استحق الاتفاق الظفر بكأس الأمير فيصل للمرة الثانية على التوالي والمحافظة على اللقب.. فالفريق الاتفاقي استطاع تجاوز «صدمة» البداية في مشواره نحوالكأس عندما تعرض ل «هزة» نفسية أكثر منها معنوية بالخسارة على يد الخليج ليتغلب على ظروفه ويعود بطلاً بعد مواجهته لأصعب فرق البطولة.. بدءاً بالنصر مرتين ثم الشباب فالهلال القوي على أرضه وبين جماهيره.. الاتفاق كان الأجدر والأقدر على الحسم بفضل انضباطية لاعبيه وقدرات مدربه الهولندي الذي تفوق في قلب الطاولة على الحبشي في الشوط الثاني وقد خسر الهلال كثيراً بغياب الخراشي وغياب الكبار «اللي عليهم الكلام» وخروج العنبر واختفاء البرقان في الشوط الثاني تحديداً.. ولو كان بشير حاضراً كعادته التهديفية لحسم الاتفاق المباراة في الوقت الأصلي.. هذه البطولة تعد بمثابة (الإنجاز) لأنها جاءت في توقيت مناسب أعاد للاتفاقيين ثقتهم بفريقهم ومدربهم وأعادهم مجدداً للمشاركات الخارجية على الصعيد الخليجي..
رغم (الشح) أو الوضع المادي المتأزم الذي تعاني منه الإدارة الاتفاقية التي أبارك (رئيسها المحترم) الكأس وأدعوه للاستمرار والبقاء.. البطولة جاءت لتؤكد مجدداً وبشكل قاطع أن (الإتي) سفير الشرقية وعلمها البارز كروياً.. وتزامنت مع فرحتنا كسعوديين.. بمحافظة الأخضر على لقبه الخليجي في الكويت.. لتكون الفرحة الاتفاقية.. فرحتين..
دعم شرفي مقداره «صفر»
يزداد موقف الإدارة الاتفاقية صعوبة في ظل شح الموارد المالية والسلبية الطاغية على مواقف أعضاء الشرف الاتفاقييّن تجاه ألعاب وفرق ناديهم.. ومع ازدياد الحرج الذي يعاني منه رئيس النادي (الذهبي) على الصعيد المادي فإنه يزداد ثباتاً على مبادئه في عدم التنصل من مسؤولياته أوالهروب من خلال ورقة الاستقالة رغم أن من دفعه بالعودة للرئاسة مجدداً أوّل من تخلى عنه في أول الاختبارات وأحلك الظروف. ولأن نية الرئيس (صافية).. فقد وهبه الله مفاتيح البطولات الاتفاقية التي باتت لا تتحقق إلاّ في عهده.. وخلال موسمين فقط جاد ببطولتين عاد بهما لساحة المشاركات الخارجية.. الأولى عربياً في القاهرة والثانية في الانتظار بالاستحقاق الخليجي في عمان.. كل هذا والدعم الشرفي مقداره «صفر»...!
كلنا أمل أن تكون البطولة الجديدة والمحافظة على لقب كأس فيصل قد ألقت الحجر المطلوب في مياه أعضاء الشرف الراكدة كي تحركها لدعم الاتفاق قبيل خوض المنافسة الخليجية التي يمثل فيها الكرة السعودية (زعيمة) الخليج ولاسيما وأنها على الأبواب.. فهل يخيّب شرفيو الاتفاق ظن الكثيرون معي ويبادرون لدعم الذهبي والاتفاق؟!.
عودة للوراء (19) سنة..
شخصياً سعدت أيما سعادة بالإنجاز الاتفاقي الذي أبقى كرة الشرقية في الضوء أو في الصورة.. ولكني عدت بالذاكرة إلى الوراء قرابة ال (19) عاماً بالتمام.. عندما كنت مع أشقائي بصحبة الوالدين حفظهما الله نتمتع بإجازة (الربيع) في ربوع القصيم.. وتابعت مع أبناء العمومة والأقارب نهائي كأس الملك بين الهلال والاتفاق في استاد الملز (1405ه) عبر الشاشة الفضية الذي انتهى بسيناريو مشابه لمباراة الأمس بين الفريقين لكن بنتيجة (6/5) للاتفاق حيث سدد الركلة الترجيحية الحاسمة المدافع الاتفاقي حمد الدغيم بعد أن أضاع عبادي الهذلول.. وكانت الأشواط الأربعة قد انتهت بالتعادل الإيجابي (1/1).. وسجل الهلال أولاً بواسطة أحمد نيفاوي وعادله محمد أبوحيدر.. ودرّب الهلال كاندينو اوالاتفاق فورميقا.. وقد غاب عن تلك المباراة نجوم الهلال الشباب: حسين الحبشي ويوسف الثنيان وهذال الدوسري لارتباطهم مع منتخب الشباب آنذاك.. وكان أبرز نجوم الفريقين: صالح النعيمة، النقاوي، العبود، الهذلول، المصيبيح، منصور بشير، عادل عبدالرحيم، سلطان المهنا، عيسى خليفة، أبو حيدر، فيصل البدين، عبدالحليم عمر، سامي جاسم ومبارك الدوسري... اللافت أن أرضية استاد الملز حينها «ترتان» أي نجيلة صناعية.
المساعد كابلي نجم النهائي
لاشك أن الطاقم التحكيمي للمباراة النهائية حقق درجة النجاح المطلوبة.. فالدولي عبدالرحمن العمري بحكم خبرته وكفاءته لم يجد صعوبة في إدارة اللقاء باقتدار.. بفضل تعاون اللاعبين معه أولاً.. ثم لباقته العالية وتعاونه مع مساعديه وتحركاته الجيدة واتخاذه لمواقع مناسبة تتيح زاوية رؤيا واضحة وتقديره الجيد للأخطاء وسيطرته على المباراة.. وكذلك الحال بالنسبة للمساعد الدولي الأول حسين مغامسي فلقد كان حاضراً في الموعد بحكم خبرته ومشاركته في القرار التحكيمي والضبط الناجح للتسلل.. لكن برأيي أن النجم التحكيمي الأول الذي شاطر اللاعبين في النجومية هو المساعد الثاني والقادم للدولية بقوة الحكم فايز كابلي «أولى» الذي قدم نفسه كمساعد منضبط في أدائه من حيث متابعته الدقيقة للكرة واللاعبين وضبطه الممتاز لحالات التسلل ومشاركته في تنبيه الحكم عن الأخطاء القريبة منه وخاصة الصعبة منها فكان المساعد المثالي بحق للحكم واعتبره المكسب الحقيقي للجنة الحكام.. لكني أتمنى ألا ينام على وسادة بحاجة في النهائى ويسعى بجدية للمحافظة على تألقه بتطوير مستواه لأننا نتوقع منه المزيد كمساعد يمتلك مقومات النجاح التي تؤهله لبلوغ الدولية عن ثقة وجدارة. كابلي وساير ومدني والكثيري وصلاح عبدالواحد وعبد الرزاق المقهوي ومعتوق المالكي وسعد الكثيري هم نجوم التحكيم في كأس فيصل.
أين الزياني..؟!
لا أحد يشكك في اتفاقية عميد المدربين السعوديين خليل الزياني.. ولا يزايد على مقدرته الإدارية.. لكن مسؤوليات منصب نائب الرئيس تتطلب وتقتضي أموراً عدة أساسية في تسيير العمل الإداري وتحقيق أهدافه.. وفي بطولة كهذه جاءت في التوقيت المناسب للاتفاقييّن يجدر بنا أن نبحث عن الزياني.. ونتساءل عن دوره في وصول فريقه للصدارة في مجموعته ثم تجاوزه لعقبة الشباب في دور الأربعة وتحضيره النفسي والفني للمباراة النهائية وحضوره إياها ومساهمته عن قرب في الإنجاز والإعداد لبطولة أندية الخليج عطفاً على خبرته الإدارية والفنية ومسؤوليات منصبه الحساس والحيوي كنائب للرئيس يفترض فيه التواجد والعمل...!!!
ابحثوا معي جيداً عن نائب الرئيس الاتفاقي وعن ماذا قدم لناديه؟ وهل تفرغ للعمل فيه إلى جانب الرئيس والطويرقي والمعيبد؟.. ستجدونه غارقاً في مهامه كعضو في اتحاد الكرة وانتدابات تتعلق باجتماعات آسيوية وعربية وفي استديوهات التحليل بمعنى أدق هو بعيد تماماً عن صلب الموضوع أو المشهد الاتفاقي.. إذن طالما أنه غير قادر على التفرغ لأداء مهام منصبه المهم وطالما أنه يبحث عن تحقيق طموحات شخصية عربية وآسيوية -وهذا من حقه- فإني أنصحه بالاستقالة كي لا نسأله عن السر في غيابه المتكرر عندما يكون الاتفاق في أمس الحاجة إليه.. لأنه طالما أنه متمسك بمنصب النائب فالصحافي له الحق أن يسأل عن غيابه ودوره وعمله.. أما إذا تفرغ للبحث عن المناصب والمكتسبات الشخصية وترك العمل رسمياً في الاتفاق فله الوعد منّا بأن لا نسأله عن الوضع الاتفاقي برمته.. بل سندعو له بالتوفيق ونقول «الله يزيدك كمان وكمان»..
للتذكير فقط: رئيس نادي القادسية جاسم الياقوت يقوم بمهام منصبه في الإعلام الخارجي وأعباء عضويته في اتحاد الكرة وحضور الاجتماعات الآسيوية وغيرها.. ومع ذلك لم ينس واجبه كرئيس تجاه ناديه الذي قدمه..!
sam 2002ss@hotmail |