حلقات اعدها :
سليمان الأفنس الشراري 5/3
النخيل والزيتون
تشتهر دومة الجندل ببساتينها الغناء ونخلها الباسق وأجود أنواع التمور في هذه المحافظة التي تشتهر بعذوبة مائها..
والزراعة في دومة الجندل ليست حديثة عهد فهي تشتهر بين المدن العربية على مدى التاريخ بالزراعة وبإنتاج أجود أنواع الفواكه والخضار والتمور..
ذكر الرحالة جورج أوغست فالين حينما مر بدومة الجندل عام 1845م بأن أهالي دومة يهتمون بزراعة الرمان والعنب والمشمش والتين والنخيل وأنهم في عملهم الدائب يحققون الاكتفاء الذاتي لمعيشتهم وقد نوه هذا المستشرق أن هذا الأمر يندر في قرى صحراوية.
بينما قال وليم بالجريف المستشرق المعروف حينما زار دومة في عام 1862م إن بساتين دومة الجندل أشبه ما تكون بالفردوس وأعجب هذا المستشرق بما تتميز به دومة الجندل من بساتين غناء وأرض خصبة معطاء وأهالي عاملين يسعون في سبيل أن تصبح أرضهم كما وصفها بالفردوس.
ولقد ذكر كثير من المستشرقين الذين مروا بهذه المنطقة ومروا بدومة فأعجبوا بها وتحدثوا كثيرا عن بساتينها وأشجارها ونشاط أهلها في الزراعة وسوف نتطرق إلى جانب من جوانب التطور الزراعي الذي تشهده هذه المحافظة والدعم السخي الذي توليه دولتنا لهذا الجانب والعطاء الذي يناله المزارع في دومة المتمثل في مشروع الري والصرف وعن بحيرة دومة وما يتميز به مناخ المحافظة وعن المياه والآبار والعيون فيها:
الزراعة في محافظة دومة الجندل
افتتح فرع وزارة الزراعة بمحافظة دومة الجندل عام 1385هـ وكان الفرع يقدم خدماته للمزارعين ضمن منطقة خدمات الفرع الممتدة من وادي السرحان غربا ومنطقة الحماد شمالاً ولحدود منطقة تبوك جنوباً ويحتوي الفرع على ستة أقسام رئيسة تقوم هذه الأقسام بتقديم الخدمات المناطة بها للمواطنين ضمن خدمات الفرع الممتدة على مساحة 100 كم.
50 كم في محافظة دومة الجندل والقرى والهجر التابعة لها وهي: محافظة دومة الجندل - المزارع - أجربه - المرير - المغنبية - مويسن - الرديفة - الأضارع - ميقوع - أصفان - أبو عجرم - أم نخيلة - الشقيق - كوم معارك.
وتبلغ المساحة المزروعة بأشجار النخيل والفاكهة أكثر من 2600 هكتار تروى عن طريق مشروع الري والصرف والذي تم تنفيذه من قبل وزارة الزراعة إضافة إلى 24000 هكتار تم زراعتها بالمحاصيل الحقلية والأعلاف وتم تخصيص جزء منها لأشجار الفاكهة والنخيل وهذه المساحة تم توزيعها بموجب نظام الأراضي البور على المزارعين.
كما يقوم الفرع بتقديم الخدمة للمزارعين من خلال الأقسام الموجودة فيه حيث بلغ عدد المزارع والمشاريع 1550 مزرعة ومشروعا أما عدد الحيازات في محافظة دومة الجندل فيبلغ 2000 حيازة.
كذلك ساهم الفرع بعملية إنشاء مشاريع الري والصرف بالمحافظة سواء القديم 1395هـ أو الجديد عام 1402هـ حيث قام بحصر أملاك المواطنين الداخلة ضمن مشروع الري والصرف حيث أنجز أكثر من 1600 معاملة تعويض بالإضافة إلى محاضر الاستلام الخاصة بالتعويض قبل تسليم جميع المعاملات لمشروع الري بالمحافظة.
أهم خدمات أقسام الفرع قسم الأراضي
1- يقوم القسم باستقبال المعاملات المحالة للقسم وفرزها.
2- يقوم بعمليتي المسح المبدئي والنهائي للأراضي التي يتقدم بطلبها المواطنون.
3- إنهاء عملية الرفع المساحي للأراضي أو إعداد المخططات وتقارير التربة للمعاملات الخاصة بطلبات المنح.
4- تسليم القرارات الصادرة من الوزارة للمواطنين على الطبيعة.
5- متابعة جدية الاستثمار ورفع طلبات التمليك لمن يثبت جدية استثمارهم وسحب القرارات المنتهية فترة اختصاصها.
6- إعداد الكروكيات للمواطنين.
7- الكشف على المعاملات الخاصة بطلب حجج الاستحكام وإعداد التقارير اللازمة عنها والكتابة عليها.
8- الاشتراك مع اللجان المحلية بالمحافظة.
الإرشاد الزراعي
1- يقوم بتقديم الخدمات الإرشادية للمزارعين والإجابة عن استفساراتهم.
2- يقوم بالجولات الميدانية في المزارع.
3- الكتابة على المعاملات الواردة للقسم.
4- إعداد التقارير الخاصة بإصدار شهادات العمال الزراعيين والكتابة عنها.
5- إصدار شهادات محصول القمح للمواطنين الذين تنطبق عليهم تعليمات إصدار الشهادات.
6- إعداد التقارير الخاصة بإصدار شهادات استيراد الشتلات.
7- إعداد التقارير الشهرية الخاصة بالحد من انتشار الإصابة بحشرة سوسة النخيل الحمراء.
8- الاشتراك مع اللجان المحلية بالمحافظة.
قسم المياه
- إعداد التقارير الخاصة بتراخيص الحفر.
- مراقبة الآبار.
- الإشراف والعمل على توصيل مياه الشرب لمراكز المحافظة.
قسم الوقاية
- يقوم بعملية مكافحة الآفات الزراعية.
- إعداد التقارير الخاصة بأعمال القسم.
- توجيه المزارعين وإرشادهم إلى أنسب أنواع المبيدات وطرق استعمالها.
الثروة الحيوانية
- القيام بالكشف على الحيوانات المريضة وعلاجها.
- القيام بإجراء التطعيمات اللازمة للحيوانات ضد الأمراض.
- إصدار الشهادات الخاصة بالحمى المالطية وإعداد التقارير الشهرية.
- الاشتراك باللجان المحلية.
- إعداد تقارير طلبات إصدار شهادات العمال تحت مسمى «عامل تربية مواشي».
بلغ عدد أشجار الزيتون 150000 شجرة مثمرة.
وبلغ عدد أشجار النخيل أكثر من 100000 نخلة مثمرة وفسائل في محافظة دومة الجندل.
مشروع الري والصرف بدومة الجندل
مشروع الري والصرف بمحافظة دومة الجندل من المشاريع العملاقة التي أقامتها وزارة الزراعة والمياه والذي يخدم كثيراً من المساحات الزراعية التي كانت تفتقر إلى كثير من الخدمات فجاء هذا المشروع داعماً سخياً من دعائم الخير والنماء التي تقدمها الدولة حفظها الله.
يخدم هذا المشروع حوالي 1600 هكتار من الأراضي الزراعية القديمة.
وهو أحد المشاريع التنموية التي تنفذها الدولة في منطقة الجوف بهدف استصلاح الأراضي.
وقد بلغت تكاليف إنشاء هذا المشروع 000 ،200 ،17 ريال، حيث تم استلامه من الشركة المنفذة في 2/11/1409هـ.
وتتبع إدارة المشروع حالياً لهيئة الري والصرف بالأحساء منذ تاريخ 1/8/1422هـ ويتكون المشروع من:
129 كيلو مترا من قنوات الصرف المغطى والمكشوف.
90 كيلو مترا من الطرق الممهدة.
8 خزانات مياه رئيسة.
1 بحيرة صناعة للتجميع النهائي.
وقد استصلح نتاج هذا المشروع أكثر من 634 هكتاراً من الأراضي الزراعية.
بحيرة الجوف
تقع هذه البحرية شرق دومة الجندل.. في منخفض تحيط به التلال المرتفعة من جميع جوانبه على بعد 5 كم شرق محافظة دومة الجندل.
وهي نتاج تصريف مياه الأمطار ونتيجة مياه الصرف الزراعي وتقدر كميات المياه فيها أكثر من 13 مليون متر مكعب تقريباً والبحيرة في ازدياد حيث تتغذى بشكل مستمر من المياه التي يضخها مشروع الري والصرف وتقدر مساحتها حوالي 7 كم مربع تقريباً غير منتظمة الشكل ولقد أصبحت مرتعا لكثير من الطيور المهاجرة التي تمر في مواسم مختلفة من كل عام..
وتعتبر بحيرة دومة الجندل من أهم المعالم السياحية التي يتوقع أن يكون لها مستقبلاً كبيرا حيث إن الاتجاه للسياحة في المنطقة في أولى خطواته ولعل أهم استثمار تجاري وسياحي في هذه البحيرة سيحقق الفائدة المرجوة في سبيل راحة المواطن والسائح.
المناخ
يتأثر مناخ دومة الجندل بمناخ البحر الأبيض المتوسط حيث اعتدال درجة الحرارة بمستوى نسبي ودومة الجندل تقع في نطاق المناخ الصحراوي القاري ويقدر معدل الأمطار السنوي حوالي 50 مم تقريباً خلال الفترة من اكتوبر وحتى ابريل حيث تزداد سرعة الرياح في بداية فصل الربيع.
الآبار والأسراب والعيون بمدينة دومة الجندل
مدينة دومة الجندل من المدن التي تتوفر فيها المياه العذبة الصالحة للشرب وقد أكسبها ذلك كثرة عيونها الجارية ومن أمثال أهل الجوف قولهم «بالجوف ألف ركية وألف عين جرية» مما يدل على كثرة الآبار والعيون والسرب وقد كانت المياه تأتي عبر العيون من أنفاق تحت الأرض تسمى «أسراب» يصل أطوال أعماق بعضها عشرة أمتار ينساب منها مياه الآبار ومن مسافات قد تصل إلى أكثر من كيلو متر تتجه إلى تلك الأرض المنخفضة التي تستقبل المياه ويستقبلها الأهالي بري مزروعاتهم والشرب من تلك المياه النقية الصافية العذبة ويستخدم الأهالي والمزارعين منهم الأحجار في رصف الآبار وطيها لكي لا تردم مع الوقت.
ذكر الرحالة فالين الذي زار المنطقة 1261هـ: وبين الأسوار ممرات ضيقة يستخدمها المالكون للتنقل وتستخدم ليلا ونهارا أقنية لجر المياه من الينابيع إلى المزارع.
وقد أورد العلامة حمد الجاسر رحمه الله أنه رأى بنفسه أنفاقاً للمياه تحت القلعة أثناء رحلته الشهيرة للمنطقة.
وهناك قنوات قديمة لم يستطع أحد من المؤرخين أو الآثاريين تحديد زمن محدد لها إلا أنها بلا شك من أقدم الاثار التي يعتقد أنها موغلة في القدم.
وكانت لهم طرق في توزيع المياه في تحديد أوقات التوزيع حيث كان هناك جداران مقامان لمعرفة أوقات النهار للتوزيع ويستخدم الأهالي إلى عهد قريب السواني التي تشتهر بها دومة لسقي المزارع ولسقي الأهالي وحتى البادية التي تعتبر دومة الجندل مورداً مهما لسقيا إبلهم.
|