يقف السودان على أعتاب السلام الكامل مع إصرار الفرقاء فيه على تجاوز المعضلات المتبقية لإكمال ملف السلام، حيث يتبقى موضوعا تقاسم السلطة والنظر في وضع المناطق الثلاث بعد التوقيع أول أمس على اتفاق تقاسم الثروات.
والآمال عريضة لتجاوز هذين الملفين، حيث يعتقد طرفا التفاوض ذلك، وحتى أكثر المتشائمين من بين الساسة السودانيين يرى أن الطريق أصبح ممهداً لإنجاز هذا العمل الضروري ووضع نهاية لأطول حرب أهلية في القارة الإفريقية.
ويعتبر ما حدث يوم الأربعاء الماضي نقلة حقيقية في المفاوضات السودانية، حيث إن اتفاق تقاسم الثروة يعتبر من أهم الإنجازات التي ستقود تلقائياً إلى تجاوز المعضلات المتبقية، الأمر الذي أشاع قدراً كبيراً من التفاؤل في أوساط السودانيين الذين اكتووا جميعهم بنيران هذه الحرب التي تعود بذورها إلى سنوات الاستقلال الأولى قبل خمسة عقود من الزمان مع فترة توقف تجاوزت بقليل عشر السنوات.
ويبقى أن ذلك الجهد الذي بُذِل في التفاوض وتلك الدماء التي أهدرت طوال كل تلك السنوات تستلزم العضَّ بالنواجز على ما تم التوصل إليه.
ويبدو أن السودانيين في الجنوب والشمال عازمون هذه المرة على توفير كل أسباب النجاح للاتفاق الشامل المرتقب، حيث جرت المفاوضات وفقاً لأسلوب دقيق تمت فيه الاستعانة بأهل الخبرة في الشمال والجنوب إلى جانب الاستئناس بآراء وخبرات البنك الدولي ليأتي الاتفاق على تقاسم الثروة ملبياً للآمال والتطلعات وللاعتبارات الموضوعية والواقعية.
وبذلك فإن الاتفاق يزيل الغبن والشكوك متى وجدت لدى أي طرف، وهذا أمر ضروري لمباشرة الموضوعات المتبقية، بكل ثقة وبنفوس مبرَّأة من الشكوك ومن الأحقاد ولعل ذلك يجعلنا نأمل مع أهل السودان في الوصول إلى بر الأمان.
|