على الرغم من الفضيحة الأخلاقية التي تدعو إلى الاشمئزاز والتي تدور حول مغني البوب الأمريكي (مايكل جاكسون) فإننا لا نرى في المشهد سوى أحد أشكال الظلم الفادح في البشرية.
فهذا المسخ الذي تحول إليه هذا المطرب الذي خضع لسلسلة عمليات تجميلية متصلة هدفها إزالة آثار عرقه الأسود وتحويله إلى مخلوق هجين بلاستيكي الملامح، هي بالتأكيد نتيجة ضغوطات ثقافية وتاريخية تمارس تفرقة عنصرية تقارب أسلوب (الأبارتيد) الذي يمارس في جنوب أفريقيا، ولكن هنا يمارس بطريقة خفية ومواربة، جعلت من هذا المغني يسلخ جلده (بمعنى الكلمة) بتعرضه لمعالجة كيمائية خطرة تزيل صبغة الميلاتونين السوداء وتبقيه بهذا اللون العجيب الذي قد يعرضه للحروقات في حال تعرضه للشمس أو الضوء.
ولكن ليست هذه القضية ولكن تحديداً اعتناقه الإسلام بعد تهمته المشينة تجاه الأطفال، وكأن الإسلام في مأزقه العالمي الآن بحاجة إلى هذا النموذج.
حينما كنت في (كندا) وكنت أرى الصورة الإعلامية الغريبة التي يظهر من خلالها (لويس فرخان) أحد القيادات الإسلامية في الولايات المتحدة وعلاقاته الدائمة مع رموز الإرهاب العالمية، كنت أشعر أن تصرفات (فرخات) الخرقاء تخلق صورة دموية إرهابية حول الإسلام، واليوم يحاول هذا المسخ الحزين أن يزجَّ باسم الإسلام في قضاياه وورطته.
أنا كمسلمة إطاري العقائدي يجعلني لا أبخس أحداً قيمته على الإطلاق تأسياً بالآية الكريمة {وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى ،أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى}، والجميع سواسية أمام الله، ولكن أن يوظَّف الإسلام في اللعبة الإعلامية التي يحاول من خلالها (جاكسون) الفرار بجلده، فهذا ما يجب أن توضحه المنظمات الإسلامية في الولايات المتحدة بكل حزم وإصرار، على الأقل عبر البيانات التي تزيل لبس هذا الأمر وتبيِّن خفاياه وخلفياته.
فلم ينقصنا إلا هذا وفي هذه الفترة بالتحديد.
|