تفاعلاً مع ما كتبه الأخ أحمد عبد الله العجمي لعزيزتي الجزيرة بتاريخ 21 شوال حول الآبار الزراعية التي أشير في استطلاع البدائع إلى أنها تبلغ 32000
بئر في ألفي مزرعة مما أثار دهشة الأخ الكاتب وتساؤله كيف يمكن المقارنة بين الحملة لترشيد استخدامات المياه وبين هذا الكم الهائل من الآبار في محافظة صغيرة لا يزيد عدد سكانها على ستة آلاف نسمة.. الخ. ولاشك ان هذا إن صح يكون مما يثير الدهشة بالفعل من حيث علاقته السلبية بالحملة على ترشيد استخدامات المياه الجوفية المعرضة للنضوب ليس لأن البدائع محافظة صغيرة أو أن عدد سكانها قليل وفقاً لنظرة الأخ الكاتب ولكن لأن مايوجد في البدائع من الآبار الزراعية لابد أن يكون موجوداً مثله في أي محافظة زراعية في المنطقة يكون فيها نفس العدد من المزارع لأن نظام الحفر شامل للجميع وليس للبدائع أو مزارعيها نظام حفر خاص بهم. ثم انني أود أن أشير إلى بعض الملاحظات المتعلقة بهذا الموضوع وهي:
1- البدائع حتى وان كانت حسب تصنيف المحافظات تأتي في المرتبة الخامسة فانها من الناحية الزراعية قد تأتي في المرتبة الثانية أو الثالثة وانتاجها الزراعي والحيواني يثري أسواق المنطقة.
2- الآبار الزراعية لا توزع على عدد السكان ولكنها توزع على عدد المزارع واحتياج كل مزرعة حسب اتساعها.
3- نهضم البدائع حقها إذا قلنا ان سكانها في حدود ستة آلاف نسمة فمثل هذا العدد يتوفر الآن حتى في أصغر المراكز الادارية التابعة لها ويتوفر في حي واحد من أحيائها المتعددة.
4- أشك كثيراً في صحة القول بوجود 32000 بئر زراعي في البدائع وأقول بوجود مبالغة اعتمادا على ما ورد في الاستطلاع من مبالغات أخرى ومنها قيام المسؤول باستطلاع مساحة واسعة من منطقة القصيم بما فيها من أودية وشعاب وجبال وكثبان رميلة ومواقع وموارد مائية تاريخية على أنها واقعة في نطاق البدائع.
ومن المبالغات إصرار المسؤول عن الاستطلاع على أن البدائع بلدة تاريخية قديمة يعود تاريخها إلى ما قبل أربعة قرون مع أن اسمها يدل على أنها آبار ابتدعت ابتداعاً وليست آباراً قديمة أو في بلاد عمرها الأقدمون حسبما ذكر الشيخ محمد الناصر العبودي صاحب كتاب المعجم الجغرافي لبلاد القصيم وحسبما أكده له أحد كبار السن من اهالي الخبراء ممن عاصروا نشوء هذه الآبار وكون البدائع حديثة التكوين لا ينقص من قدرها شيء فهي الآن مدينة كبيرة ومتطورة وتنمو بسرعة وأهلها بحيويتهم وحماسهم لها يدعمون هذا النمو ويساعدون عليه ولولا أنها محصورة بين مدن أكبر منها لكان لها شأن آخر. وأخيراً ربما كان هناك خطأ في تحديد عدد الآبار صحته 3200 بئر موزعة على 2000 مزرعة بمعدل بئر إلى بئرين لكل مزرعة وهذا هو الأقرب إلى الصواب من وجود 32000 بئر موزعة بمعدل 15 بئراً لكل مزرعة والله اعلم.
محمد حزاب الغفيلي
محافظة الرس |