* تقرير - عبدالله العماري - سلطان المواش:
كشفت الأمطار التي هطلت مؤخراً في عدد من مناطق المملكة العديد من السلبيات خاصة فيما يتعلق بالتصريف الصحي، فامتلأت الشوارع بالمياه وأدى هذا الأمر إلى تعطل العديد من المركبات في وسط الطرق الشيء الذي قاد إلى زحمة مرورية خانقة خاصة في الشوارع الرئيسية لبعض المدن الكبيرة والمهمة في المملكة. هذه السلبيات أظهرت أصواتاً طالبت بإيجاد لجان للطوارئ تعمل على توحيد جهود الجهات الحكومية ذات الشأن للتنسيق فيما بينها لحل مثل هذه المشاكل.
و«الجزيرة» أجرت استطلاعاً حول هذا الموضوع خرجت فيه بالتقرير التالي:
الحاجة ملحة
في البداية يقول المواطن محمد اللزام: إن الحاجة لوجود لجنة طوارئ دائمة ملحة والأمطار الأخيرة على عدد من مدن المملكة كشفت الواقع المخجل للعديد من الجهات كأمانات المدن وفروع وزارة النقل والمواصلات والمياه والكهرباء ممثلة بمصلحة المياه والصرف الصحي وغيرها من الجهات الأخرى.
ويضيف اللزام: إن هذه الجهات لم تتعامل مع الحدث كما يجب، بل إن بعض مسؤوليها أخذ يتحدث في الصحف ويتهم تجار المخططات بشمال الرياض أنهم السبب في غرق أحد الكباري دون أن يبين ما الإجراء الذي ستتخذه وزارته مع هؤلاء التجار أو ما دورهم للحد من مخالفة هؤلاء التجار وضمان عدم تكرار المشكلة مرة أخرى، وهذه صورة تكشف واقع الوزارات التي لم تقم بدورها أثناء موسم الأمطار على أكمل وجه.
ويبين المواطن خالد القحطاني أن غياب التنسيق كان السمة الغالبة على أعمال هذه الجهات وبدأت العشوائية واضحة على أعمالها دلل عليها غياب التخطيط المسبق والتنسيق لمواجهة مثل هذه الكوارث الطبيعية، بل إن إحدى فرق الطوارئ بأمانة مدينة الرياض قامت بعد غرق أحد الشوارع بشفط المياه من الشارع وتفريغها في الأراضي البيضاء التي تجاور بيوتاً سكنية، تكونت إثر ذلك مستنقعات كبيرة بين منازل المواطنين مشكِّلة بذلك خطراً كبيراً عليهم وعلى أبنائهم، والجميع يعلم مدى خطورة وجود مستنقعات وسط أحياء سكنية سواء كانت مخاطر صحية أو مخاطر أخرى كسقوط الأطفال فيها.
مضيفاً أن هذا نموذج واحد من عدة نماذج تبين غياب التخطيط المسبق لمواجهة مثل هذه الكوارث مشيراً إلى أن وجود لجنة طوارئ تنسيقية بين مختلف الجهات الخدمية سيساهم في ايجاد خطط مسبقة يعمل بناءً عليها في مثل تلك الظروف.
ويؤيده في ذلك كل من محمد الشهري وسعيد الدوسري وناصر المحمدي.
الاستفادة من التجارب
أما المواطن سلطان الهريساني فيرى أن الاستفادة من تجارب بعض الدول المتقدمة في هذا الجانب ستبلور فكرة ظهور مثل هذه اللجان التي يجب أن يكون عملها مستمراً طوال العام لوضع الافتراضات والتحسب لها إضافة إلى دراسة المشاكل القائمة حالياً وإيجاد حلول لها وليس كما هو الحال الآن بانتظار وقوع المشاكل ووضع حلول وقتية لها، لا تقضي على المشكلة، بل إنها تعمل كمسكنات لها، فليس من المعقول أن تقوم أمانة مدينة الرياض سنوياً عند هطول الأمطار بتكسير الأرصفة في بعض الأحياء في محاولة منها لتصريف المياه المتجمعة التي أغرقت الشوارع، ثم بعد ذلك وبعد أن ينتهي موسم الأمطار تعود الأمانة لإصلاح هذا الأرصفة ثم إذا هطلت أمطار أخرى عادت الأمانة وكسرت الأرصفة وهكذا.. وأتساءل: أليس هناك حلولا جذرية لمثل هذه المشكلة التي أعتقد أن ايجاد لجان الطوارئ - طوال العام - سيعمل على حل هذه المشكلة وغيرها من المشاكل التي تتكرر مع كل موسم أمطار؟!
ويكشف عبدالله الدليمي أن غياب التنسيق الذي يعتقد بأن لجان الطوارئ ستقضي عليه بإذن الله قد أدى بأمانة مدينة الرياض وفرع وزارة المواصلات بمدينة الرياض في إحدى السنوات إلى تبادل الاتهامات على صفحات الجرائد، فكل منهما يلقي بالمسؤولية على الجانب الآخر ويتهمه بالتقصير في أداء عمله مما وضع أكثر من علامة استفهام آنذاك، حيث كانت كل جهة تدعي أن هذا العمل من اختصاص الأخرى.
وقال الدليمي: إن هذا الأمر لا يعنيه وإنما يهمه كمواطن أن تحل جميع الإشكاليات التي تحدث أثناء هطول الأمطار.
مشيراً إلى أن الكارثة الكبرى كانت في محافظة الخرج التابعة لمنطقة الرياض حيث غرقت المحافظة بأكملها ومع ذلك لم نسمع أن إحدى الجهات بادرت إلى التنسيق مع الأخرى باستثناء المحافظ الذي سعى لذلك رغم أن هذه الجهات ليست مستعدة للتنسيق مع بعضها.
مطالب
ويطالب ياسر النفيعي الجهات المعنية بسرعة العمل على إيجاد لجنة طوارئ خاصة بكل منطقة لوضع خطط مناسبة لمواجهة مواسم الأمطار والتحسب لها قبل أن يصل الوضع إلى درجة لا يمكن السيطرة عليها.
ويشاركه الرأي حامد آل عمر الذي أضاف أن ايجاد لجان الطوارئ أمر يعول عليه الكثير من المواطنين لحل المشاكل التي تحدث لهم بعد هطول الأمطار كل عام.
رأي المسؤول
من جانبه قلل معالي وزير النقل والمواصلات د. جبارة الصريصري من أهمية إيجاد لجان الطوارئ لحل المشاكل الناتجة من هطول الأمطار، حيث قال: إنه لا توجد حاجة لإيجاد هذه اللجان التي قد تعمل خلال السنة مرة واحدة أو لا تعمل مبيناً أن جميع الأجهزة في وزارة النقل والمواصلات ووزارة الداخلية ووزارة الشؤون البلدية والقروية وإمارات المناطق وجميع الحهات ذات العلاقة تعمل عند هطول الأمطار كفريق واحد وتعالج المشكلة في وقتها وليس هناك حاجة لمثل هذه اللجان.
وبرر معالي وزير النقل والمواصلات ذلك بأن الأمطار لا تهطل لدينا طوال العام وأن معدل الأمطار قليل بشكل عام ولا توجد لدينا كوارث أو فيضانات - ولله الحمد - تستدعي إيجاد مثل هذه اللجان.
|