إعداد - عبدالواحد المشيقح
السلطة الرابعة زاوية أسبوعية نسأل فيها أحد الإعلاميين عن رأيه في حدث ما أو في شخصية ما.. قد نتفق معه في آرائه وقد نختلف أيضاً.. فشعارنا «اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية»..
وضيفنا اليوم.. هو الأستاذ محمد الطويان مدير مكتب الجزيرة الاقليمي في القصيم والصحفي والكاتب المعروف..
* عند ترؤسك للقسم الرياضي في «عكاظ» منحت رياضة القصيم مساحة كبيرة وبعد رحيلك اختفت تلك المساحة.. بماذا تفسر ذلك؟!
- تفسير ذلك لا يدين أخي وزميلي الأستاذ خالد دراج مدير تحرير الشؤون الرياضية ولا الزملاء في الرصيفة «عكاظ» ولا يخدش منهجية الجريدة ولا يتهمها بالاقليمية أو ربط الاهتمام بشخص معين.. فالذي تغير هو رياضة القصيم وليست «عكاظ» إذ ان رياضة القصيم إبان رئاستي للقسم الرياضي كانت في أوج مجدها فالرائد كان في الممتاز ومن ثم العربي والنجمة والتعاون تأهل لنهائي كأس الملك سابقاً «ولي العهد حالياً».
وأما اليوم فكما يرى الجميع رياضة القصيم في تدهور مخيف وأفضل فرقها يحتل المرتبة الثالثة في دوري الدرجة الأولى..
* أسميت زاويتك «إشراقة» ألهذه الدرجة أنت متأثر بالدكتور هاشم عبده هاشم؟!
- «من علمني حرفاً صرت له عبداً» والدكتور هاشم عبده هاشم هو استاذي الكبير الذي أنار لي دروب الحياة بعد توفيق الله عز وجل واشراقة عربون وفاء لهذا الإنسان الرائع الذي مهما قلت ومهما حاولت أن أتحدث عنه لن أوفيه حقه.. ولأن الشيء بالشيء يذكر اسمح لي أن أذكر هنا الاخوة الأعزاء الدكتور علي بن صالح المحيميد والأستاذ حمد بن حمود الحوشان والعقيد عبدالرحمن بن عبدالله العوشن مجزلاً لهم اسمى عبارات الشكر والعرفان وأسجل أمنياتي لهم كونهم اختاروا لي هذا الطريق وشجعوني على الاستمرار فيه.
* وما سبب تدوهر رياضتنا برأيك؟
- الحقيقة أننا ومنذ عشر سنوات وتحديداً عقب اقرار نظام الاحتراف ونحن ندور في حلقة مفرغة دون أن تتملكنا الجرأة لنقول ان هذا النظام دهور رياضتنا وأعادها إلى الخلف.
صحيح أننا لم نتدهور فور اقرار النظام ولكن التدهور فعلا كان بسببه.. فالاحتراف أدى إلى انحرافنا كروياً وغيب الابداع عن ملاعبنا ولك أن تقارن منتخبنا حالياً بمنتخب أواخر الثمانينيات والتسعينيات وزعيم آسيا تنازل عن ألقابه وخسر حتى كأس الخليج وكذلك الحال المسابقات المحلية تنازلت بطواعية عن لقب أفضل دوري عربي الاحتراف يا سادة لا يناسبنا عرفاً ولا شرعاً.
* ما هي المشكلة.. التي ترى أنها تحد من تطور أندية القصيم؟!
- رياضة القصيم جزء لا يتجزأ من رياضة المملكة فهي تتأثر كما يتأثر الآخرون وما قلته عن رياضة المملكة ينسحب عليها.. وأضيف أن رياضة المنطقة قد ابتليت في إداراتها بأناس نرجسيين أعماهم حب الذات عن العمل لمصلحة الأندية فتحول التنافس الشريف بين الأندية إلى ضده وتحولت الأندية إلى شللية يتنافس أقطابها على اسقاط ناديهم. كما أن معظم الأندية فهمت الاحتراف بشكل مغلوط فأهملت القاعدة واعتمدت على رجيع الأندية.. فتحولت أندية القصيم من مصدر للنجوم للأندية الكبيرة إلى مستورد لرجيع الطيور المهاجرة وباستعراضك لأسماء أي من أنديتنا اليوم تدرك المأساة.
* هل تعتقد أن عزوف الجماهير عن حضور المباريات ناتج عن تدني مستوى الأندية؟!
- نعم هذا سبب لكنه ليس السبب الوحيد فشخصياً أعتبر خلو المدرجات من الجماهير يعبر عن وعي الجماهير.. فالتعبئة الإعلامية ومحاولة ضحك إدارات الأندية على جماهيرها في محاولة لشفط ما في جيوبهم لم تعد تنطلي عليهم.
فما دام أن المباراة منقولة تلفزيونياً لماذا أذهب للملعب وأتعرض لمخاطر أنا في غنى عنها ثم لو لم يحدث الخطر لماذا أضيِّع وقتي ومالي في مباراة يمكنني مشاهدتها في بيتي وبشكل أفضل.
* برأيك.. من أفضل لاعب مر في تاريخ الأندية القصيمية؟!
- مثل هذه الاختيارات صعبة جداً ودائماً ما يكون للعاطفة دور فيها كما أن هناك أجيالاً سبقتنا لم نشاهدها ومن الظلم أن نتاجلها.. أما لاعبي المفضل قصيمياً فهو دون شك حماد الحماد.
* عايشت أجيالاً صحفية كثيرة في منطقة القصيم.. من الأبرز في رأيك من الأجيال السابقة.. ومن تتوسم فيه البروز من الجيل الجديد؟! هذا السؤال يعطي انطباعاً بكبر سني وأنا ما زلت في ريعان شبابي ومع ذلك لن أتهرب من الاعتراف بأنني بالفعل عايشت أجيالاً صحفية كثيرة.. وما زلت أتذكر حماس واخلاص الرعيل الأول ومحاولاتهم القفز فوق محدودية الامكانات لتقديم الخدمة الإعلامية لرياضة المنطقة.. وأستطيع تصنيفهم إلى ثلاثة أقسام ..
قسم اضطرته ظروفه العملية على الانسحاب وآخر لم يسعفه نفسه القصير على الاستمرار وثالث آذى نفسه بكثرة مصادماتها مع الآخرين فلفظه الوسط سريعاً وأرى أن الدكتورين علي المحيميد وناصر الصمعاني والأساتذة عبدالله القناص وصالح التويجري وسليمان الرميح هم الأبرز وأما الجيل الحالي أو لنقل جيل الامكانات فهو لا شك جيل يبشر الخير وهناك مجموعة جيدة تتمتع بالموهبة ولديها الطموح لمواصلة المشوار ويأتي في مقدمتهم الزميل الأستاذ محمد بن عبدالكريم الحنايا الذي أجزم بوصوله إلى منصب رئيس تحرير لو تفرغ للعمل الصحفي.
* كيف ترى واقع الصحافة الرياضية الآن؟!
- لن أتحدث عن زملائي وإنما فقط أذكرهم بقول الشاعر:
وما من كاتب الأسيفنى
ويبقى الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب يراعك غير شيء
يسرك في القيامة أن تراه |
* ألا ترى بأن الهجوم المستمر على الحكام هو ما يحد من تطورهم؟!
- الهجوم على الحكام تنفيس للفاشلين والخائفين فالإداريون يعلقون فشلهم على شماعة التحكيم لتكون ذريعة لهم للاستمرار على كراسيهم الوثيرة وغير الإداريين يتطاولون على الحكام لعدم جرأتهم على ذكر مسببات الاخفاق وبين هذا وذاك ضاعت الحقيقة..
وسؤالك يقول يحد من تطور التحكيم ومعنى ذلك أن التحكيم ليس بسيىء لكنه لم يتطور فما بالك برياضتنا التي تدهورت في وقت ننتظر منها أن تتطور.
* الزميل بتال القوس.. طالب برحيل إدارة النصر هل تعتقد أنت لو رحلت الإدارة النصراوية سيعود الأصفر لملامسة الذهب؟!
- أهل مكة أدرى بشعابها.. وبتال من أهل البيت النصراوي..
* ما رأيك في الشخصيات التالية:
- سعد المهدي: أستاذ المثالية والتعامل الراقي.. أجزم أن منصب رئاسة تحرير الرياضية انصاف متأخر لهذا المبدع دوماً.
- محمد العبدي: شهادتي فيه مجروحة فأنا منه وهو مني ولكن للحق أقول أن أبا مشعل أستاذ في فن الإدارة.. وتألق رياضة الجزيرة شاهد حي على أن وراء كل مطبوعة ناجحة ربان ماهر.
- عبدالله الشيخي: إنسان وفيٌّ وصحفي مخلص.. صاحب قلم أمين.. وهو مكسب أينما ذهب.
- حمد ودباس الدوسري: في ابتعادكما هروب غير مبرر وأعتقد أن دوركما الآن أكبر من أي وقت مضى.
- خلف ملفي: هذا الرائع يأسرك بأخلاقه ويبهرك في عطائه
|