبية على الوجه المطلوب مشيراً الى أن جميع الفريق الطبي السعودي يتمتعون بصحة جيدة ولله الحمد، وقد أعطوا التطعيمات اللازمة لوقايتهم بعد الله من الأمراض المعدية لو حصلت، ولا توجد أية مشكلات مرضية بينهم. وبيَّن د. المالك أن المنطقة تتعرض من 3-5 هزات أرضية خفيفة وليس لها أي تأثير يذكر.
وفي ختام تصريحه قدم د. سالم المالك بالغ شكره لحكومة خادم الحرمين الشريفين على هذا العطاء الرائع الذي تقدمه للشعب الإيراني في محنته والجهود التي قام بها نخبة من إخواننا السعوديين إضافة إلى الحكومة الإيرانية.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved