* الطائف - هاتفيا من القاهرة - فهد سالم الثبيتي:
أبرز معالي الأمين العام للجامعة العربية الدكتور عمرو موسى أهمية عقد القمة العربية كونها تسهم في حل كافة القضايا العربية العالقة.
وبيَّن في اتصال هاتفي أجرته معه «الجزيرة» أن القمم العربية أسهمت في حل قضية الكويت مع العراق وكان لها دور كبير في عملية التحريك من أجل تحرير الكويت كما قدمت جهودا كبيرة في حل قضية التناحر في السودان ومساهمتها الجادة في إعادة إعمار العراق ومن قبله الاهتمام بمسألة العراق والاحتلال لأراضيها بالإضافة إلى ما قدمته حيال قضية العرب «القضية الفلسطينية» وعرج من خلال حديثه الخاص الى أن الجامعة العربية لها دور كبير في تفعيل البوتقة والإطار للعمل العربي المشترك والانطلاق من خلاله في مواجهة كافة المستجدات والقضايا العالقة.
وأكد على دور الجامعة العربية الكبير موضحا أنه لن تنصلح حالها إلا بصلاح حال العالم العربي وقال: في حال اختفاء الجامعة العربية ستتناثر الدول العربية تناثرا غير مسبوق مناشداً بعدم المساس بالجامعة العربية والحرص على تفعيل دورها مشيراً إلى أن هناك تطويرا كبيرا جداً لمواثيقها الرئيسية سيتم طرحه مع كافة القضايا للعمل العربي المشترك من خلال القمة العربية المقبلة وقال: لقد كُلِّفت بتطوير منظومة العمل العربي المشترك عندما أُنتخبت أميناً عاما للجامعة العربية في قمة عمان عام 2000م وقمت بذلك من خلال العديد من الأفكار والمقترحات الخاصة بالإصلاح وهي واسعة المدى من قبل العديد من الدول العربية وكذلك من الممارسة ومني شخصياً حتى يتم طرحها في القمة المقبلة على كافة الرؤساء والقادة العرب وإنني أتمنى أن ينظروا إليها نظرة ثاقبة تحمل الصراحة.
وعن ملامح المقترحات التي سيتم عرضها في القمة العربية المقبلة قال: هناك عدد من المقترحات المتتابعة التي تشكل شكلاً كاملاً وشاملاً لحظة التغيير تتعلق بالمواثيق الرئيسية للجامعة مؤكداً أنه قد سبق من خلال قمة القاهرة السابقة إضافة بروتوكول سنوي خاص بالميثاق الأمر الذي يشجع على إضافة أي جديد يتعلق بميثاق الجامعة ومن ثَمَّ يتم التصديق على كافة الاقتراحات التطويرية من قبل القادة واعتمادها.
وتمنى عمرو موسى من كافة الدول العربية تنفيذ ما يُتَّفق عليه من قرارات والالتزام بها مؤكداً أن ما يعوق أعمال الجامعة هو عدم الالتزام وعدم احترام القرارات من الدول الأعضاء مبينا أن جميع المبادرات والاقتراحات تم إرسالها للدول الأعضاء من أجل دراستها والاتفاق عليها وقال: هناك حركة تبشر بالخير، الأمر الذي يحتم الجدية في تقبل الدول لهذه الأفكار الإصلاحية متمنياً النجاح.
وعما أثير حول عجز ميزانية الجامعة عن القيام بأعمالها قال الأمين العام للجامعة:
نعم هناك عجز مالي في الجامعة والسبب أن هناك دولا معفية من السداد المالي لحصتها مثل جزر القمر والصومال وجيبوتي نظراً لظروفها المالية بالإضافة إلى دولتي فلسطين والعراق وذلك بسبب ظروف الاحتلال والحرب كما أن هناك دولا لا تدفع إلا القدر المطلوب ودولا لا تدفع نهائياً لأسباب خاصة وعامة مؤكداً أن هذا الأمر يشل عمل الجامعة العربية مشيراً إلى أن هناك أرصدة مالية قدمت وتم تخصيصها لتسيير عمل الجامعة لفترة مقبلة إلى أن يحين موعد القمة المقبلة ولولا الله ثم هذه الأرصدة لتوقفت الجامعة التي هي في الأساس منظمة لخدمة الدول العربية وخدمة قضاياها وإذا لم تمكن مالياً فإنها لن تتقدم أبداً مشيداً بدور المملكة العربية السعودية في دعم الجامعة مالياً وتقديم تبرعاتها السخية حيال كافة القضايا العربية ومن أهمها التبرعات لصالح القضية الفسطينية.
ونفى عمرو موسى ما يقال عن أن الجامعة العربية بعيدة عن قضية العراق وقال:
لقد تحركت الجامعة منذ نشوب القضية وقدمت دوراً كبيراً حول ملف العراق حيث قبلت ممثل العراق من قبل المجلس الانتقالي كونها تريد أن يكون هناك نوع من التقارب بينها وبين العراق حتى لا يكون معزولاً، موضحاً أن الجامعة أسرعت في إحضار العراق إليها وعملت تقريراً خاصا بها مبيناً أن الجامعة اشتركت في العديد من المؤتمرات الخاصة بإعادة إعمار العراق دولياً وانتهت مؤخراً من الاجتماع الاستثنائي الذي عُقد في عمان بشأن إعادة إعمار العراق مؤكداً أن الجامعة فتحت أبوابها لكافة العراقيين وتقلبت كافة متطلباتهم.
ودعا الأمين العام للجامعة العربية بعض الدول العربية لترك الخلافات فيما بينها بعيداً عن الجامعة مؤكداً أن الجامعة لديها مشاكل عديدة تختص بفلسطين والعراق والسودان والصومال ومشاكل الاقتصاد وغيرها معرباً عن سعادته بدور الجامعة العربية في بلورة كافة القضايا العربية كونها ثالث منظمة بعد منظمة الأمم المتحدة ومنظمة الاتحاد الأوروبي ولديها الكثير من الأعمال الخاصة بالطاقة والبترول والأدب والفنون والزراعة والمصارف وصناديق التنمية والمجالس الوزارية وأن عملها لا يقتصر فقط على التعامل السياسي بل يتجاوز ذلك.
ونفى السيد عمرو موسى ما يتردد حالياً والاتهام الموجه لدولة سوريا بأن لديها أسلحة دمار شامل وقال:
سورية خالية تماماً من أسلحة الدمار الشامل وستسهم الجامعة العربية بالتعاون مع كافة الدول الأعضاء في إنهاء وحل هذه المشكلة.
|