* كتب سعود عبدالعزيز:
كان للدور الاداري المكثف الذي قام به الأمير سلطان بن فهد رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم وسمو المشرف الأمير تركي بن خالد أهميته القصوى في إخراج نجوم الأخضر من أزمة التعادل التي حدثت في ديربي الكرة الخليجية امام منافسهم الدائم المنتخب الكويتي الشقيق، ففي مواجهة الأزرق يوم الاحد الماضي تسيّد منتخبنا أجواء اللقاء من البداية حتى النهاية وأحرز له الموهوب الشلهوب هدف التقدم وكان الفريق الكويتي يعاني طوال عمر المباراة من الهجوم السعودي وتوقع الجميع أن يعزز نجومنا هدفهم بآخر وربما أكثر لكن وقبل نهاية المباراة التنافسية جاء هدف الغفلة في الثواني الأخيرة ليبدل كل الأشياء الجميلة التي قدمها الأخضر في ذلك المساء بل إن البعض اكد ان الأخضر قد يخسر اللقب بعد ان شاهد الانكسار والإحباط الذي ظهر على وجوه كل السعوديين الموجودين في الكويت وخارجها حتى ان المدرب العالمي فاندرليم قال في المؤتمر الصحفي الذي يعقد بعد كل لقاء انه لا يود أن يشاهد الحزن على محيا أفراد الفريق السعودي فهم لا يزالون في الصدارة وأن ضياع الفوز في اخر ثانية شيء غير مقبول لكن هذه كرة القدم يجب أن نتقبل نتائجها مهما كانت حتى لو جاءت حزينة، لكن كلام فاندرليم لم يعجب البعض خاصة وان الكثير قد حمّله مسؤولية وقوع التعادل في الثواني النهائية فكيف يجري تبديلين والكرة ضربة ركنية للفريق المنافس!!
وبعد ذهاب الجميع للخلود للراحة رفض أمير الشباب وسمو المشرف التمتع بها وقررا العمل من أجل إعادة تأهيل اللاعبين نفسياً وبدنياً وإخراجهم من الظرف الصعب الذي يعيشون فيه، فالمباراة القادمة امام عمان مصيرية وحاسمة والفوز بها سيقربنا من اللقب الى حد بعيد، لكن الوقت الفاصل بين لقاءي الكويت وعمان لا يزيد عن أربع وعشرين ساعة فقط، وهي مدة قصيرة ومن الصعوبة القيام بالعديد من الأعمال في مثل هذا الزمن لكن الرجال الصادقين الذين يقبلون بتحمل المسؤولية قاموا بجميع المهام على أكمل وجه وتحدوا الصعاب فأعادوا تهيئة النجوم الخضر لموقعه عمان فضاعفوا مكافأة مباراة الكويت وأكدوا ان الأخضر لم يتعادل بل كان كاسباً للمباراة وان الجميع أشاد بالاداء الرائع والراقي الذي قدموه وأنهم هم الأفضل والأقوى والأجدر والعلامة الفارقة في البطولة وقال الأمير سلطان بن فهد للاعبين في التدريب الأخير انه يرى الكأس في عيون الابطال الخضر، وهذه المقولة عندما تخرج من الرجل الأول للرياضة السعودية والعربية فإن لها معاني كثيرة وكبيرة لا يدركها ولايعرفها إلا العالمون بالأسرار الرياضية المحلية وأعني أن سموه أدرك وأيقن انه بحول الله قد أخرج اللاعبين من المباراة الماضية أمام الكويت وأنهم باتوا جاهزين لموقعة عمان الهامة والمصيرية.
وفي يوم أمس الأول الثلاثاء دخل نجوم الأخضر وهدفهم الأول والأخير هو تحقيق الفوز والحصول على نقاط المباراة لانها السبيل الوحيد لحسم البطولة بنسبة كبيرة وقبل نهايتها، وبدأت المباراة التي كانت عصيبة على الفريق السعودي طوال دقائقها ال (90) وانتهى الشوط الاول سلبيا بلا أهداف وفي الشوط الثاني تخلى المنتخبان الأخضر والأحمر عن الحذر الذي كانوا عليه في الأول وبعد مرور دقائق معدودة تقدمت عمان بهدف فانقلبت مجريات المباراة رأساً على عقب وبات اللعب هجومياً خالصاً وانفرد فوزي بشير بالعملاق مبروك زايد الذي حرم المهاجم العماني من هدف ثانٍ مؤكد ورغم هذه الظروف الصعبة لم يتأثر نجومنا ولم يتوتروا بل ظلوا هادئين فالمباراة لم تنته وما زال في الوقت متسع.. بعد دقائق مرر القحطاني للمشعل الذي انفرد بالمرمى العماني وسدد ارتدت من الحارس لتجد نور الذي سدد بثقة داخل الشباك محرزاً هدف التعادل لينطلق بعدها لاعبو الفريقين للهجوم أكثر وأكثر ويشرك فاندرليم الودعاني بدلاً من السويد المجهد وكان لمشاركة المليونير سعيد الدور الكبير في احراز ياسر القحطاني الهدف الثاني في الدقيقة الأخيرة ليطير الأخضر بالنقاط الثلاث ويرفع رصيده الى (11) نقطة.
لقد أوضح أداء المنتخب السعودي الجيد في الشوط الثاني بالتحديد أن الفريق يلعب بثقة كبيرة ولم يهزه الهدف الذي ولج مرماه وهذه الثقة التي لدى نجوم الأخضر اكتسبوها من أمير الشباب الذي زرعها في صدورهم وأنه متأكد من ان البطولة ستعود للرياض للمرة الثالثة وقد فعل نجوم الأخضر وانسوا جماهيرهم مرارة هدف الكويت الذي جاء في الثواني الأخيرة وأذاقوهم حلاوة الانتصار بالهدف الصعب الذي أحرزه القحطاني في الدقائق الأخيرة من مباراة عمان.
واليوم الخميس يخوض أبطالنا الخضر المواجهة الأخيرة من البطولة أمام الفريق اليمني ومن المؤكد ان لاعبينا سيتعرضون لحملة إعلامية هدفها واضح وهو تخديرهم عن اللعب بجد وحرص في مباراة اليوم وإذا صدّق نجومنا ذلك وأنهم قادرون على هزيمة اليمن واستكانوا لذلك فقدتحدث المفاجأة فكرة القدم لا تعطي إلا الذي يعطيها ويخدمها ويبذل الجهد والعرق والتعب من أجلها أما الذي يلعب بتعالٍ وغرور ضامناً نتيجة اللقاء فإنه حتماً سيخسر ولذا فإن على نجومنا اللعب بكل جدية وحرص وقوة وعليهم أن يدخلوا وكأنها مباراة نهائية أمام أقوى الفرق فعند احترامك للمنافس فإنك ستعطي المباراة حقها الكامل من الإقدام والتقدير وحينها ستحقق المطلوب وتفوز باللقاء. ومن هذا المنطلق نحن واثقون من ان نجوم الأخضر سيدخلون مباراة اليوم بكل قوة لكسب النقاط الثلاث والحصول على اللقب وقطف ثمار التعب والجهد طوال الأسابيع الماضية وبإذن الله لن يخيب الأمل بنجوم الأخضر فهم رجال مواقف وأبطال الخليج والعرب وآسيا وممثلو القارة والوطن العربي في المحافل الدولية.
* إن الحديث عن الجوانب الإدارية في المنتخب السعودي يحتاج منا للإشادة بها فالإدارة الحالية المشرفة على المنتخب بقيادة الأمير تركي بن خالد غيّرت الكثير من المفاهيم القديمة فقد ألغت المعسكرات الطويلة المملة وأنهت منهجية إلغاء عقود المدربين في وسط البطولات ومنحت الأجهزة الفنية حرية العمل والاختيار ولهذا تجد المدرب يعمل براحة تامة وسط أجواء حضارية غير متوترة ولا متقلبة تتأثر ببعض العوارض التي قد تحدث في المباريات والبطولات لأنها مؤمنة أن كرة القدم يوجد بها الفوز والخسارة والتعادل وأنه لا يوجد بعد الفريق الذي لا يهزم أو الفريق الذي يفوز باستمرار.
* إن بطولة الخليج الحالية أكدت ان الكرة السعودية لم تعد بحاجة إلى السماح للاعب الأجنبي التواجد في ملاعبها، فتأثيره كان واضحا على أداء الهجوم السعودي الذي لم يسجل سوى هدف واحد فقط من أصل ستة أهداف أحرزها لاعبو الوسط والدفاع ومن هنا فإن فكرة إلغاء الاستعانة باللاعب الأجنبي يجب ان تتخذ في الموسم الرياضي القادم بدلاً من العام الحالي احتراما لارتباط العديد من الأندية مع اللاعبين الأجانب في الموسم الحالي وإذا صدر مثل هذا القرار الحاسم والذي سبق وأن نادى به المدرب وليم فاندرليم فإنه من المؤكد سيبرز عدد من المهاجمين المحليين الذين لم يجدوا فرصتهم كاملة مع فرقهم بسبب اعتماد الكثير من الأندية على المهاجمين الأجانب، والملاعب السعودية يوجد فيها مهاجمون موهوبون لكنهم بحاجة الى فرصة كاملة فهناك ناجي مجرشي، عيسى المحياني، عبدالرحمن البيشي، صالح بشير، ياسر القحطاني، بدر الخراشي، أحمد الصويلح، محمد سعد العنبر، فيصل الجمعان، وليد الجيزاني، محمد حيدر أمين، أبو ربع وغيرهم ومثل هذه الخامات الممتازة فقط بحاجة الى فرصة كاملة للمشاركة لتبرز وتطور موهبتها وتتألق مع أنديتها فهل نشاهد الموسم المقبل قراراً بالاستغناء عنهم وتقليصهم مع السماح للفرق المشاركة خارجياً بالاستعانة بهم!!
وقبل الختام فإنه من الواجب تسجيل عتب ضد مندوب اتحاد الكرة الذي حضر جدول بطولة كأس الخليج الحالية ولماذا لم يعترض وهو يشاهد منتخب بلاده يخوض ثلاث مباريات متتالية أمام الكويت ثم عمان فاليمن لا يفصلها سوى يوم واحد في حين تتمتع بقية المنتخبات براحة أكثر!!
|