ما زلت أكرر أنه ليس عيباً أن نتعلم من الآخرين فالآخرون حين يمتلكون المعرفة والخبرة والرؤية الثاقبة فلماذا لا نستفيد منهم خصوصاً وأنهم لم يبخلوا علينا بما يمتلكونه من مميزات؟
تعالوا نستمع إلى عضو اللجنة المنظمة لكأس دبي العالمي «كيفن جيريلي» الذي سئل عن السر في تطور كأس دبي العالمية عاماً بعد آخر فقال: في تقديري ان كأس دبي بدأ من حيث انتهى الآخرون، فالسباقات الأخرى في الدول المجاورة «!!» والبعيدة قد اتخذت أشكالها النهائية منذ مدة طويلة حتى أصبح الأمر تقليداً يصعب تغييره!! لذلك فإن آفاق التطوير لديها تقتصر على زيادة الجوائز «وحطوا خطين عريضين على العبارة الأخيرة» فهي العصب لهذه الرياضة التي أصبحت تشكل في دبي وهونغ كونغ وأوروبا وأمريكا استثماراً وصناعة مربحة.
وتعالوا ايضاً لنستمع إلى الخبير كيفن وهو يجيب عن سؤال حول كيفية المحافظة على المستوى الرفيع الذي بلغه «مونديال الخيل العالمي بدبي» والذي قفزت سباقاته بسرعة الصاروخ من 6 ملايين دولار سنوياً لتصبح 15 مليون دولار في كل عام مع تفادي أي منزلقات أو انتكاسات أو تراجع او اعتماد على الشركة الفلانية أو المساهمة العلانية لقد أجاب الخبير دون عقد أو روتين أو مركزية بالسهل الممتنع من العبارات حين قال بكل ثقة : نحن كلجنة منظمة لا نخشى شيئاً فيما يتعلق بمستقبل هذا السباق والسبب بسيط هو أن السباق يقوم على ركائز وثوابت هي التي جعلت منه حدثاً عالمياً وما دامت تلك المقومات قائمة فإن النجاح والتطور سيكونان حليفين للسباق مهما طالت السنوات فالتخطيط تم على أساس استثمار المزايا المفقودة في السباقات الاخرى والعمل على تلافي سلبياتها في كأس دبي.
ان ملاك الخيل والحديث للخبير يبحثون عن الجوائز المالية وسباقنا هو الأغنى عالمياً وإذا كانوا ينشدون الاهتمام الاعلامي فالحدث ينقل إلى مليار مشاهد في مائتي دولة وإذا كان هدفهم المنافسة ضد أقوى الخيول في العالم فأمامهم نجوم الكلاسيكية وأبطالها و«قروب 1» من جميع قارات العالم. انتهى حديث الخبير الذي قال كلمته ببساطة وهو صاحب الباع الطويل والتخصص العميق في مجاله وأثق ثقة مطلقة ان الكثيرين ممن يحضرون هذا السباق السنوي لا يعرفون اسمه بل يعرفون اسم الامارات ومضاميرها ويعودون في نهاية كل بطولة ليقولوا - وانا منهم - لقد نجح الاماراتيون وأبهرونا بتنظيم ناجح لمونديال الخيل العالمي.
نعم هذه حصيلة ما نقول.. أرددها بأسف وسؤال حائر يقفز أمامي يقول : نحن الليلة في ثاني كبرى بطولات الموسم «كأس الملكG1 » وتبلغ جائزتها مائتي الف ريال للشوطين الكبيرين كل على حدة.. ويحتضنها مفخرة ميادين الفروسية في العالم وتاجها المتألق بشهادة من شاهدوه وشاهدوا ميدان «ندالشبا بدبي».. السؤال هو: هل تقف طموحاتنا عند اقامة المنشآت العملاقة فقط؟! انه سؤال مرير كالعلقم لكن ما احوجنا لبعض المرارات فيما نلوكه من كلام عسى أن نجني مذاقاً حلواً قد يأتي بعد ذوبان العلقم!!
المسار الأخير:
الثقة بالنفس حصن الرجال وسورها.
|