مخاطباً وزارة التربية والتعليم:
بهذه الطريقة يمكن الحد من كثرة «التعاميم»

تابعت الموضوعات المنشورة في هذه الصفحة مؤخراً حول كثرة التعاميم الصادرة عن وزارة التربية والتعليم، وما يلاقيه المعلمون من مشقة في الاطلاع على ما يرد لمدارسهم ويطلب منهم قراءته والتوقيع عليه بالعلم.
وحيث إنني أحد المنتسبين لهذه الوزارة فإنني أعلم يقينا بأن كثرة التعاميم التي يشار اليها لم ينشأ عن خلل اداري في تحديد أسلوب التخاطب وتبليغ الأنظمة والتعليمات، وإنما هناك عنصر قد يغيب عن البعض عند مناقشة هذه الظاهرة، وهو تذكر العدد الهائل من المدارس الذي تشرف عليه الوزارة ممثلة بادارات التربية والتعليم في مناطق ومحافظات المملكة؛ الأمر الذي قد يجعل من هذه الظاهرة المزعجة - كما نراها - أسلوبا عاديا لا غبار عليه في حقيقة الأمر، ولكن..
في اعتقادي ان منشأ هذا الخلل - إن وجد - في بعض المدارس مرده الى الهيئة الادارية في المدرسة وليس الى الوزارة أو ادارات التعليم؛ فكثير من التعاميم التي ترسل للمدارس لا تمثل للمعلم أدنى أهمية وهو غير معني بمضامينها، ومع ذلك يطلب منه - باجتهاد خاطئ - التوقيع عليها بالعلم!!
وكان الأصوب هنا أن يقصر طلب التوقيع عليها بالعلم ممن يعنيه مضمونها فقط مثل «مدير المدرسة أو الوكيل أو الكاتب أو المرشد أو مشرف النشاط أو أمين مصادر التعلم أو بعض المعلمين أو جميعهم»، وإذا لم يكن مضمون التعميم يعني أحداً من هؤلاء حفظ في ملفات المدرسة دون مهره بهذه التوقيعات المغتصبة.
نعم هناك بعض الادارات التعليمية قد تعمم على مدارسها كل ما يرد اليها من تعاميم وزارية مع أنها لا تعني المدارس من قريب أو بعيد، ولذلك أتمنى من وزارة التربية والتعليم ان تعمل على الحد من هذا الهدر بتوجيه ادارات التربية والتعليم بأن تكتفي بتزويد المدارس بملخص أسبوعي أو شهري للتعاميم على هيئة جدول ذي أربعة حقول هي :«الرقم والتاريخ والجهة المرسلة ومضمون التعميم»، وذلك متى كان مضمون التعميم هدفه الاحاطة وليس نظاما أو توجيها يلام عليه المقصرون.
كما تتاح الفرصة لمن يرغب في معرفة معلومات اضافية عن أي من التعاميم من خلال استعراضها في موقع الوزارة على شبكة الإنترنت.