من المعلوم عند دخول أي بلد في العالم التزام جميع من يدخل إليه بأنظمته وقوانينه، ونحن في هذه البلاد لنا خصوصية لذا فالداخل إلى بلادنا يجب عليه أن يلتزم بكل دقة في احترام كل نظام وعرف وقانون يعمل به فيها، وعند الحديث عن الالتزام بتلك النظم والقوانين نجد أن منا نحن السعوديين من هم أول من يخرق تلك النظم وتلك القوانين ويرمي بها عرض الحائط وذلك له صورة عدة كأن يأتي على أحدنا رغم أنه ابن الوطن وقت أداء الصلاة وهو يعمل في دكانه أو ورشته بل ربما لقن عماله وعلمهم أن لا ضير في ذلك ودلهم على طرق التخفي حتى يتجاوزوا النظام وهم آمنون، وثم من يعلّم عماله كيف لهم أن يغشوا الناس في إعداد الطعام حتى يزيد هامش ربحه، وكذلك هناك من ربات البيوت من تشجع خادمة المنزل على إهدار المياه هدراً مخيفاً.
ومن حث هذه الصور أيضاً أن من المواطنين من يأتيه سائق جديد يتوخى النظام بحذافيره فيفسده ذلكم الكفيل فما يلبث غير بعيد إلا وتراه قد فقد أبجديات النظام المروري، حقيقة إنها صور من تفريطنا نحن في التزام هذه العمالة الوافدة بالنظام العام يقابله التزام كثير منا بأنظمة وأعراف أي بلد يفدون إليه وهذه مفارقة عجيبة جداً ولست أعلم هل منشأ أن ذلك البعض قد عق وطنه وضعفت وطنيته؟!
إن كان كذلك فتلك مصيبة ولكن لعلها أن ذلكم البعض لم يلتزم بذلك لأن فاقد الشيء لا يعطيه، وهذه مشكلة كبيرة ومفارقات من الواجب تقليصها لا أقول إلى حد اختفائها فزوالها قد يكون صعب المنال، ولكن على الأقل أن نطالب جميعاً على أن تكون شاذة لا ظاهرة كما هي مع الأسف الآن.
|