** البعض منا يستهين باللغة وإعرابها!.
بل البعض يرى أن التمسك باللغة والتقيد بإعرابها ضرب من التنطع!
وما درى هؤلاء أن التمسك باللغة والنطق الصحيح لها ومراعاة حركاتها له دلالاته، وأهميته في وصول رسالة الكاتب أو المتحدث.
إن عدم التقيد باللغة وحركاتها يقلب المعاني أحياناً، ويوقع في أخطاء شنيعة تمس المعاني حيناً والعقيدة آونة أخرى.
وهناك نماذج كثيرة تشير إلى أخطاء فاحشة وخطرة عندما يتم التخلي عن اللغة وإعرابها.
لكنني فقط أتوقف عند خطأ فاحش وخطير لعلاقته بالعقيدة جاء من ارتكاب خطأ لغوي.
تلك هي كلمة «المتوفَّى» فقد شاع عن الكثير من الناس أن يسمى «الميت» باسم «المتوفِّي» بكسر الفاء!
وهذا خطأ خطير جداً.
«فالمفتوفِّي» بالكسر أي مالك وموقع الوفاة وهو الله، الصحيح «المتوفَّى» بفتح الفاء فهو الإنسان الذي تقع عليه الوفاة.
وقد سمعت «حكاية» لها دلالاتها من معالي د. عبدالعزيز الخويطر - وهو من الحفيين بلغة الضاد - يقول أبو محمد: إن رجلاً دخل مجلس عزاء، ولم يكن يعرف المتوفَّى فسأل الحضور من «المتوفِّي» بكسر الفاء فقال أحد الحضور «الله»..!
فاستغرب السائل وأنكر: كيف الله!! فقال المجيب: أنا أجبت على سؤالك فأنت سألت من «المتوفِّي» بالكسر فأجبناك، ولو قلت من «المتوفَّى» بفتح الفاء لقلنا لك المتوفَّى «فلان»..!.
وبعد!
أرأيتم أن التمسك بأصول اللغة وإعرابها ليس أمراً شكلياً أو «كمالياً»، أو تنطعا كما يرى بعض الناس وإن كانوا قلة!.
إن اللغة الصحيحة بقدر ما توصل رسالتنا وبشكل صحيح إلى الآخرين فإنها هي بقية كرامة هذه الأمة التي أنتقصت من أطرافها، وأنهكتها التحديات التي تواجه عقيدتها وحاضرها ومستقبلها.
***
هذا المقترح و
{رّبٌَ اجًعّلً هّذّا پًبّلّدّ آمٌنْا}
** هذه الآية العظيمة، وهذا الدعاء المؤثر الذي رأيت أن أجعله ختاماً لكل مقالة أكتبها في هذه الفترة - كما أشرت في مقال سابق.
أقترح عليَّ أحد الأحبة لو طرحتُ مقترح أن يكون هذا الدعاء «شعار وزارة الداخلية، وفروعها الأمنية»، ثم تبدأ خطوة نشره ليكون في لوحات الملاعب وفي ساحات المدارس وعلى شاشة التلفزيون.
إنه شعار معبر وحسبك أن كل من سيراه أو يقرؤه سوف يدعو به، ويؤمّن عليه.
و
{رّبٌَ اجًعّلً هّذّا البّلّدّ آمٌنْا}
آمين.
***
آخر الجداول
*«الإصلاح الحقيقي هو الإصلاح النابع من عقيدة الأمة وتراثها.. الإصلاح الذي تقبل عليه الأمة طائعة لا مسوقة.. الإصلاح الذي يتم بتدرج وسلاسة متجنباً السرعة المهلكة والبطء القاتل».
* من كلمة خادم الحرمين الشريفين في افتتاح السنة الثالثة من الدورة الثالثة لمجلس الشورى في 16/3/1424هـ.
ف 14766464 |