الكثير والكثير من الانتقادات والمقترحات التي يطرحها النقاد والكتّاب في الوسط الرياضي للكثير من المواضيع في الشأن الرياضي ولكن التفاعل من المسؤول مع ما يطرح أقل بكثير من المرجو ومن ما يطرح وهنا لا أقصد ان كل مايطرح يجب ان يجد التفاعل فهذا المطلب غير منطقي البتة! فما كل ما يطرح حتى وان كانت فكرة جيدة يكون قابلاً للتنفيذ؟، هنا نتحدث فقط عن أمور مجمع الكثير على أنها خلل ويجب ان تتغير للأفضل فالكثير مثلا طالبوا بتحديد وتحجيم المسؤوليات وتفريغ بعض القيادات لبعض المناصب المهمة بدلا من هذا التشتت الحاصل بهدف تفريغ هذا المسؤول أو ذاك لمنصب واحد يستطيع من خلاله ان يبدع وينتج ويقدم المطلوب منه على أكمل وجه من جهة ومن جهة أخرى يجد الوقت الكافي ليطور ويحدث فيما هو مكلف به، لنأخذ مثالاً على ذلك اللجنة الفنية وهي بلا شك جهة حساسة ومهمة ومناط بها أمور ومسؤوليات كثيرة لو أتينا لرئيسها الاستاذ ماجد الحكير نجده رجل أعمال ويدير مجموعة من مدن الترفيه منتشرة على مساحة الوطن ويرأس لجنة معنية بتنظيم جداول جميع المسابقات المحلية ولجميع الدرجات والفئات السنية ويجب ان تكون هذه الجداول دقيقة في مواعيدها من حيث عدم التداخل والتعارض مع مشاركات المنتخبات وتراعي مشاركات الأندية في البطولات الخارجية وأيضاً متابعتها لكل تلك البرامج من حيث التطبيق الفعلي على أرض الواقع، وأضف إلى ذلك أنها أي اللجنة الفنية مسؤولة عن الإشكاليات والشكاوي التي تحدث في البعض من المباريات وعن الاحتجاجات التي تقدم من هذا النادي أو ذاك وتنظر بتلك الشكاوي وتصدر الأحكام حسب رؤيتها وما يقتضيه النظام وتقره القوانين الموضوعة منها هي فهي من تسن بعض القرارات والنظم في المسابقات المحلية، أضف إلى ما ذكر ان الاستاذ ماجد الحكير عضو في الاتحاد السعودي لكرة القدم وعضو لجنة المنتخبات ورجل مجتمع وعضو شرف لناد ورب أسرة، فأين الوقت الذي يستطيع من خلاله السيطرة على كل ذلك، ومن ثم أين الوقت المتاح الذي يتيح له الفرصة بأن يطور ويحدث ويبتكر فيما هو موكل إليه ناهيك عن مسؤولياته الخاصة والعامة والأسرية والاجتماعية!؟ وأرجو ان لا يفهم من كلامي انني أقصد الاستاذ الحكير بشخصه فيعلم الله أنني أكن لهذا الرجل كل تقدير واحترام فهو شخصية محبوبة وفرض احترامه على الجميع ولم يحدث ان دخل في مهاترات مع أحد وسيرته وأعماله تتحدث عنه، ولكن من باب التمثيل الواقعي والحي للكثير من النظم التي تنتقد باستمرار وتلقى رواجا وسيلا من المقترحات وأرضا خصبة للتندر والنقد اللاذع من نقاد وكتّاب وصحفيي الوسط الرياضي، وما يقال عن اللجنة الفنية يقال عن لجنة الاحتراف ورئيسها وتعدد المسؤوليات وأيضا نفس الكلام يقال عن الكثير من المسؤولين في المنظومة الرياضية متعددي المناصب والأدوار، فهناك على سبيل المثال الاستاذ الدكتور حافظ المدلج أيضاً كنموذج ثانٍ مع كامل احترامي وتقديري له ويقيني انه يدرك انني لا أقصده في شخصه! فهو إضافة على أنه استاذ محاضر في جامعة الملك سعود فهو كاتب لعمود رياضي في الشقيقة جريدة الرياض ومعد ومقدم لبرنامج اسبوعي في القناة الرياضية السعودية، بخلاف أنه عضو في الاتحاد السعودي لكرة القدم وعضو في لجنة الاحتراف وعضو في لجنة شؤون المنتخبات وعلى ما أعتقد انه عضو في لجنة دراسة خصخصة الأندية والاستثمار وتنمية الموارد المادية في الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وأيضا لا أعلم ان كان هناك عضوية أخرى له في لجان أخرى، إضافة إلى انه رب أسرة ورجل مجتمع ومحاضر جامعي فمن أين له مع كل هذه المسؤوليات والمهام الوقت الذي يستطيع من خلاله الإلمام بكل ما أوكل إليه من مسؤوليات وكيف يستطيع على الأقل السيطرة وعمل كنترول لكل واجباته ومسؤولياته أليس هو رجل واحد!؟ وبالتالي الوقت الذي يعيشه هو لشخص واحد مثل باقي البشر!؟ مع كامل احترامي للدكتور حافظ ولغيره من الرجال الذين يخدمون الوطن بكل اخلاص وأمانة الا ان مثل ذلك التعدد من المسؤوليات والمهام والالتزامات العملية والأسرية والاجتماعية والأعمال الخاصة تحتاج لرجل خارق وخارج عن المألوف البشري بمثل مواصفات (سوبرمان..!؟) ان جاز لنا التعبير حتى يستطيع ان يسيطر على كل تلك المهام فضلا عن التطوير والتحديث والإبداع فيما أوكل إليه من مهام.
المطلوب حتى لا نطيل بعد ان أوردنا تلك الأمثلة الحية والواقعية استثمار الرجال بطرق صحيحة بأن نفرغهم لمسؤولية محددة كي يركزوا ويبدعوا ويطوروا وعدم حرقهم وتشتيت طاقاتهم وتفكيرهم في أكثر من منصب، فالوطن فيه من الرجال الأكفاء والمستعدين لخدمة الوطن بما يكفي للعمل في بعض اللجان وسد الثغرات التي يمكن ان يحدثه تفريغ بعض الأعضاء لمهام محددة!؟ إلا إذا كان لا يوجد في هالبلد إلا هالولد فذاك كلام آخر وينطوي تحت مقولة كثيرا من النقد قليلاً من التفاعل وإننا للأسف أصبحنا ظاهرة صوتية أو بمعنى أوضح (أذن من طين وأذن من عجين).
إعادة تجربة ناجحة
هناك تجربة سبق وان عاشتها الكرة السعودية وكانت ناجحة بكل المقاييس وأثمر عنها أكبر وأروع إنجازات الكرة السعودية على الإطلاق متمثلة بتدرج بعض لاعبي منتخب الناشئين الذي حقق كأس العالم مع بعض الى أن وصلوا سوياً لتمثيل المنتخب الأول الذي تأهل لكأس العالم 94 وصعدوا بالمنتخب للدور الثاني في النهائيات كأكبر وأعظم وأروع إنجازات الكرة السعودية دون جدال، فماذا لو نكرر مثل ذلك الإنجاز بأن يتم تصعيد من خمسة إلى ستة من لاعبي منتخب الشباب الذي شارك بكأس العالم الأخيرة وقدم مستويات لافتة نالت استحسان الجميع تقريباً للمنتخب الأولمبي ومن ثم بعد ذلك للمنتخب الأول بتدرج وهدوء دون استعجال (وعلى نار هادئة) كما يقال، وبذلك نعيد تجربة منتخبنا للناشئين الذي حقق كأس العالم والذين كانوا نواة لذلك المنتخب الرهيب الذي قدم أروع المستويات والنتائج في نهائيات كأس العالم 94.
على الطاير
إن ما يعيشه النصر من تدهور في المستوى والنتائج وانهيار بتركيبته وانفراط للعقد وتطاير خرزاته الواحدة تلو الأخرى هو ناتج العناد وتحكيم الرأي الواحد وتجهيل وتسفيه لكل من يناقش أو ينتقد أو يقترح أي وضع مائل في البيت النصراوي وعيني ان النصر مقبل على كوارث وزلزال وماحدث ويحدث هو مقدمات لزلزال سيدمر النصر وسيهدمه من عالي مبانيه للساس إذا لم يحكم العقل وتقدم مصلحة النصر على ماسواه واللبيب بالإشارة يفهم!!؟
الخاتمة
من القصور والسطوة والجاه والعجرفة لجحر تحت الأرض بالكاد يناسب العيش للأموات.. إنها نهاية كل الطغاة والظلمة والدكتاتوريات.
|