لم يكن سقوط العاصمة الكمبودية «بنوم بنا» على أيدي الفيتناميين مجرد نتيجة لصراع عادي بين بلدين صغيرين هما كمبوديا وفيتنام، إنما كان لهذا السقوط أبعاده المؤثرة على ميزان القوى في منطقة جنوب شرق آسيا، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار مساندة روسيا لفيتنام وعلى الجانب الآخر مساندة الصين لكمبوديا، في الثامن من يناير من عام 1979 اضطر المئات من قوات الخمير الحمر للفرار من كمبوديا بعد استيلاء القوات الفيتنامية على العاصمة بنوم بنا، كان هذا الفرار بمثابة بداية النهاية لأربع سنوات من الحكم الوحشي للخمير الحمر وزعيمهم بول بوت،.
جاء سقوط بنوم بنا كضربة قوية للخمير الحمر، حيث فوجئوا بدخول القوات الفيتنامية للعاصمة، وما كان منهم إلا أن تخلوا عن مواقعهم العسكرية فارين من القوات الفيتنامية المتمركزة حول العاصمة بعد تيقنهم من عدم قدرتهم على مواجهة تلك القوات.
فر هؤلاء الجنود محاولين عبور الحدود إلى تايلاند، إلا أن السلطات التايلاندية ألقت القبض عليهم لمحاولتهم دخول البلاد بطريقة غير شرعية، واعترف الفيتناميون أنهم نجحوا في الاستيلاء على كمبوديا بمساعدة بعض المتمردين الكمبوديين الذين أطلقوا على أنفسهم اسم «جبهة الخلاص الوطنية».
|