«رأس الجهل الاغترار»
قال ذلك أحدهم، وربَّما قاله معه آخرون...
فلماذا يكون الاغترار سلوكاً لكثيرين ممَّن تُتاح لهم فرص الظهور؟!
أيُّ بريق يُقصيهم عن ذواتهم؟ فيما يحسبون أنَّهم قريبون منها؟!
«لماذا يسدلون أسترة حاجبة بينهم وبين الحقائق، وأشعة الوضوح؟!»، ذلك لم يكن شلالاً مفتوحاً من الحيرة والاستفهام عندي، بل فتح فوَّهته جمعٌ غير قليل من فتيات طامحات كنَّ قبل، وبعد، مواقف يلجأن إليَّ حاسرات عن صدورهن بألم الألم ممِّن يواجهن في حياتهن من: معلمات، صديقات، قريبات، وإخوة، وأقارب، ومعارف، بل مسؤولين ومسؤولات في مرافق المجتمع، المدارس، الجامعات، المحلات، المستشفيات، البنوك، ال.. ال.. «عندما نخطو إليهم تحجبنا عنهم هالة الغرور التي يسدلونها عليهم فتحجب بيننا وبينهم، وتعطِّل ما بيننا وبينهم»...
«رأس الجهل الاغترار»
تبسَّمت بعضهن: من يفهم أن الغرور جهل كيف يرضى باحساسه نحو الأنا أن يكون جاهلاً؟!
كانت آخر عباراتهن: «فيما يسدلون أسترة الغرور بينهم وبين أنفسهم يحسرون عن حقيقة جهلهم فيما بينهم وبين الآخرين...!!»
* * *
متى يدرك المعلمون، والمربُّون، والأطباء، والمسؤولون، والآباء، والأقارب وكلُّ ذي علاقة بآخر أنّ ما يكوِّن المجتمع الناجح هو ما بين أفراده من نماذج القدوة، وأنَّ ما يحرم هذا المجتمع وجود القدوة هو أن ينتشر بين أفراده المغترُّون الذين لا ينفعون بغرورهم أنفسهم، كما لا يؤثِّرون فيمن يتعامل معهم...
وأنَّ مرحلة التَّشتت التي يعيشها هذا الجيل تتطَّلب الاقتراب من الكبار نحو الصغار، والعلماء نحو المبتدئين، والأطباء من المرضى، والقريب من ذوي الرَّحم، والكبير من الصغير، كي يكون هناك عزمٌ على مواجهة الضَّعف في نسيج العلائق ليقوي نسيج التَّطور...
* * *
متى يُدرك المغتَّرون...
أنَّ الجهل أوْل معول للهدم...
فكيف يهدمون أنفسهم، فيما هم يبنون لها دعامات ضوءٍ هشَّة وهم لا يعلمون؟!.
|