* واشنطن رويترز:
قالت صحيفة واشنطن بوست الامريكية أمس الأربعاء ان مشاة البحرية التي ستتولى قريبا احتلال اغلب مناطق غرب العراق بدلا من قوات الجيش الامريكي تعتزم تطبيق أساليب مختلفة تشمل تقليل استخدام القوة.
وقال التقرير الذي اشار إلى مذكرة داخلية لمشاة البحرية ولقاءات مع ضباط كبار ان خطة العمل لانتقال مشاة البحرية إلى ما يطلق عليه اسم المثلث السني تؤكد على الحساسيات الثقافية وتوجيه رسالة عامة مفادها ان القوات الجديدة ليست من الجيش.
وابلغ الميجر جنرال جيمس ماتيس قائد الفرقة الاولى من مشاة البحرية المتمركزة في كامب بيندلتون بكاليفورنيا الصحيفة انه يعتزم قيادة جهود في اتجاهين، الاول يتعلق باعتقال او قتل المقاومين الذين يهاجمون مشاة البحرية في اطار معارضتهم لوجودهم في العراق.
ويتعلق الجزء الثاني من الخطة بتقليص الدعم الذي تحظى به المقاومة بين افراد الشعب العراقي.
وشهد المثلث السني الواقع في شمال وغرب العراق اغلب الهجمات التي استهدفت القوات الأمريكية خلال الاشهر الستة الماضية.
وقالت الصحيفة ان الكثيرين في الجيش يعتبرون الجزء الغربي من المثلث السني المنطقة الاكثر شراسة في العراق.
وتابعت الصحيفة ان مشاة البحرية الذين سينشرون في المنطقة سيتعلمون بعض الكلمات العربية ويتلقون النصائح بشأن احترام مشاعر المسلمين وسوف يؤمرون بعدم ارتداء نظارات شمسية أثناء الحديث مع عراقيين في اطار خطة لاظهار الاحترام للشعب.
ونقلت الصحيفة عن المذكرة ان القوات كما كان الحال في حرب فيتنام ستعيش وسط الناس في العديد من البلدات والقرى المحتلة لتسهيل تدريب الشرطة العراقية وقوات الدفاع المدني.
وتقول الصحيفة ان بعض ضباط الجيش والعسكريين الذين اطلعوا على المذكرة التي تلخص أسلوب عمل مشاة البحرية اعتبر انها تتضمن انتقادا لاساليب الجيش والنتائج التي أدت إليها في المثلث السني.
ويفيد التقرير ان البعض وصفها بانها غير عادلة والبعض الآخر اعتبرها محاولة بناءة للتعلم من مشكلات واخطاء الجيش في غرب العراق.
وكتبت الصحيفة تقول ان قائد قوة مشاة البحرية المقرر نشرها قريبا في العراق قال انه لا يعتبر ان اسلوب المشاة يعني انتقادا للجيش.
من ناحية اخرى صرح مسؤول رفيع في المخابرات الامريكية بان التقرير المخابراتي الذي تحدث قبل حرب العراق عن امتلاك بغداد اسلحة دمار شامل كان له «سند قوي» بناء على معلومات جمعت على مدى 15عاما.
وذكر ستيوارت كوهين نائب رئيس مجلس المخابرات القومي الذي اعد التقريرالذي صدر في اكتوبر تشرين الاول عام 2002 عن الاسلحة العراقية المحظورة انه «لم يدهش على الاطلاق» لعدم اكتشاف مخزون من الاسلحة البيولوجية والكيماوية العراقية حتى الآن.
وقال كوهين في حديث هاتفي قصير بعد ان اجرى حديثا مع شبكة «ايه.بي.سي» التلفزيونية الأمريكية اذيع أمس ان الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين «كان امامه 15 عاما لتجويد مهاراته في اخفاء هذه المواد».
ومنذ اسقاط صدام في ابريل نيسان وعدم العثور على أسلحة الدمار الشامل العراقية المزعومة كرر المسؤولون الامريكيون مرارا ان الاسلحة الكيماوية والبيولوجية يمكن اخفاؤها في اماكن صغيرة نسبيا.
وقال كوهين «اعتقد ان تقريرنا بني على اساس جيد، نعرف ان صدام يملكها وقد استخدمها.. اظنكم لم تنسوا ذلك».
وصرح كوهين بان مصير هذه الاسلحة لم يتضح بعد، وقال منتقدون ان تقرير المخابرات القومية كتب تحت ضغط من إدارة الرئيس الامريكي جورج بوش التي اوضحت بجلاء رغبتها في شن حرب على العراق.
ونفى كوهين ذلك، وقال لشبكة «ايه.بي.سي» «تلك الاقوال خاصة التي تقول اننا بدلنا حكمنا لتأييد سياسة الادارة هي مجرد سفه».
وأشار إلى ان التقرير ذكر ان العراق لا يملك أسلحة نووية ولن يملكها إلا «في فترة متأخرة جدا» من العقد.
|