من العادات القميئة في مجتمعنا والمؤثرة في مسيرة الشباب الراغبين في الزواج هو التشدد المبالغ فيه من طرف الآباء والأسئلة التعجيزية والمحيرة التي وقفت عائقاً أمام الشباب مما دفعهم إلى العزوف عن الزواج وجعل من البيوت وللأسف أشبه بالملاجئ للعوانس!!
الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «يسروا ولا تعسروا» ولكن بعض الآباء أو غالبيتهم خالفوا هذا الأمر والضحية بالطبع هؤلاء العوانس اللاتي تجاوزن حسب آخر احصائية اكثر من مليون عانس يعشن محرومات حائرات في بيوت آبائهن!!
يا سادة إليكم بعض الأسئلة التي يصدم به المتقدمون للزواج والتي تقف حجر عثرة في طريق الشباب..
هل هو يسافر؟! وأنا أقول ما المشكلة إذا سافر الشاب قبل الزواج مع العلم ان معظم الشباب الذين تزوجوا والذين لم يتزوجوا حتى الآن سافروا قبل الزواج وهذا لا يشكل عائقاً للرفض!!
هل هو يعمل؟! لا يوجد في نظري شاب أقدم على الاقتران بزوجة وفتح بيتاً دون أن يعمل وهذا الأمر أيضاً ليس عذراً للآباء بالرفض!!
كم راتبه؟! غريب هذا السؤال وردي هنا هل ابن الناس سيموت ابنتكم من الجوع ولن يحضر لها كل ما تحتاجه من غذاء وكساء!!
بالإضافة إلى بعض الأسئلة الغريبة والمضحكة التي تدفع المتقدمين للزواج بالرفض نهائياً حتى لو قدموا لهم «بنياتهم» على أطباق من ذهب وسرائر من حرير!!
«صحيح» ان من حق الآباء وأولياء الأمور الاطمئنان على بناتهم والتوكل على الله من انهن سينتقلن من ذمتهم إلى ذمة رجال آخرين يواصلون الرسالة الإنسانية والعناية الفائقة بهن لكي تستمر حياتهن الزوجية مكرمات معززات كما كن عازبات في منازل آبائهن ولكن لا يجب على هؤلاء الآباء ان يقوموا بوضع المعجزات والتشدد كما ذكرت سابقاً في الأسئلة والتي ستكون حتما سببا مهما في العنوسة!!
أعرف صديقاً وسيماً وثرياً وكريماً أيضاً لم تشفع له هذه الصفات بالزواج حيث رفضه أولياء أمور الفتيات بحجة ان ليس لديه وظيفة معروفة رغم انه «تاجر» في مختلف الأنشطة التجارية من عقار وأسهم و«سوبر ماركتات» ودخله الشهري ربما يتجاوز راتب «وزير» ولكنهم لم يزوجوه وللأسف!!
إن صاحبي وأمام هذا الشرط الغريب قرر بمحض إرادته التوجه إلى الخارج للزواج برغبته ونظرته هو وليس برغبة الآخرين. وفي هذا الصدد أنصح أولياء الأمور باللين واليسر وإلا فمصيبتكم ستتضاعف وتكثر العوانس في بيوتكم إذا ما تم تطبيق الفحص الطبي قبل الزواج والصدمة ستكون أكبر فيما لو اكتشفتم ان ابنتكم مريضة وراثيا او ان من تقدم لها يشاركها نفس المرض. في هذه الحالة لن تسألوه كم راتبه وفي أي وظيفة يعمل؟!!
|