في مثل هذا اليوم من عام 1952 وفي خطاب له أمام الكونجرس حذر الرئيس الأمريكي هاري ترومان شعبه من أنهم «بصدد الدخول في مرحلة خطيرة» وأن عليهم التصدي بقوة للخطر الشيوعي، وعلى الرغم من أن أسهم ترومان كانت قد انخفضت على مدى الفترة الماضية إلا أن خطابه نال استحساناً كبيراً لدى أعضاء الكونجرس وضيفهم رئيس الوزراء البريطاني وينستون تشرشل الذي كان يزور أمريكا في ذلك الوقت.
هذا وقد أفرد ترومان جزءاً كبيراً من خطابه للسياسة الخارجية الأمريكية، وكانت ركيزه الأساسي على التحدي الشيوعي حيث أوضح ترومان أن بلاده تصدت للعدوان الشيوعي عندما نجحت القوات الأمريكية بمشاركة قوات الأمم المتحده في كوريا في التغلب على الغزو الصيني، كما أنها حالت دون امتداد القوى الصينية إلى باقي القارة الآسيوية، أما في أوروبا وبعض مناطق الشرق الأوسط فالمعركة لا تزال مستمرة مع النفوذ السوفيتي.
تحدث ترومان أيضاً بكل الفخر عن برنامج «النقاط الأربع» والذي بمقتضاه تقدم الولايات المتحدة المساعدة العلمية والتكنولوجية للدول النامية، وأضاف أنه إذا استمر الاتحاد السوفيتي في تدعيم قوته العسكرية فالعالم إذن على مشارف حرب عالمية ثالثة خاصة وأن الاتحاد السوفيتي يمتلك القنبلة النووية.
جاء خطاب ترومان بمثابة رد قوي على كل من انتقد سياسته أمثال السيناتور جوزيف ماكارثي الذي طالما هاجم ترومان بسبب تهاونه في مواجهة التيار الشيوعي. جدير بالذكر أن هذا النقد كان أحد الأسباب التي لم تشجع ترومان على ترشيح نفسه لفترة رئاسية جديدة كما رأى محللو السياسة الأمريكية آنذاك.
|