طغى الحماس على موضوع الأخ محماس الدوسري في تعقيبه على موضوعي الذي كان بعنوان ليست البلاغة في التلاعب بالألفاظ، وكان تعقيب الأخ محماس في عدد الجزيرة 11412 وتاريخ 4/11/1424هـ.. بعنوان «البلاغة أولاً» أقول طغى الحماس وبعد كل البعد عن الفكرة والهدف الأساسي الذي جاء به موضوعي، وأعتقد بأن الأخ الفاضل قد مرّ على الموضوع مرور الكرام أو أنه قرأه بعينيه فقط، ولم يُعمل الفكر فيه.. ولو فعل ذلك لتأكد الاخ العزيز بأنني لم أكن أقصد ابداً ما جاء في تعقيبه المنشور..
وفي الحقيقة في بداية الامر اتمني أمنيتين، الأولى ألا يكون لدى الاخ محماس نية في دق إسفين بيني وبين أخي عبدالله المكاوني، والثانية ألا يكون أخي عبدالله قد فهم الموضوع فهماً خاطئاً كما فعل الاخ محماس.. عندما قال: إن الاخ المكاوني قليل الخبرة وجديد على الساحة او على الأقل على صفحة العزيزة فأنا لم أكذب في ذلك ولم أجانب الصواب ولكنني في الوقت نفسه لم اقصد او اتعمد الإساءة الى اخي عبدالله -والعياذ بالله -او التقليل من شأنه وما يكتب، وإنما كنت اقصد بأن اخي الفاضل لم يمر بمعاناة الكتابة الصحفية بعد وتعبها وجدها وخطوطها الحمراء ولا تستطيع الوصول اليها حتى وان كانت محل طرقك مشروعة.. وأنا محق في ذلك فالموظف الذي له ما يقارب العشرين سنة في الوظيفة يختلف بالتأكيد في الخبرة والدراية وفهم خفايا الأمور من الموظف الذي ليس له سوى سنة او سنتين وقس على ذلك المدرس والعامل وحتي لاعب الكرة.. فهؤلاء القدماء يمكنهم ان يتعاملوا مع مجالاتهم المتعددة وخباياها وأسرارها بما تمليه عليهم خبراتهم الطويلة السابقة بالإضافة الى علمهم ان وجد.. بعكس الشخص الجديد الذي يبدأ بالاجتهاد والمحاولة والخطأ حتى يصل الى ما وصل اليه زملاء مهنته أيّاً كانت..
ونحن كما قال الأخ محماس لابد وان نشجع الناشئة ونأخذ بأيديهم حتى يصلوا الى ما ينشدون فنحن كنا مثلهم في يوم من الأيام.. ولو لا أستاذي عبدالله الكثيري ومن هم امثاله بعد المولى سبحانه وتعالي لما وصلنا الى ما نحن عليه الآن.. أما ما يقوله أخي محماس «لقد دهشت عندما تحدث الأخ المساوي عن البلاغة، بلاغة القرآن وهي بلا شك طريق الفصاحة والبيان، واتهمني بأنني خالفت شمس الحقيقة في وضح النهار.. ولو تمعن قليلاً في قراءة الموضوع لأدرك بأنني لا أختلف معه أو مع غيره في هذه الحقيقة أبداً ولم أزغ عنها، بل قلت شتان ما بين بلاغة القرآن وبلاغة الإنسان وأن القرآن الكريم جاء بلغة قوم كانوا أبلغ العرب حينذاك وتحداهم.. وقد ضربت مثالاً على التلاعب بالألفاظ الذي يعتقد البعض بأنه قمة البلاغة، وهو على حساب الفكرة والهدف الأسمى للموضوع والمثال قد يكون ألفاظاً وكلمات جميلة ورنّانة ولكنها في غير موضعها الصحيح وهي كمن يضع السيف في موضع الندى ولهذا جاءت ليست لها قيمة ابدا ولا تسمن ولا تغني من جوع ولو جاءت في مكان آخر ولموضوع آخر لربما كانت من اجمل المقدمات. وهذا ما أريد ان اصل اليه أخي محماس..
وأما مطالبة الأخ بأن اذكر الأشياء التي يعتمد عليها عالم الصحافة غير جودة الموضوع او الاسلوب فليعذرني ويمكن لأي كاتب خبير ومتمرس ان يعرف تلك الأشياء..
وأما ما يقوله الأخ: إني أمدح نفسي بقولي ان ما يزيد عن خمسة عشر عاماً في الكتابة الصحفية يعطيني الحق ان أقول هذا وبكل ثقة.. فنعم أخي الفاضل هذه هي الحقيقة وطالما أنها الحقيقة فلا يجب أن يغضب البعض منها.. ولكن الآن الحقيقة دائماً كبيرة فهي دائماً ما يغص بها الحلق! ولا اريد ان أكرر مثال الموظف القديم والجديد..
وأمّا من ناحية ان الكاتب الجيد والواثق من نفسه هو من يجعل أعماله تتحدث عنه.. أقول للأخ محماس: ومن قال لك: إنني غير ذلك؟!
فاصلة:
وتعظم في عين الصغير صغارها
وتصغر في عين العظيم العظائم |
عبدالرحمن عقيل حمود المساوي/الرياض 11768 ص.ب 155546
|