حوار : منصور السعيدان
عند زيارتي لأحد الزملاء في أحد المستشفيات شد انتباهي ذلك الرجل الكهل الذي اعتلى الشيب رأسه ووجهه وبانت تجاعيد الزمن على محياه وما زاد من دهشتي واستغرابي هو عندما علمت أنه يرافق ابنه الصغير الذي يبلغ من العمر عشر سنوات والأب: سعيد بن غانم بن حباب الشهراني والذي يبلغ من العمر 117 سنة.
فقادني هذا المشهد المؤثر لإجراء هذا الحوار معه.
* أبو غانم: كم يبلغ عدد الأولاد والأحفاد.
- الأولاد عددهم 18 والأحفاد 60.
* بحكم أننا في المستشفى ما الفرق بين العلاج في القديم والعصر الحاضر؟
- يتنهد ويسترجع الذاكرة للوراء قال قبل توحيد المملكة ودخول الملك عبدالعزيز للرياض قبل أكثر من 100 سنة كان العلاج بدائياً جداً ويعتمد على الأعشاب والكي إلى أن تطور شيئاً فشيئاً إلى ما وصل إلى حاله الآن.
* وصولكم «ما شاء الله» إلى هذا السن ولا زلتم تتمتعون بصحة جيدة أمدكم الله بطول العمر في طاعته على ماذا تعتمدون في المأكل والمشرب؟
- قال: حقيقة نحن بحكم سكننا في منطقة الجنوب وهي كما تعرف جبلية فنحن لا نعتمد في أكلنا وشربنا إلا على حليب الناقة وقرص البر ولحم الظبي والوعول والتي كانت منتشرة في منطقة الجنوب في ذلك الوقت حيث كنا نعتمد على الصيد في أكلنا، كذلك العسل والذي نعتمد عليه كثيراً إلى هذا الوقت أما في هذا الوقت فلا زلت أعتمد على اللبن والحليب والبر والعسل.
* وعن التغير الذي طرأ على المجتمعات في هذا الوقت؟
- قال إننا في القديم أبناء قرى يكون بينهم ألفة ومحبة وتآخ وخصوصاً بعد دخول الملك عبدالعزيز للرياض وتوحيد المملكة العربية السعودية وانتهاء الحروب التي كانت بين القبائل.
أما الآن فقد غير العصر النفوس ولم يعد التواصل مثلما كان.
* وعن سبب عدم موافقته لأحد أبنائه بمرافقة أخيهم داخل المستشفى وإصراره على مرافقته بنفسه؟
- قال إنه لا يطمئن قلبه إلا وهو بجانب ابنه كما إن اخوته في أعمالهم ولا أريد أن أعطلهم عن عملهم.
|