* طريف - محمد راكد العنزي:
تزخر المناطق الشمالية من المملكة على وجه الخصوص بالكثير من الثروة الحيوانية التي منها الإبل التي اعتمد عليها أهل البادية كثيراً في الترحال والتنقل من مكان لآخر فهي سفينة البر التي تتحمل ظروف البيئة الصحراوية وتصبر على ندرة المياه، كما أنهم يستفيدون من لحومها بالأكل ولبنها للشرب ووبرها لنسج الفراش وبيوت الشعر، وفي ذلك الوقت الذي لم تظهر فيه السيارات ووسائل النقل الأخرى كانت الإبل هي الوسيلة الوحيدة لقطع القفار والأودية، وعلى الرغم من قلة الذين يربونها هذه الأيام إلا أنه لا يزال هناك العديد من الناس بقي محافظاً على ما توارثه من الأجداد، وقد ازداد شغفاً وحباً بهذه الحيوانات الأليفة التي يستفاد من تربيتها الكثير من الفوائد.
أنواع الإبل
وللإبل أنواع كثيرة منها ما ينتفع من حليبه ومنها ما هو خاص بالركوب كالبعير.. ومنها ما ينتفع بحليبه كالخور التي تحلب ويشرب لبنها وأنواعها الشقحاء والوضحاء والصفراء والملحاء، وهناك أيضاً بنات وضيحان وسميت بذلك لأن لون أرجلها الأربع وأسفل بطنها أبيض وضاح، كما أن هناك «البجانيات»، أما التي تستخدم للركوب فتسمى «الذلول» ومن أنواعها «التيهية» وهي صغيرة العمر وتتميز بسرعتها في قطع المسافات حيث يقال إن أضلاعها في كل جانب سبعة ولها رأس نحيف ووبر دقاق وقد قيل: إن مصدرها من السودان الشقيق، وهناك أيضاً «الحرة والعمانية» وهي قليلة ومواطنها على ساحل الخليج العربي وتعرف ببروز قصبة أنفها وتتحمل أخفافها وعورة الأرض، كما تسمى الناقة الحبلى «باللقحاء» التي يسير خلفها ولدها فتدعى «الخلفة».
أسماؤها
ولصغار الإبل أسماء حسب عمرها:
فالتي أقل من عام تسمى «الحوار» وبعد الفطام يقال لها «المفرود والمخلول» وفي السنة الثانية تسمى «لبنى» وفي السنة الثالثة «مربوط» والرابعة «حقة» والخامسة «جذع» والسادسة «رباع» وإن كبرت فهي ناقة إذا كانت أنثى، وجمل إذا كان ذكراً.
وقد كانت كل عشيرة تضع عليها علامة تميزها عن غيرها من القبائل العربية الأخرى ويسمى ذلك «الوسم» ولا تجد أي تشابه في الوسم إلا القليل جداً.
ويسمى الجمل الذي تتبعه الإبل في المسير إلى المراعي بالقورة أو الرحول وهي التي يضع عليها الراعي متاعه وزاده من الطعام والشراب ويربيها حتى تعتاد بقية الإبل عليها كقائد لها تتبعه إلى المكان الذي يريده الراعي.
فوائد حليبها
يفضل الكثير من الناس شرب الحليب الطازج مباشرة بعد خروج من ثدي الناقة معللين ذلك بأن له فوائد عديدة يشهد بها الطب كمادة غذائية تحتوي على العديد من العناصر المهمة للجسم، ويختلف طعم الحليب بحسب طعم العشب الذي تتناوله ومن هذه الأعشاب البرية التي تظهر بشكل كبير في فصل الربيع العرفج والرغل والرمث والروثة والشعران والبختري، وللحليب فوائد جمة فهو منشط للذهن والجسد ومضاد طبيعي له من الأمراض كما أنه يعتبر لدى كبار السن بمثابة «الفياغرا» الطبيعية.
تحذير طبي
يحذر الكثير من الأطباء في عياداتهم أصحاب الإبل ومربوها من تناول حليبها بدون بسترة أو غلي، وذلك للقضاء على بعض الميكروبات الموجودة فيه وخاصة الحمى المالطية التي من أعراضها ارتفاع في درجة الحرارة وآلام في الظهر والمفاصل مع صداع وتعرق غزير، وكذلك مرض الجرب الذي يصيب بعض الإبل، وقد ينتقل منها للإنسان فيصاب بالحكمة الشديدة والمستمرة، فيما قد يصاب الذي يشرب الحليب لأول مرة بالإسهال والمغص.
|