أسرع إلى الطبيب..إذا كان لون بولك أحمر

هناك بعض الأعراض المرضية التي تؤثر على وجود امراض اخرى خطيرة، مثل البول المدمي الذي يرى د. وائل سلمون «اخصائي المسالك البولية بمستشفى الحمادي بالرياض» أنه امر يجب عدم تجاهله، ويشرح لنا د. سلمون هنا عمل الكليتين، واسباب البول المدمي، وكيفية التصرف حيال ذلك، والاجراءات التي يجب اتخاذها.
في البداية يشرح لنا د. وائل سلمون عمل الكليتين، قائلاً: تقوم الكليتان بانتاج البول بمعدل 1 مل/ الدقيقة عند الإنسان البالغ، حيث تنقي الوارد اليها الذي يشكل 20% من الصبيب القلبي.
وتحدث اولى مراحل تكوين البول من خلال رشح بعض مكونات الدم «ماعدا الكريات الحمر» عبر الكبب الكلوية الى الانابيب البولية ضمن قشر الكلية وهناك تخضع الرشاحة الكبية هذه إلى عمليات فيزيولوجية دقيقة من حيث إعادة امتصاص الماء وافراز بعض الشوارد والاملاح حتى نحصل في النهاية على البول الذي يخرج من القشر الكلوي الى الطرف المفرغة في الكلية «الحويضة والكؤيات» ومن ثم ينتقل عبر الحالب إلى المثانة البولية وبعدها يطرح للخارج اثناء عملية التبول.
إن الفيزيولوجيا التي تتمتع بها كلية الإنسان تمنع ارتشاح الكريات الحمر عبر الكبب الكلوية مما يعني أن البول لا يحتوي على الكريات الحمر في الاحوال الطبيعية، وان تواجد هذه الكريات الحمر في البول بمعدل أكثر من 2-4 كريات في ساحة الفحص المجهري وهذا ما يسمى بالبيلة الدموية «البول المدمي» يعتبر امراً مرضياً لا يمكن تجاهله ويجب دراسته واجراء الفحوصات المخبرية اللازمة حتى نصل الى التشخيص ومعرفة السبب.
ولتبسيط معرفة اسباب البول المدمي يمكن أن نقسم مصدر البيلة الدموية إلى قسمين كما يقول د. سلمون، هكذا:
اولاً: أما أن تأتي الكريات الحمر من النسيج الكلوي عبر الكبب الكلوية وذلك بسبب حدوث خلل في وظيفة هذه الكبب يؤدي إلى رشح الكريات الحمر وترشح معها البروتينات المصلية ايضاً وهذا ما نجده في امراض الكلية الداخلية مثل التهاب الكبب والكلية الحاد والمزمن حيث تظهر لدى المريض اعراض مختلفة مثل حدوث الوذمات الصباحية في الوجه والاجفان وفي الاطراف السفلية احياناً اضافة الى تغير لون البول الى اللون الغامق بسبب وجود الكريات الحمر فيه فضلاً عن ارتفاع التوتر الشرياني ولكن في أغلب الأحيان لا توجد اعراض بولية مرافقة.
ثانياً: أن تأتي الكريات الحمر من السبيل البولي بدءاً من الكؤيات الصغير والحويضة الكلوية ومروراً بالحالب والمثانة وانتهاء بالاحليل وصماخ البول الخارجي، ويكون خروج هذه الكريات الحمر في هذه الحالة بسبب تمزق الاوعية الدموية الشعرية وخروج الدم بكل مكوناته «من الكريات الحمر والبيض والمصورة الدموية» مع البول محدثة تغير في لون البول قد يصل إلى لون الدم الاحمر اذا كانت درجة النزف الدموي من السبيل الدموي شديدة وقد يترافق هذا مع تشكل خثرات دموية تخرج مع البول ايضاً في بعض الحالات.
اما عن الحالات المرضية التي قد تتسبب في حودث البول المدمي من منشأ بولي فهي تتنوع ما بين الانتانات البولية والاورام والحصيات، فالحصيات البولية تظهر بالبول المدمي إضافة إلى اعراض اخرى تتراوح حسب مكان وجود الحصاة من الآم المغص الكلوي الشديد الى الآلام المزمنة في الخاصرة والناحية القطنية، وقد تحدث اعراض التخرش المثاني مثل حرقة التبول وزيادة عدد مرات التبول في حالة وجود الحصاة في الحالب الانتهائي قرب المثانة، والانتانات البولية وخاصة التهاب المثانة الحاد الذي يتظاهر بشكل رئيسي بحرقة شديدة اثناء التبول مع زيادة في عدد مرات التبول وقد يحدث خروج الدم مع البول والخثرات الدموية في بعض الحالات الشديدة، لكن الامر الذي يدق ناقوس الحيطة والحذر هو خروج الدم مع البول بدون اعراض مزعجة او آلام علوية حيث يلاحظ المريض ان البول كله مدمي مع خروج خثرات دموية احياناً وهذا ما قد يخفي وراءه وجود اورام خبيثة في الجهاز البولي لاسيما في الكلية او المثانة.
ان التصرف حيال أي حالة بيلة دموية يجب أن يكون جدياً، ويشمل الاجراءات التالية، التي يلخصها د. وائل سلمون في التالي: فحص البول والراسب لتأكيد وجود الكريات الحمر في البول اضافة لزرع البول واجراء التصوير بالأمواج فوق الصوتية وقد يكفي هذا الوضع التشخيص وفي حال الالتباس قد يحتاج لاجراء تصوير ظليل للجهاز البولي او او التصوير الطبقي المحوري المحسب خاصة عند الاشتباه في وجود اورام في الجهاز البولي ومن هنا فان البول المدمي قد يخفي وراءه اوراما في الجهاز البولي ولذلك يجب عدم تجاهله او اغفاله والتصرف معه بشكل جدي واستنفاد كل وسائل التشخيص المتاحة حتى الوصول الى السبب.
وهناك 20% من حالات البيلة الدموية قد لا نتوصل لمعرفة السبب وهنا يجب ان نعلم المريض انه يتوجب عليه المتابعة الطبية كل ستة اشهر لاعادة التقييم وكشف اية تطورات في الجهاز البولي كانت خافية في التقييم الأول.