* تحقيق وتصوير: حماد الرويان - رفحاء:
رحلات البر من التقاليد الرائعة والجميلة التي تكثر خلال هذه الأيام بعد هطول الأمطار الغزيزة على محافظة رفحاء وقراها، وتعتبر البراري في رفحاء من أشهر أماكن اجتذاب المتنزهين من داخل المملكة أو من دول الخليج العربي القريبة منها كالكويت وقطر ومن الأسماء التي اشتهرت بها محافظة رفحاء اسم (مدينة الربيع) ويقصدها الآلاف من المتنزهين الذين اعتادوا على المجىء إلى المحافظة كل عام حاملين معهم أمتعتهم ولوازم الرحلات من الخيام وغيرها وقد شهد (البر في رفحاء وقراها) المئات من المتنزهين، حيث شوهدت العشرات من المخيمات الشبابية والعائلية وهي تنتشر في الأماكن البرية القريبة من المحافظة.
(الجزيرة) كانت في موقع الحدث وقريبة من هؤلاء المتنزهين وقامت بزيارة العديد من المخيمات وكانت لنا هذه اللقاءات مع عدد من المتنزهين.
ففي البداية ذكر نايف صلفيق الشمري موظف في كتابة العدل برفحاء أن الملل من الروتين اليومي داخل المدينة هو أحد أهم الأسباب التي دعتنا إلى الحضور إلى هنا حيث الطبيعة والهواء النقي النظيف، جئنا هنا للراحة ونحن مجموعة من الموظفين اخترنا (بر) رفحاء نظراً لجمال الأرض ونظافتها اضافة إلى قربنا من المحلات التجارية فكل ما نحتاجه سنجده في محطات الوقود.
وتحدث منور الرويلي موظف في الشؤون الإسلامية والأوقاف بعرعر يقول: أنا من سكان مدينة عرعر أتيت إلى هنا بعدما سمعنا عن الأمطار الغزيرة التي هطلت على محافظة رفحاء وقمت بإحضار جميع ما نحتاجه من لوازم البر وهذه ليست المرة الأولى التي آتى فيها إلى هنا فأنا كل عام لابد لي من الحضور وخاصة في عطلة الحج حيث تعتبر رفحاء مرفقاً سياحياً يمتاز بعدة جوانب برية تتوافر فيها المتعة المريحة وفيها رمال النفود الذهبية الجميلة القريبة من قرية لينة الأثرية ومتوافر بها جميع الخدمات التي نريدها من أجل التخييم.
كما استقبلنا الشاب - عصمان الطرقي المايق - بالقهوة وتحدث لشواطئ الجزيرة وقال: إننا مجموعة من الشباب اعتدنا في فصلي الشتاء والربيع من كل عام على المجيء إلى البر ونصب خيامنا والاستمتاع بالبر والبعد عن ضوضاء المدينة بعيداً عن الإزعاج وعوادم السيارات فعند خروجنا من الدوام نكون قد جهزنا أغراضنا وننطلق مباشرة إلى النفود التي تبعد عن رفحاء (100) كلم ونقضي هناك أوقاتا لا تنسى حيث نستيقظ منذ الفجر ونشرب الحليب ونقوم بجولات داخل الطعوس الممتعة حتى وقت الظهر وفي العصر نزاول ألعاباً مختلفة وبعد المغرب نجلس جلسة هادئة أمام النار ونتبادل أطراف الحديث، فهنا الإنسان ينسى همومه وللنوم في البر متعة عجيبة ولو نمت ساعتين لكفتك طيلة يومك على عكس نوم البيت.
من خلال جولة «الجزيرة» في براري رفحاء شاهدت أعداداً كبيرة من المتنزهين والمخيمات التي بنيت في نفود لينة وخاصة نفود (نعجة) الذين أتوا من جميع مناطق المملكة المختلفة وخاصة من مناطق: الرياض، القصيم، حائل، حفر الباطن شباباً وعوائل مصطحبين معهم كل ما يحتاجونه من لوازم البر والتخييم لقضاء أوقات ممتعة في هذه الطعوس الجميلة ونتوقع أن تشهد المناطق البرية القريبة من محافظة رفحاء خلال الأسابيع المقبلة وخاصة مع قرب إجازة الحج نشاطاً سياحياً كبيراً وأن تزداد نسبة المتنزهين إلى الضعف بعد هطول الأمطار الغزيرة على المحافظة مؤخراً مما يبشر بموسم ربيعي متميز جداً كما تشهد محلات تأجير الخيام هذه الأيام بمحافظة رفحاء استعدادات مكثفة من حيث تجهيز الخيام وتوفير الخدمات الأخرى للمتنزهين.
|