كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن (صفعتي) القادسية الموجهة للاتحاد بانتقال الثنائي المدهش (سعود كريري وسعيد الودعاني) بقيمة إجمالية تجاوزت العشرين مليون ريال سعودي، أقول (صفعة) قدساوية موجهة للاتحادية نظراً للمبالغة الكبيرة في قيمة اللاعبين، فتاريخهما لايشفع لهما ان يحصلا ولا على ربع هذا المبلغ ولم يحصل اللاعبان سوى على بطولة دوري الدرجة الأولى قبل موسمين، وهل تحقيق البطولات في دوري الدرجة الأولى يعتبر إنجازات؟؟!!! ربما تكون هذه بطولة كبيرة في وجهة نظر (البلوي) كالمقالب الأجنبية التي يأكلها يوما بعد يوم، ولا أعرف ما الهدف الذي يرمي إليه البلوي بتعاقده مع (الكريري والودعاني) بهذا المبلغ الضخم جدا، هل يريد لفت الأنظار إليه؟ أم ماذا؟
فعندما يتم التعاقد مع (الكريري والودعاني) بعشرة ملايين ريال لكل لاعب منهما فكم سيكون قيمة عقود كبار نجوم الكرة السعودية حالياً ك(نواف التمياط ومحمد نور وطلال المشعل وأحمد الدوخي وعبدالله الجمعان.. إلخ)، فالمنطق يقول إن هؤلاء اللاعبين إمكانياتهم وتاريخهم يشفع لهم بأن تكون قيمة عقودهم أضعاف قيمة عقود (ثنائي القادسية) وبدفع البلوي لثنائي القادسية بهذه المبالغ الضخمة سيحرج نفسه أولاً ويحرج إدارات الأندية السعودية الأخرى في تحديد قيمة مقدمات عقود لاعبيها، فمن غير المعقول أن تكون قيمة عقد الدوخي مثلا بعشرة ملايين ريال!! فالدوخي يستحق وحسب إمكاناته العالية وخبرته الكبيرة أضعاف هذا المبلغ -حسب تسعيرة البلوي- وبذلك أحرج البلوي إدارة الهلال في تحديد قيمة عقد الدوخي وكذلك يحرج نفسه في حال فكر في التعاقد مع الدوخي وكم ستكون قيمة عقد الدوخي لو فاوضه البلوي؟!
حتى محمد نور الذي قدم له البلوي خمسة ملايين ريال لتجديد عقده مع الاتحاد رفض هذه الملايين طمعاً في الحصول على ضعفها مساواة بثنائي القادسية وكذلك الاتحاديون يريدون شراء عقد رضا تكر بمليوني ريال!! فتكر صاحب الامكانات العالية واللاعب الأساسي سواء في المنتخب الوطني أو الاتحاد يحصل على أقل من ربع قيمة الودعاني أو الكريري!!
البلوي انسان كريم ولكن لماذا لا يعطي موظفي النادي رواتبهم أولاً بأول بدلا من تصفيتهم الواحد تلو الآخر ومماطلته في تسليمهم حقوقهم ورواتبهم المتأخرة وبدلا من أن يتعاقد البلوي مع اللاعبين الأجانب وكذلك مع المحليين بالمبالغ الطائلة والمبالغ فيها عليه أولا أن يسلِّم العاملين بالنادي رواتبهم، وليعلم جيدا بأنه لم ولن يحقق أي بطولة وهو يصرف الأموال الطائلة بحثاً عن الشهرة والفلاشات وهؤلاء العاملون المساكين الذين لا يتجاوز راتب الواحد منهم الألف والألفين لا يتسلمون رواتبهم. وحقوقهم وتجدهم يدعون الله ليل نهار بألا يحقق ناديهم بطولة وهم لم يتسلموا رواتبهم لأن النادي عندما يحقق البطولة سيوزع المكافآت والهبات للاعبين ولن يسدد لهم ولو راتب شهر واحد!!
وأعجبتني فكرة الكاتب الكبير الاستاذ صالح السليمان بأن يكون هناك تنظيم في مسألة التعاقد مع اللاعبين المحليين بتحديد سقف أعلى لعدد اللاعبين المسموح بانتقالهم لكل ناد في الموسم الواحد بدلاً من الانتقال العشوائي، وأضيف إلى اقتراح الاستاذ صالح بألا يزيد عدد اللاعبين المنتقلين لكل نادٍ عن ثلاثة لاعبين مثلا (لكل درجة) بحيث يحق للنادي التعاقد مع ثلاثة لاعبين في الفريق الأول ومثلها في درجة الشباب ومثلها في الناشئين، إضافة إلى ذلك يتم تحديد سقف أعلى كقيمة مقدمات عقود اللاعبين المحليين كما هو معمول به حاليا بالسقف الأعلى لرواتب اللاعبين المحليين حتى لا يظهر لنا من يحب الظهور الإعلامي على حساب تطور كرتنا السعودية ويدفع أضعاف القيمة الفعلية للاعبين حتى يلفت الأنظار إليه وتكون الأضواء مسلطة عليه شخصيا وليس على ناديه ويريد الكل يقول (بص شوف البلوي بيعمل إيه)؟؟؟! ولا تعلم هل (العشرون مليوناً) حقيقة أو أنها زوبعة إعلامية الهدف منها لفت الأنظار لهذه الصفعة!!
نقطة أخيرة ومهمة وهي أن الملاحظ في أسماء اللاعبين المنتقلين من الأندية السعودية إلى الاتحاد وخاصة في السنوات الأخيرة يجد ان معظم هؤلاء اللاعبين وخصوصاً المشهورين لم يعطوا الفرصة الكافية في الاتحاد وانتهت صلاحيتهم في الاتحاد بسبب وجود أكثر من لاعب جاهز في المركز الواحد وهذا تدمير وليس تطويراً للكرة السعودية، أضف إلى ذلك أن انتقال أي لاعب يبرز مع المنتخب السعودي للاتحاد سيربك استعدادات المنتخب السعودي ومعسكراته كما حصل في المعسكر الأخير في بداية شهر شوال الحالي عندما تزامن المعسكر مع مباراة الاتحاد ضد فريق الطلبة العراقي ولولا موافقة الطلبة على تأجيل المباراة لتأجل المعسكر من أجل عيون لاعبي الاتحاد، مع العلم بأن المعسكرات في الماضي وعندما كان الهلال يدعم المنتخب بثمانية وعشرة لاعبين لم يتم تأجيلها، بل انسحب الهلال من بطولات خارجية عدة وخسر لخدمة المنتخب السعودي وهذا هو الأهم والذي تسعى إليه جميع الأندية السعودية.
طلال بن محفوظ
|