* الرباط- الجزيرة:
حذرت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) الشعب العراقي من الوقوع في الفتنة الطائفية نتيجة للصراع المفتعل بين السنة والشيعة. وقال الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة في ندائه الذي وجّهه اليوم إلى الشعب العراقي: إن الإسلام لا يفرق بين أتباع المذاهب الفقهية الإسلامية، وإن المسلمين في العراق، كما في جميع دول العالم الإسلامي، تجمعهم الأخوة الإسلامية، وإن السنة والشيعة إخوة في الدين، يوحّد بينهم إيمانهم بقواعد الإسلام الكلية وبالأصول والثوابت العقدية، والانتماء إلى الأمة الإسلامية الواحدة.
وأوضح أنه ليس من مصلحة الشعب العراقي، ولا من مصلحة الأمة الإسلامية، الدخول في نزاعات مذهبية تمزق الشمل، وتضعف الكيان الوطني العراقي، وتهدّد سلامة الدولة العراقية ووحدة أراضيها.
ونبّه المدير العام للإيسيسكو في ندائه، إلى خطورة ما تتعرض له جمهورية العراق من تحديات وما يمر به الشعب العراقي من محن يسعى خلالها المتربصون به إلى تمزيق وحدته من خلال إذكاء نار الخلافات الطائفية على أساس مذهبي، وإشعال الفتنة التي تغرق المواطنين العراقيين في بحار من الفوضى التي تخدم مصالح الذين لا يريدون للعالم الإسلامي الاستقرار والأمن.
وذكّر الدكتور عبد العزيز التويجري باستراتيجية التقريب بين المذاهب الإسلامية التي وضعتها الإيسيسكو واعتمدها المؤتمر الإسلامي لوزراء الخارجية في دورته الثلاثين المنعقدة في طهران في شهر مايو 2003، وقال :إن هذه الاستراتيجية مستمدة من روح الشريعة الإسلامية ومستوحاة من مقاصدها الشريفة وقائمة على أسس علمية تمثل خلاصة ما انتهى إليه الفكر الإسلامي في هذا العصر، وهي دعوة إلى تعميق الأخوة الإسلامية ونبذ الخلافات وتجميع الصفوف.
وشدّد على ضرورة تجاوز الاختلافات المذهبية في العراق والارتقاء إلى مستوى المعالجة العلمية للآثار المترتبة على الاختلاف في الاجتهاد وطرق استنباط الأحكام من مصادر التشريع الإسلامي وجعل مناط الأمر في الاجتهاد يتجه إلى تحقيق المصلحة المؤكدة للأمة الإسلامية وتغليب هذه المصلحة التي هي موضع إجماع الأمة الإسلامية، على كل مصلحة سواها، تحقيقاً لوحدة الأمة الثقافية والفكرية والوجدانية.
|