يشهد العالم الآن ما يشبه الوثبة الكبرى فيما يتعلق بالتواصل والاتصال، ومنذ نهايات القرن الماضي، بات في حكم الثابت أن نشهد سنوياً إن لم يكن يومياً تطوراً قياسياً في مجال تقنيات الاتصال التي يبرز من بينها الإنترنت الذي جعل من شعار (العالم قرية)، واقعاً معاشاً بالفعل والتحقيق، وقد كان حظنا في المملكة مقدرا في هذا المجال، وقد رعت الدولة توجهاً متنامياً، تقابله قابلية فاعلة من أفراد المجتمع ومؤسساته لاستخدام التقنية الحديثة في المعاملات والتواصل، خصوصاً في الميدان الاقتصادي والخدمي ويبرز هنا تنامي استخدام بنوكنا الوطنية وعدد من الجهات الحكومية لتقنية التواصل الإلكتروني في تعاملاتها الداخلية والخارجية ما يعزز مسارنا نحو الاندماج فيما بات يعرف بعصر التقنية.
وقد عزز استخدام الإنترنت على مستوى واسع في المملكة بوصفها الأكبر حجماً من التطور الاقتصادي بين القطاعات المختلفة وإن كان ما تم حتى الآن لا يلبي طموحنا لأننا لا نزال دون مستوى المعدل العالمي.
وسجلت الغرفة التجارية الصناعية بالرياض وسط هذه الأجواء حضوراً متميزاً وأرست من ضمن خططها لتطوير الأداء وإعادة هيكلته بادرة رائدة هي تسيير جميع شؤونها إلكترونيا، وأنشأت موقعاً خاصاً على شبكة الإنترنت مكن منتسبيها تحديداً وكل ذوي العلاقة من الغرف التجارية والوزارات ونظيراتها على مستوى العالم من الحصول على المعلومات اللازمة ومن الاطلاع على أبرز ملامح الاقتصاد الوطني، و لعل هذا العمل مثل غناء ووفر جهداً كبيراً لجهات عديدة محلياً وعالمياً.
واستباقاً لمراحل التطور اللاهث في مجال التواصل الإلكتروني فإن المطلوب من جميع الوزارات والمؤسسات الحكومية والخاصة الانكباب عاجلا على برامج تأهيل قصوى وجادة تشمل جميع المنسوبين توازيها خطط تدريب واسعة تتولاها وزارة التربية والتعليم والجامعات والمعاهد الخاصة حتى نكون جميعنا على قلب رجل واحد كما يقولون بحيث نقلل إلى المدى الأدنى حركة المراجعين والمباشرين على نحو ما نراه اليوم مثلا في إدارة المرور أو التراخيص أو في صالات التسوق بجميع مشاربه.
إن الحكومة تسعى جادة لإرساء فكرة (الحكومة الإلكترونية) وهناك خطوات ملموسة على هذا المنحى، ولا بد أن نكون في الغرفة وفي سواها على قدر هذا التحدي حتى نقدم لعملائنا وطالبي خدماتنا.. خدمات اليوم بمعارف الغد بإذن الله تعالى .
*رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض | 
