Saturday 10th January,200411426العددالسبت 18 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الجريمة في عصر وسائل الاتصال الحديثة الجريمة في عصر وسائل الاتصال الحديثة
الإرهاب الإلكتروني

الجريمة في عصر وسائل الاتصال الحديثة: الإرهاب الإلكتروني عنوان المحاضرة التي نظمتها مؤخراً أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية في صنعاء بحضور وكيل وزارة الداخلية لقطاع الشرطة ونخبة من القيادات والخبراء في جمهورية اليمن العربية الشقيقة، وألقاها الدكتور فايز بن عبدالله الشهري، الباحث في مركز البحوث والدراسات وعضو هيئة تحرير مجلة البحوث الأمنية وعضو المجلس العلمي للبحوث، وهو أحد أعلام الفكر الإعلامي المعاصر، الذي جمع بين الثقافة الأمنية والثقافة الإعلامية الحديثة، بوعي جاد وإلمام شامل.
فالحديث عن الجريمة في عصر وسائل الاتصال الحديثة: الإرهاب الإلكتروني، بدأ بظاهرة المخدرات، مروراً بالصورة التقليدية للإرهاب وانتهاءً بتوضيح الإرهاب في عصر التقنية والإنترنت، ووضع ذلك كله بجانب مجموعة من التوصيات العملية، يعد الحديث المتخصص ببواطن الأمور، والممحص المميز بين الصواب والخطأ، ولهذا ونظراً لما تحويه المحاضرة من صور وأحداث ومعلومات قيمة، وما تنبه له المحاضر من وجود ازدواجيات واضحة في التعامل مع الجريمة في عصر وسائل الاتصال الحديثة، واضعة الصورة الصحيحة للتفاعل معها، دون السماح بالتورط بالمصطلحات والمفاهيم المزدوجة، والتي تصنعها أروقة الدوائر السياسية والإعلامية في كثير من دول العالم، حرصت «الجزيرة» على إعداد المحاضرة لعرضها على القارئ تعميماً للفائدة المرجوة.
مدخل
في عصر المعلومات والانتشار الجماهيري لوسائل التقنية الحديثة بات الحديث عن الإرهاب وجرائم التقنية الحديثة همّاً جديدا، اقلق طمأنينة المجتمع الإنساني، والحكومات، وتعدّى ذلك ليصبح الشغل الشاغل لمراكز البحوث، والأجهزة الأمنية بطول العالم وعرضه، ومن الواضح أن الجريمة الإلكترونية، والإرهاب، باستخدام التقنية الحديثة لم تتضح خطورته بشكل كبير إلا مع ظهور شبكة الإنترنت بإمكانياتها الهائلة، وخصوصا مع انتشار الحاسبات الشخصية في بداية الثمانينيات الميلادية ومطلع التسعينيات مع ظهور الإنترنت، وشعبيتها الجارفة، التي اكتسحت مجتمعات العالم حيث أسهمت الشبكة العالمية في عولمة الكثير من المظاهر الإجراميّة كان من ابرز صورها الإرهاب التقني (الإلكتروني).
ويكاد لا يختلف الإرهاب في شكله، وأساليبه القديمة، إجمالا، عن الإرهاب في عصر الإنترنت حيث إن كلا النمطين تحركهما نفس الدوافع ويسعيان لتحقيق ذات الأهداف، ولكن الجديد هنا هو ظهور ما يسمى «بالإرهاب التقني»، الذي يمكن أن نوصفه في مفهوم علمي بأنه «الاستخدام السلبي للتقنية الحديثة من قبل الإرهابيين للتهديد، أو لتنفيذ وتحقيق مكاسب ماديّة، أو معنويّة والتأثير على الخصوم»، وبخلاف الأنماط التقليديّة للإرهاب فإن السلاح الرئيس للإرهابي الذي يوظّف الإنترنت هو (المعرفة) باستخدامات الإنترنت، والحاسبات، والقدرة على صناعة برامج التخريب والتدمير، ومهارة المجرم، وخبرته الفنية، بنقاط الضعف في الأنظمة، والمواقع الإلكترونية والشبكات المستهدفة.
وفي هذا الصدد فعادة ما يستهدف الإرهابيون الذين يوظفون التقنية شبكات الاتصال، والأنظمة الماليّة، وشبكات المعلومات الوطنية، وأنظمة الملاحة الجوية، والنقل، مما حدا بكثير من بلدان العالم إلى وضع التشريعات الوطنيّة لمكافحة جرائم الحاسب الآلي، حيث تشير تقارير مركز أبحاث جرائم الكمبيوتر إلى وجود ما بين 50 إلى 60 بلدا لديها قوانين تختص بجرائم الإنترنت طبقا لمركز أبحاث جرائم الحاسب، إلا أن ممثل منظمة الانتربول في الولايات المتحدة يقول بان هناك قرابة 100 دولة أخرى ليس لديها مثل هذه القوانين crime- research.orgومما يلفت النظر اثر حوادث 11سبتمبر 2001م في الولايات المتحدة هو بدء الوكالات الأمنيّة، والتشريعية الأمريكيّة، في استصدار قوانين تنظّم استخدام المعلومات، وتجريم إساءة استخدام الحاسبات والشبكات، وقد نجحت كثير من هذه الوكالات الأمنيّة في استغلال حالة الرعب العام من الحوادث الإرهابيّة، في تمرير بعض القوانين الصارمة التي وافقت عليها المجالس التشريعية في زمن قياسي، وعلى المستوى العالمي نجحت السياسة الأمريكيّة بشعارها «إما معنا أو مع الإرهاب» في إرغام كثير من الأمم ليس فقط على مراجعة قوانينها، بل وتعديل كثير من خططها الثقافيّة، والاجتماعيّة.
ويقر تقرير لجنة حلف الناتو لدراسة ظاهرة الإرهاب التقني، بان الإرهاب أصبح من الانتشار، والتعقيد، بدرجة كبيرة رغم انحسار الصراع بين المعسكرين، وضبط كثير من الدول التي كانت تدعم الإرهاب.
ظاهرة الإرهاب
المتتبّع لتاريخ المجتمعات يجد أن اللجوء إلى العنف، والإرهاب، لم يكن مقتصرا على الأفراد، أو الجماعات، بل حتى الأنظمة السياسيّة المختلفة مارسته لتحقيق المصالح المختلفة، واستخدمته ضمن أدواتها القمعيّة ضد الخصوم سواء من الأعداء الخارجيين، أو لإسكات أصوات المعارضين، والمناوئين من أبنائها. والإرهاب لم يمت، أو يضعف، لأنه يولد في كل يوم من رحم الأسباب التي تتطور في كل عصر، بسبب الظلم حينا، أو الجشع في حين آخر، ولأسباب تتنوع بحسب الأهداف، والغايات، ومن المهم أيضا إدراك حقيقة أنه لا يمكن القضاء على الإرهاب، لأن يتطور مستفيدا من كل الأدوات المتوفرة عبر العصور لتحقيق نفس الغايات، والطموحات، نبيلة كانت أم إجرامية.
ما هو الإرهاب وما هي أبرز دوافعه؟
أحد أهم أسباب عدم نجاح بعض الحلول المقترحة للحد من هذه الظاهرة هو غياب المفهوم الشامل للإرهاب والتركيز على الأفعال الإرهابيّة، وملاحقة الفاعلين، دون بحث جاد في الأسباب، والظواهر الأخرى ذات العلاقة. لذا ربما يقتضي منطق البحث العلمي البدء في بحث أسباب، ومن ثم سن القوانين لتجريم مرتكبيها، وفق نظر متكاملة تستوعب الظاهرة، وعلاقاتها السياسيّة، والعسكريّة، والاقتصاديّة، والاجتماعيّة، والدينيّة (الفكريّة).
ومما يزيد من مشكلة الاتفاق على تعريف هذه الظاهرة هو بعدها السياسي الدولي - في المقام الأول- وتأثرها بهيمنة القوى الكبرى، إضافة إلى تعدد أطرافها مما ساهم في نشوء هذا الاختلاف البيّن في تحديد ما هو الإرهاب؟ ومن هو الإرهابي؟
فقد اهتم كثير من الباحثين بتمييز حق الشعوب المغلوبة في النضال، عن الإرهاب إلا أن الواقع السياسي الدولي اليوم بدا وكأنه لا يرسم خطاً واضحاً بين العمليات الإرهابيّة، والكفاح المشروع للشعوب المضطهدة، والمحتلة، لاستعادة حقوقها السليبة خاصة إذا تقاطعت هذه العمليات المشروعة مع مصالح الدول الكبرى.
ومسألة المصالح هذه على سبيل المثال جعلت من عناصر الجيش الجمهوري الايرلندي ثائرين وطنيين من وجهة نظر روسيا الشيوعيّة (سابقا)، وإرهابيين مجرمين من وجهة النظر البريطانية، وتعد منظمة التحرير الفلسطينيّة حركة كفاح وطنية في نظر كثير من الدول، وهي أيضا في أعلى قائمة المنظمات الإرهابيّة عند كثير من دول الغرب الداعمة للكيان المحتل في فلسطين. وعندما كانت المجموعات الأفغانية (تقاوم المحتل) الروسي في الثمانينات كانت الإدارات الأمريكيّة تسندها بالمال، والسلاح، والمعلومات، واليوم بات مناضلو الأمس (إرهابيون) تتصيّدهم القوات الأمريكيّة تحت كل سماء، وفوق كل أرض.
ومن استقراء تاريخ الإرهاب القريب، وصوره الحديثة يمكن القول بأن الإرهاب (كمصطلح)، و(كفعل) ظاهرة غربية بدأت بوضوح في عهد جلاد فرنسا روبسبير - عندما قطع أعناق 40 ألفا من سكان فرنسا بالمقصلة - فيما عرف بعصر الرهبة (Region of Terror) سنة 1793 م ومنه اشتقت المصطلح الذي نتداوله اليوم في الإنجليزية (Terrorism) والفرنسية (Terrorisme)، رغم الجدل والخلاف العلمي والقانوني حول تعريف الإرهاب إلا أن لا خلاف كبيراً على أن الإرهاب ظاهرة إجرامية يستحق فاعلوها العقاب.
الإرهاب في عصر الإنترنت
تجاه الصور التقليدية للإرهاب - نقرأ أنه من المهم التذكير بأن ما يجمع الإرهاب في شكله القديم مع الإرهاب المعاصر هو أن كلا النمطين تحركهما نفس الدوافع تقريبا ويسعيان لتحقيق ذات الأهداف، والغايات، وان اختلفت، أو تطورت، الأساليب.
ومن جهة أخرى فإن الإرهاب في مظاهره الحديثة وأساليبه غير التقليدية سواء من حيث الأهداف أو الوسائل بات مصدر قلق كبير خاصة بعد حادثة نشر الغاز السام من قبل مجموعة عقائدية في أنفاق طوكيو (سنة 1995م) أو الهلع الذي أحدثه نشر مجموعات وأفراد أمريكيين وغيرهم للجمرة الخبيثة (الانثراكس) خلال الأشهر الأخيرة من عام 2001 م على خلفيّة تفجيرات نيويورك وواشنطن. كما أن الإرهاب النووي، ووقوع الأسلحة النووية، أو البيولوجية، أو الكيماوية، في يد مجموعات إرهابية أمر غير مستبعد.
الإرهاب التقني
الإرهاب التقني هو: «الاستخدام السلبي للتقنية الحديثة في جميع صورها وأشكالها من قبل إرهابيين لتنفيذ، أو تحقيق مكاسب ماديّة أو معنويّة»، وهكذا فلم تعد صورة الإرهابي هو ذلك الثوري التقليدي، الذي يدمر، ويغتال، ويخطف الطائرات، فقد أصبح اليوم أكثر ارتباطا بالتقدم العلمي يوصف بالذكاء ويرتدي البدلات الأنيقة، ويستخدم الهواتف النقالة متأبطا أجهزة الحاسب المحمولة، ويدير عملياته، ويجري اتصالاته بالأعوان، من أي مكان في العالم عبر هذه الوسائل الحديثة، وقد توقع منسق مكافحة الإرهاب في الخارجية الأمريكيّة في وقت مبكر أوائل التسعينيات (يناير 1991م) في خطاب أمام إحدى حلقات النقاش الأمنية أن يتعاظم استخدام التقنية الحديثة من قبل الإرهابيين، وقد حدث ما توقعه المسئول المذكور حيث تقول التقارير إن عدد الهجمات التي تمت على شبكة حواسب وزارة الدفاع الأمريكيّة خلال عام واحد فقط (2000)زادت على 24 ألف.
الإرهاب الإلكتروني
الإرهاب الإلكتروني: «استخدام وسائل إلكترونية لتدمير أهداف مختلفة، أو تعطيل، أو تدمير، أو تعديل محتوى قواعد البيانات، أو التأثير على شبكات الاتصالات، والمعلومات». ومصطلح الإرهاب الإلكتروني (E-terrorism) يتماشى مع الكثير من المصطلحات التي صاحبت ظاهرة الإنترنت، وتطبيقاتها المختلفة، بحيث أصبح حرف(E) باللغة الإنجليزية ملازما لكثير من النشاطات والخدمات المقدمة عبر شبكات الحاسب، والإنترنت.
والإرهاب الالكتروني هو في اغلبه حرب متبادلة في المعرفة بين الإرهابي والمقاوِم. ولا يحتاج الإرهابي في تنفيذه لعملياته الإرهابيّة إلى أموال طائلة أو التخفي وراء هويّات مزورة لعبور الحدود الجغرافية للدول فغاية ما يحتاج الإرهابي هو المعرفة الفنيّة بتقنيات الحاسبات وثغرات الأجهزة والبرامج والشبكات ومن خلال جهاز حاسب قد لا يتعدى ثمنه (1000) دولار يمكن بواسطته شن هجمات إرهابيّة تكلف الخصم ملايين الدولارات.
ومن المهم إدراك أن استخدام الإرهابيين للتقنية الحديثة لا يقتصر على عمليات الهجوم فقط بل لقد وفرت لهم التقنية الحديثة أيضا وسائل للاتصال والتدريب، والدفاع، والتخفّي.
فالإرهاب الإلكتروني في غالبه يشمل كل الأعمال التي ترتكب بواسطة/ أو ضد شبكات المعلومات، شاملا كل استخدام غير شرعي للأجهزة، أو دخول غير مرخص للشبكات، بقصد تعديل محتوياتها، أو تعطيلها، أو تدميرها. على أن في أدبيات الإنترنت ترد العديد من المصطلحات مما يمكن أن يشمله معنى الإرهاب الالكتروني أو ما يعرف بإرهاب الإنترنت جزئيا أو كليا.
والإرهاب الالكتروني في ثوبه الحديث يمكن أن يوظف بعض أشكال، وأساليب، الإرهاب التقليدي في حال القيام بأعمال التدمير المادي، باستخدام المتفجرات، أو إشعال الحرائق، في مباني شبكات المعلومات، أو شبكات الاتصالات، ومحطات الطاقة، فقد استخدمت أساليب تقليدية لتحقيق خسارة معلوماتية، ورعب الكتروني، ربما لم يتحقق بالوسائل الالكترونية التي هي السلاح الرئيس للإرهاب الالكتروني.
الإنترنت (الظاهرة الأمنية)
الإنترنت وسيط جديد انضم إلى وسائل الاتصال الجماهيري التقليدية كالتلفزيون والإذاعة والصحافة مضيفا سماته ومميزاته وتحدياته الخاصة، وفي نفس الوقت فقد بدت الإنترنت منذ سنواتها الأولى كظاهرة أمنية مقلقة لرجال الأمن، وعلماء النفس، والاجتماع.
وبالنظر إلى الإنترنت من زاوية أمنيّة جنائية يمكن على اقل تقدير تَوقُع أن تستفيد العصابات الإجراميّة، والمنظمات الإرهابيّة من طبيعتها الاتصالية في تبادل الاتصالات، والمعلومات، وإجراء المشاورات، ووضع الخطط في غفلة عن عيون الأمن، وعلى سبيل المثال فقد ظهرت تقارير إعلاميّة تؤكد استخدام الإنترنت، وإمكانياتها الاتصالية في التنسيق بين منفذي الهجوم الكبير على مباني منظمة التجارة العالمية في نيويورك، ومبنى البنتاغون في 11 سبتمبر من هذا عام 2001م.
والإرهاب الالكتروني - في صورته الأبرز عبر الإنترنت- لا يستهدف قتل شخص، أو التدمير المادي لمباني شبكات المعلومات، والبنية الأساسية، المادية للخصم فهو يتركز بشكل رئيس على استخدام شبكة الإنترنت، لتعديل، أو تدمير موقع، أو سرقة معلومات، بوسائل الإنترنت ذاتها. وسلاح الإرهابي الذي يوظّف الإنترنت هو (المعرفة) باستخدامات الإنترنت، وبرامج التخريب، والتدمير، ونقاط الضعف، في الشبكات، والمواقع المستهدفة.وطبقا لتعريف وكالة المباحث الفيدرالية الأمريكيّة يعد إرهاب الإنترنت أي: هجوم مخطط له بدافع سياسي ضد المعلومات، أنظمة الحاسب الآلي، برامج الحاسب، والبيانات مما يؤدي إلى العنف ضد أهداف غير حربية من قبل مجموعات وطنية فرعية أو عملاء متخفين.
وفي هذا التعريف يلاحظ أن ورود كلمة (الهجوم)، لم يقتصر على الهجوم المعلوماتي، فقد أطلق بشكل عام ليشمل حتى الإرهاب بشكله التقليدي، ضد بنية المعلومات، وأورد التعريف أيضا كلمة العنف ليؤكد على هذا المعنى، ويمكن أن نقول بان تعريف الإرهاب الانترنتي (الإلكتروني) ينبغي أن يشمل أشخاص (مرتكبي) الأعمال، (وأدوات) تنفيذ الأعمال الإرهابيّة، من برامج، أو أجهزة، أو مستوى المعرفة الفنية، والعلمية الموظفة كما يلزم عند محاولة توصيف هذه الظاهرة التأكد من تحديد، وضبط (طبيعة) الأفعال التي يمكن أن تدخل تحت هذا المصطلح.
التجسس والمعلومات
الإنترنت «كنز المعرفة الإنسانية» ولذا فان عملية اتصال الشبكات الحكومية والخاصة بها هو في الحقيقة بطاقة دعوة مجانية للإرهابيين، والمجرمين، للدخول خلسة، والاستفادة من المعلومات المتوفرة.
وقد كشفت تقارير بريطانية عن تطوير الجيش الجمهوري الايرلندي لنظام معلوماتي معقد تمكن من الوصول إلى ملفات عملاء شركة الهاتف البريطانية والسجلات الصحية لعملاء أحد اكبر المؤسسات الصحية الخاصة في بريطانيا إضافة إلى ملفات عملاء شركة توماس كوك.
كما عثرت الشرطة البريطانية في عملية أمنية في بلفاست على أقراص حاسب، تتضمن سجلات الناخبين، وعناوينهم، وقد شفرتها عناصر الجيش الايرلندي، واستغرقت عملية فك التشفير أشهرا من السلطات الأمنية البريطانية، وعند القبض على رمزي يوسف المتهم من قبل السلطات الأمريكيّة بأنه العقل المدبّر لتفجيرات مركز التجارة العالمية سنة، 1994م وتفجير طائرة فلبينية سنة، 1995م وجدت ملفات مشفرّة في جهاز حاسبه المحمول بما يشير إلى خطط تفجير 11 شركة أمريكية في الشرق الأقصى. وفي هذا الإطار، أوردت صحيفة البيان الإماراتية، في عددها ليوم السبت 11 شعبان 1422هـ أن الولايات المتحدة شكلت فريقاً أمنياً معلوماتياً يضم 100 عميل في إطار الحملة على الإرهاب لقطع الطريق على إمداد الإرهابيين عبر الإنترنت بالمعلومات، وبدأت إجراءات أمنية بمشاركة جميع الوكالات لمسح المعلومات، التي يعتقد أن الإرهابيين قد يستفيدون منها في عملياتهم المتوقعة، في خطوة غير مسبوقة تصادر حرية المعلومات كما علّقت الصحيفة.
وشبكة الإنترنت وسيلة مهمة تساعد المجموعات الإرهابيّة على شن الغارات الإرهابيّة الإلكترونية وتدمير قواعد البيانات أو سرقتها والتلصص عليها وهي أيضا ضحية يومية لمختلف العمليات الإرهابيّة. على أمواج الشبكة التي يتصفحها الملايين يوميا تجري عمليات التخريب، والاختراق، والتدمير، في كثير من بقلع العالم، على أن تهديد كيان الشبكة، ووجودها، بشكل عام قد لا يكون واردا، على الأقل في الوقت الراهن لأنها توفر للإرهابيين كغيرهم، وسيلة مثلى لتحقيق أهدافهم، وإيصال رسالتهم، والاتصال بالأعوان، والمتعاطفين، في مرونة، وسريّة.
عمليات الإرهاب عبر الإنترنت
أولا: اشهر عمليات الهجوم على الأجهزة
- تعطيل الخدمة الإغراق.
- القنابل البريدية* التفجير.
- إشعال النارثانيا: الهجوم على البرامج.
- الفيروسات والتي تنتشر عبر رسائل البريد الإلكتروني والبرامج الملوثة.
- أحصنة طروادة وهي برامج صغيرة تزرع في جهاز الضحية لفتح الباب أمام المخترقين.
- الديدان أيضا برامج صغيرة تصمم بقصد الإيذاء ومضايقة مستخدمي الشبكة.
- البرامج وهي برامج مصممة لاختراق الشبكات والحاسبات الشخصية.
- (اختراق) مشرفي الشبكات عن طريق البريد الإلكتروني والحصول على الأرقام السرية.ومن ملاحظة الحوادث التي حصلت في الماضي وتم رصدها يتبين أن الأعمال التخريبية ذات الطبيعة الإرهابيّة عادة ما تستهدف قطاعا ما أو شبكات جهة معينة دون أن تجعل الشبكة - كنظام- هدفها الرئيس. ويمكن تخيل سيناريو الأعمال الإرهابيّة الموجهة لشبكة الإنترنت بحسب العناصر الرئيسة المكونة لها .
أساليب مكافحة الإرهاب الإلكتروني
من الخطأ النظر إلى الإرهاب كظاهرة جامدة فهو نشاط إنساني لا يتوقف عن تطوير آلياته، وصوره، وأدواته، والإرهابيون اليوم باتوا أكثر تنظيما، وذكاء، من سابقيهم خاصة في ظل معطيات التقنية التي سهلت التعليم، والتدريب، والاتصال، ووسائل مكافحة الإرهاب الإلكتروني كثيرة، إذا أخذنا سيناريوهات احتمالات الهجوم، ووضعنا له الخطط المضادة. ولكن مادمنا اعترفنا بان الجريمة الإلكترونية، هي حرب معرفة بين المجرم (الإرهابي)، وسلطات الأمن، فمن المهم مجابهة المعرفة بمزيد من المعرفة، ويجب ألا يكون أسلوب المقاومة دفاعيا ينتظر حركة الإرهابي، ليرد عليه، لأن من يفوز في حرب العقول هذه هو من يبادر أولا؟ ولو تأملنا لوجدنا أن الإرهاب التقليدي يمكن متابعته والتخفيف منه بدرجة كبيرة خلاف الإرهاب الالكتروني.
كما إن أهمية تقسيم عناصر مكافحة الإرهاب الإنترنت، تبعا لمكونات الشبكات، وعناصرها المختلفة هي على النحو التالي: أمن المواقع، وأمن الأجهزة، وأمن البرامج، وأمن المستخدمين، وأمن التشريعات، وأمن العاملين.
وبشكل عام فان أهم وسائل المكافحة تبدأ بالاستعداد الجيد سواء من حيث إعداد الكفاءات البشريّة المؤهلة، وإنشاء الوحدات المتخصصة للتحقيق في جرائم الحاسب، والإنترنت، ويترافق مع هذا ضرورة توفير الموارد الماليّة اللازمة لهذه الوحدات التي ترصد، وتضبط ظواهر إجرامية تتسم بالتغيّر، والسرعة تحتاج معه إلى مرونة في القرار الأمني، والقرار المالي.
توصيات عامة
وبعد أن أنهى المحاضر شرح تلك المباحث ، أسدل مجموعة من التوصيات العامة القيمة في سبيل مكافحة الإرهاب الإلكتروني وهي على النحو التالي:
- الاستعداد لعمليات الإرهاب الإلكتروني ووضع سيناريوهات المخاطر المحتملة وأساليب المكافحة.
- تأمين شبكات المعلومات وأنظمة الاتصالات ومصادر الطاقة ماديا (متانة المباني، إجراءات الأمن، الحراسات) وفنيا (التدريب، برامج الحماية).
- استراتيجية أمن المعلومات يجب أن تتضمن أمن العاملين والآمن منهم.
- دعم بحوث أمن المعلومات ومكافحة الإرهاب الإلكتروني.
- تشجيع تصنيع برامج وطنية، للحماية، وجدران النار، ومحاولة الاستغناء، عن استيراد برامج الحماية، وبرامج التشفير، حيث إن من أهم شروط عصر المعلومات الإنفاق بسخاء على المعلومات صناعة، ونشرا، وحماية.
- تدريب رجال الأمن على تقنيات إرهاب الإلكتروني وطرق المراقبة والتحقيق.
- تشكيل وحدات مهمات Task Forces في الدول العربيّة للتصدي للأعمال الإرهابيّة الإلكترونية المحتملة.
- الاحتفاظ بنسخ احتياطية من قواعد البيانات الوطنية (الأمنية، المالية، العسكريّة..الخ).
- نشر التوعية الأمنية التقنية بين الجماهير المستخدمة للحاسبات.
- يجب أن تحدد من (العدو)، وكيف (يضرب)، ومتى (يهاجم)، وأين (الأهداف) ولماذا (يستهدفنا) وتكون ردات الفعل الأولى مصممة مدروسة.
- الإرهاب الإلكتروني ما هو إلا وسيلة من (وسائل) الإرهاب الذي لم يمت بعد ولم تنته أسبابه.
- من المهم توفير الاعتمادات المالية، وآليات صرف مرنة فيما يختص بشراء وتحديث برامج الحماية ومكافحة الفيروسات وتحديث برامج التشغيل بما يقلل من فرص الاختراق وما يليه من أعمال إرهابية.
- إنشاء مركز دراسات عربي تلتقي فيه الخبرات العربيّة من الفنيين والباحثين لتطوير استراتيجيات عربية لمكافحة الإرهاب الإلكتروني وتطوير وسائل مقاومته.
وعلى الرغم من كثرة التقارير التي تتحدث عن الظواهر الإجراميّة التي ترتكب بواسطة، أو على الإنترنت، إلا إن الإرهاب الإلكتروني لم يسجّل بعد نجاحات كبرى خاصة إذا عزلنا الأنشطة الإجراميّة الجنائية عن النشاط الإرهابي الذي تحركه دوافع الإرهاب المختلفة، وفي عالمنا العربي لازالت ظاهرة الإرهاب الإلكتروني غير محددة العالم، وما سجل من حوادث هي في الغالب من عمل هواة، يستخدمون برامج توزع على الشبكة لاختراق الأجهزة الشخصية، أو الشبكات، التي يوجد بها ثغرات أمنيّة. وفي ظل غياب عربي كامل عن صناعة الأجهزة، وأنظمة التشغيل، وتطوير حلول أمنية عربيّة فان الشبكات الإلكترونية الحكومية، والخاصة، في بلداننا ستظل تحت رحمة من خبر أسرارها وعرفوا نقاط الضعف فيها سواء على مستوى الإرهابيين العاديين أو الحكومات وأجهزة الاستخبارات.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved