* واشنطن - د.ب.أ:
اقترح الرئيس الأمريكي جورج بوش سياسة جديدة للهجرة تتضمن إصدار تصاريح عمل مؤقتة لملايين المهاجرين غير المسجلين من أجل العيش والعمل في الولايات المتحدة كما تتضمن السماح للاجانب بالقدوم إلى الولايات المتحدة إذا كان لديهم عرض بالعمل.
وبموجب تلك المقترحات سوف يصبح بوسع المقيمين غير القانونيين التقدم بطلب للحصول على تصريح عمل مدته ثلاث سنوات قابل للتجديد.
وقال بوش إن المهاجرين لن يمكنهم طلب الالتحاق إلا بالوظائف التي لا يقبل عليها المواطنون الأمريكيون، وبذلك سيتعين على أصحاب الاعمال إثبات أنهم سعوا لتعيين عاملين أمريكيين في تلك الوظائف قبل اللجوء إلى استخدام المهاجرين.
وقال الرئيس الأمريكي في كلمة ألقاها في البيت الابيض «يتعين من باب المنطق والعدل أن تسمح قوانيننا بدخول الراغبين في العمل إلى بلادنا لشغل الاعمال التي لا يعمل فيها الأمريكيون. يتعين أن نجعل قوانين الهجرة لدينا أكثر منطقية وإنسانية وأعتقد أن بوسعنا ذلك دون تهديد أرزاق المواطنين الأمريكيين»، وبموجب هذا البرنامج الذي يحتاج إلى موافقة الكونجرس من أجل دخوله حيز التنفيذ فإنه لن يحق لطالبي الوظائف من المهاجرين الاجانب الحصول على أي ميزة عند طلب الجنسية الأمريكية.
وتقدر الولايات المتحدة أنه يوجد بها حوالي ثمانية ملايين نسمة من المهاجرين غير الشرعيين، وأكثر من نصف هؤلاء من المكسيك وهناك كثيرون آخرون من دول أمريكا اللاتينية الاخرى.
وأشار منتقدون إلى أن توقيت طرح تلك المقترحات يتواكب مع حملة بوش لاعادة انتخابه لفترة رئاسية ثانية في الانتخابات المقرر إجراؤها في تشرين الثاني/نوفمبر القادم، ولم يحصل بوش سوى على أصوات نحو 30 في المئة من المهاجرين من دول أمريكا اللاتينية في انتخابات الرئاسة الماضية عام 2000. وقلل راؤول إيزاجواير رئيس أكبر جماعة للحقوق المدنية للمنحدرين من أصول لاتينية في الولايات المتحدة من شأن مقترحات بوش في تصريحات بثتها وسائل الاعلام وقال إنها جاءت في توقيت متأخر في الموسم التشريعي بحيث لن يتاح لها على الارجح الحصول على موافقة الكونجرس قريبا.
وأضاف «كنا نأمل في إصلاح شامل لقانون الهجرة محوره تقنين الاوضاع المكتسبة» للمهاجرين.
ووصف اقتراحات بوش بأنها «برنامج اتحادي أعيد إحياؤه» منذ ما قبل عشرات الاعوام، وقال الناشط المحافظ بات بوكانان إن هذه الخطوة من جانب بوش محاولة واضحة لحشد تأييد نسبته 14 في المئة في أوساط الناخبين من دول أمريكا اللاتينية، غير أن محللا في معهد كاتو في واشنطن وصف البرنامج بأنه «أهم إصلاح في مجال الهجرة في غضون عقود» وقال ايان فاسكويز «البرنامج سيساعد كلا من الاقتصاد الأمريكي والعلاقات المكسيكية الأمريكية».
وقال بوش إن البرنامج سوف يسمح بقوانين هجرة «أكثر عقلانية وأكثر انسانية».
وأضاف بوش أنه ضد العفو عن مهاجرين غير قانونيين وإنه يعارض منح المواطنة آلياً لعمال غير قانونيين يفدون إلى الولايات المتحدة.
وقال الرئيس إن قونين الهجرة الجديدة ستجعل البلاد أيضا أكثر أماناً من خلال تمكين مسئولي فرض القانون من تركيز جهودهم على الارهاب بدلا من العشرات من المهاجرين غير القانونيين الذين يحاولون عبور الحدود.
وسيسمح البرنامج للمهاجرين بالسفر ذهابا وإيابا بين الولايات المتحدة ودولهم وإحضار عائلاتهم إلى الولايات المتحدة.
وقال بوش إنه لا بد أن يكون هناك أيضا «حافز مالي» لهؤلاء من أجل العودة بشكل دائم بعد انتهاء تأشيرات العمل الممنوحة لهم.
وسيعطي البرنامج المهاجرين غير القانونيين حقوقا كانت حكرا على العمال القانونيين في الولايات المتحدة.
وقال بوش «سيحظي الأشخاص الذين لديهم القدرة على العمل الجاد من الآن بالحماية الخاصة بقوانين العمل حيث يحق لهم تغيير الوظيفة والحصول على أجور معقولة والتمتع بنفس مزايا العمل التي يمنحها القانون للعمال الأمريكيين». ويذكر أن العديد من المهاجرين غير القانونيين يعملون في مجالات منخفضة الاجور ويتقاضون أجورا أقل من الحد الادني المطلوب، ولدى الولايات المتحدة الآن برنامج للتأشيرات يهدف إلى تشغيل عمال من المتخصصين في مجال التكنولوجيا المتقدمة وغيرهم من المتخصصين من الخارج والذي سيحصلون على تصاريح عمل دائمة.
|