لقد قرأت مقال الدكتور عبدالله بن ناصر الحمود في صفحة محليات العدد 11384 بتاريخ 5/10/1424هـ عن تخمة سد الذرائع وفي الحقيقة أنه وضع اليد على الجرح..
وقد أعز الله المرأة بالإسلام واحترم عقلها وفكرها وكذلك احترمها سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم ويتجلى ذلك في احترامه لأمهات المؤمنين.
وقد صدق الدكتور عبدالله فيما قاله إن قضية سد الذرائع أخذت تتفرع وتتفاقم في مختلف القضايا التي تتعلق بالمرأة فأي مشاركة فاعلة للمرأة سوف تواجه بهذه الذريعة.
فالدين الإسلامي دين مرن قابل للتطبيق في جميع العصور ومن الممكن أن يستغله بعض فئات المجتمع للوصول إلى أهدافها حتى ولو لم تكن أهدافاً نبيلة.
ومن أكثر المواضيع إثارة هو موضوع المرأة فلو للمرأة صوت يسمع لكان من الممكن أن تستغل سد الذرائع وتمارسه في حق الرجل في كثير من الأمور.
حيث إن الوازع الديني والأخلاقي يجب أن ينبع من داخل ضمير الرجل والمرأة. فلا أعتقد أن أي تسلط أو حجب للمرأة سوف يمنعها من الانحراف إذا لم يكن هناك وازع داخلي وعقيدة متمكنة وتربية صالحة فلن يمنعها بقاؤها في البيت من الانحراف.
فدور المرأة يجب أن يكون أكبر وأن يسمع صوتها بشكل أفضل وأن تعطى الفرصة لتعبر عن رأيها «فنحن في مجتمع يعلو فيه صوت الرجل ويكاد لا يسمع صوت المرأة ونلتمس العذر للمرأة حيث إنها عاشت القمع في مختلف صوره من البيت إلى الشارع إلى المدرسة منذ نعومة أظفارها نحن لا نريد للمرأة أن تخرج بشكل سافر ولكن يجب أن تشعر بكيانها وباحترامها وبتقدير الرجل لها كمرأة ذات فكر ودين وخلق وليست معدة فقط للزواج والإنجاب، فتسلط الرجل على المرأة ليس سوى إرضاء لفحولته وليست لرجولته.
أحب أن ألفت نظر البعض أن تشددهم على المرأة وقمعها وعدم رغبتهم في مشاركتها الفعالة في بناء المجتمع قد يكون فيه إساءة من حيث لا يعلمون. نحن في عصر وفي وضع بحاجة إلى الاستفادة من عقل وفكر المرأة وإضافته إلى فكر الرجل وليس قمع هذا الفكر وإضاعة الفرصة من الاستفادة منه والتسلط عليه.
فمع الأسف أصبحت العادات والتقاليد أكثر تأثيراً على المجتمع ونحن نعرف جميعا إننا في مجتمع لا يزال في طور النمو المبكر من ناحية التعليم، نحتاج إلى دور المتعلمين أن يأخذوا بيده تدريجياً إلى الوصول إلى النمو والتطور نحتاج إلى «توعية المرأة قبل الرجل» لمعرفة ما لها وما عليها وتوعية الرجل بأن المرأة ليست أداة لإرضاء غروره وسيطرته وأن يعاملها معاملة الند للند وليست معاملة دونية ونظرة لا تزال قاصرة توارثها مجتمع الرجل أبا عن جد.
ويجب أن يعرف المتشددون من الرجال والنساء أن سد الذرائع لا يطبق حسب الأهواء والأمزجة ويقتصر على المرأة فقط لأن المجتمع يريد ذلك ولأن بعض الرجال يريدون ذلك.
مشاعل العبدالعزيز
yafab@sps,net.sa
|